بعد ارتفاع سعره .. تساؤلات حول إلغاء الدعم على السكر
نوران الرجال
الأربعاء , 27-11-2024 8:33 م
AAA
هل من الممكن بالفعل أن يتم إلغاء الدعم على السكر؟ هذا سؤال يقلق العديد من الأسر متوسطة الدخل والفقيرة في الفترة الحالية.
مع الارتفاع الملحوظ في أسعار السكر، يخشى كثير من المواطنين أن تُرفع يد الدولة عن دعم هذه السلعة الحيوية التي تلعب دوراً أساسياً في الحياة اليومية.
فماذا قد يترتب على ذلك؟ هل سنتعرض لصعوبات مالية أكبر؟ ويتحدث "فوود توداي" عن هذا الموضوع في السطور التالية.
إذا اعتبرنا الأسرة المتوسطة العصب الرئيسي لأي مجتمع، فإن الأسر ذات الدخل المحدود تشكّل نسبة كبيرة تصل إلى حوالي 40% من سكان البلاد.
ولهذا، أصبحت الأنظار متجهة نحو مستقبل الدعم الحكومي للسكر، خاصةً وسط التحديات الاقتصادية التي تواجه الجهات المعنية.
الضغوط الاقتصادية وتأثيرها على قرارات الدعم
لا يخفى على أحد أن التوجه العالمي يسير شيئاً فشيئاً نحو تقليل دعم السلع الأساسية، خصوصاً تلك التي تدخل في تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين.
تواجه الحكومة ضغوطاً متزايدة، سواء من الالتزامات المحلية أو من الجهات الدولية المانحة، لتخفيف الأعباء المالية الحكومية.
وفي هذا السياق، يبدو السكر أحد أبرز المرشحين لإعادة النظر في دعمه.
من المعروف أن بعض الدول العربية قد بدأت بالفعل بتطبيق سياسات تتجه نحو خفض أو رفع الدعم عن السلع الأساسية، كما حدث في مصر، مما يشير إلى احتمال انتهاء عهد الدعم المستدام.
بناءً على هذا التوجه، تتزايد المخاوف لدى المواطنين بأن يصبح السكر الهدف التالي لمثل هذه القرارات، مما يثير التساؤلات حول تداعيات أي ارتفاع محتمل في ثمنه.
العواقب المباشرة على الأسر المتوسطة والفقيرة
إلغاء الدعم عن السكر قد يؤدي إلى ارتفاع أسعاره بشكل كبير، نظراً للطلب الكبير عليه.
هذا الارتفاع ستشعر به الأسر متوسطة الدخل والفقيرة بشكل مباشر، حيث سيتسبب في زيادة العبء المالي على هذه الفئات.
وقد تضطر بعض الأسر إلى تقليص استهلاك سلع غذائية أخرى أساسية للتكيف مع هذا الوضع.
كما أن ارتفاع السعر قد يفتح المجال أمام السوق السوداء، مما قد يؤثر سلباً على جودة السكر المتوفر، خاصة للأسر الأقل قدرة مالية.
وهذا الوضع قد يؤدي إلى مشاكل صحية إضافية، لا سيما للأطفال الذين يعتمدون كثيراً على السكر كمصدر طاقة.
السيناريو المتوقع بعد ارتفاع الأسعار
في ظل هذه التطورات المحتملة، يبقى السؤال: ما الذي سيجري بعد ارتفاع أسعار السكر؟ رغم أن رفع الدعم عن هذه السلعة قد يُعتبر ضرورة اقتصادية في بعض الحالات، لكن الآثار الاجتماعية ستكون كبيرة وقد تصل إلى حد كارثي. لذلك، من الضروري البحث عن حلول بديلة بعيداً عن اللجوء إلى إزالة الدعم المباشر.
تشمل هذه البدائل زيادة الإنتاج المحلي وتشجيع المزارعين على التركيز على زراعة قصب السكر أو البنجر كوسائل لتوفير المادة الخام اللازمة.
إضافة إلى ذلك، يمكن العمل على تعزيز صناعة المحليات البديلة الصحية محلياً لتقليص الاعتماد على السكر المستورد.
إزالة الدعم عن السكر قضية لا يمكن الاستهانة بها، إذ ستؤثر بشكل عميق على ميزانية الأسر متوسطة وقليلة الدخل. ولتجنب هذا السيناريو السلبي، يجب البحث عن حلول مبتكرة لدعم إنتاج السكر محلياً وتعزيز الصناعة المرتبطة به.
بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق توازن بين متطلبات الإصلاح الاقتصادي واحتياجات المواطن اليومية، دون الإخلال بالاستقرار الاجتماعي أو الأمان الغذائي