وضحت الشركة القابضة للأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية، الأسبوع الماضي، عن زيارة وفدا جزائريا من فدرالية الصناعة والخدمات وشركة بونار فارما.
حيث تم عقد اجتماع بين ممثلي الشركة القابضة للأدوية برئاسة العضو المنتدب التنفيذي للشركة أشرف الخولي، والوفد الجزائري برئاسة رئيس فيدرالية الصناعة والخدمات جمال الدين رزاق هبلة، لكي يبحثوا سبل التعاون وفتح السوق الجزائرية أمام منتجات الشركات التابعة من الأدوية والمستحضرات والمستلزمات الطبية المصرية.
بينما شهد اللقاء الاتفاق على قيام الشركة القابضة للأدوية بتصدير بعضا من منتجات شركاتها التابعة ومنها على سبيل المثال "بنج الأسنان" ومستحضرات البخاخ الخاصة بأمراض حساسية الصدر إلى السوق الجزائرية، لتوفير احتياجاته من هذه الأدوية كبداية اولية وأن يتم التوسع في تصدير مستحضرات أخرى في مرحلة لاحقة، وكذلك نقل الخبرة المصرية وتقنية التصنيع إلى الجزائر بدءا من التغليف وصولا إلى التصنيع الكامل من خلال الشركة القابضة للأدوية والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى كوادرها البشرية وفق بيان رسمي.
بينما أكد محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، أن الدولة لديها اهتمام كبير بقطاع الصناعات الدوائية، وتحرص دائما على اتخاذ ما يلزم للنهوض به وتوفير البنية الأساسية والتشريعية بالإضافة إلى التمويل اللازم نظراً للأهمية الاستراتيجية لقطاع الدواء التابع للوزارة وما يتميز به من فرص استثمارية واعدة انطلاقا من حجم الأصول وعدد الشركات والتنوع في المنتجات والخبرات المتراكمة لدى العاملين في الصناعة.
فيما أشار إلى أن مشروع التوافق مع متطلبات التصنيع الجيد "GMP" واشتراطات هيئة الدواء المصرية الجاري تنفيذه بشركات الأدوية التابعة يأتي في هذا الإطار ويضمن استدامة عمل تلك المصانع وخطوط الإنتاج لسد احتياجات السوق المحلية والتوسع في الأسواق الخارجية، طبقًا لضوابط المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، موضحا أن خطة التطوير التي تشمل كافة الشركات التابعة تستهدف زيادة الإنتاج وتحسين نوعية المنتج والارتقاء بمعدلات الأداء وتعديل مسار الشركات لتكون داعمة للاقتصاد القومي والميزان التجاري للدولة.
كما تعمل الشركة القابضة للأدوية من خلال شركاتها التابعة في مجال المستحضرات الصيدلانية البشرية والبيطرية والمحاليل الطبية والخامات الدوائية والمواد الكيماوية للمعامل، وكذلك مواد التغليف للمستحضرات الصيدلانية والعبوات (بلاستيك وألومنيوم وكارتون) وذلك من خلال تسع شركات تابعة.
فقد أصبحت مصر وجهة لاستثمارات التصنيع الدوائي، وذلك استكمالا لنجاحات استراتيجيتها لتوطين تلك الصناعة، حيث إن الدولة المصرية كثفت من جهودها لتعميق وتوطين صناعة الدواء، وذلك ضمن خطة استراتيجية طموحة تسعى إلى جعل مصر مركزا إقليميا في هذه الصناعة.
كما سارعت الدولة المصرية في الحصول على أحدث تقنيات التصنيع العالمية الحديثة وتوفير المقومات اللازمة لإنتاج الدواء، مع استغلال الفرص الواعدة للتعاون مع الشركات الدولية المتميزة لتحقيق التكامل في مجال صناعة الدواء وجذب المزيد من الاستثمارات، بما يسهم في تقليص الاستيراد وتلبية احتياجات السوق المحلي اعتماداً على الشركات الوطنية، ويدعم التنافسية للمستحضرات الطبية المصرية، فضلاً عن فتح أسواق تصديرية جديدة.
بلغ عدد مصانع الأدوية على مستوى الجمهورية 177 مصنعاً عام 2022، مقابل 130 مصنعاً عام 2015، بنسبة زيادة 30.8%، بالإضافة إلى امتلاك مصر 700 خط إنتاج عام 2022، مقابل 500 خط عام 2015 بنسبة زيادة 40%، مشيراً إلى أنه تم إعفاء مدخلات الإنتاج الدوائية من ضريبة القيمة المضافة في يناير 2022 .
فيما بلغ حجم قيمة صادرات مصر من الأدوية 266.8 مليون دولار في 2022 مقارنة بنحو 225.4 مليون دولار عام 2019.
ومنذ عام 2014 تسير الدولة المصرية بخطوات ثابتة نحو استعادة الهدف، مع إدراك أن الوصول إلى المنتج النهائي يتطلب المرور بخطوات عديدة وهو ما فعلته مصر كالآتي:
في مارس 2021: أطلقت مصر مشروع استراتيجية توطين صناعة الدواء والذي يهدف لترسيخ التصنيع المحلي للأدوية، والتي تدفع نحول التوسع بإنشاء وتطوير المراكز البحثية الطبية، وتحفيز إنشاء الصناعات الدوائية وزيادة المكون المحلي، والتوجه نحو تصنيع الخامات الدوائية.
أبريل 2021: افتتحت مصر مدينة الدواء المصرية والتي تعد واحدة من أكبر مدن تصنيع الدواء بالشرق الأوسط، وتهدف لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع وتصدير الأدوية بالشرق الأوسط.
أكتوبر 2022: الإعلان عن افتتاح مدينة الخامات الدوائية والتي تضم 3 مصانع، وذلك خلال الربع الأول من عام 2024.
*- طفرة في صناعة الدواء بمصر
صرح الدكتور تامر عصام رئيس هيئة الدواء المصرية، إنه بحلول عام 2025 ستحدث طفرة في صناعة الدواء في مصر وذلك ضمن الاستراتيجية الموضوعة منذ عام 2014 واستراتيجية مصر 2030.
كما أضاف: مؤخرا تم افتتاح مصنع لإنتاج الأنسولين ومصنع آخر لإنتاج أدوية الأورام فى مصر، كما حصلت مصر على الاعتماد من منظمة الصحة العالمية لتصبح أول دولة أفريقية تحصل على هذا الاعتماد.
بينما أشار إلى أن ذلك بفضل الدعم الذي قدمته القيادة السياسية لكي يكون لدينا بنية تحتية قوية ومعامل وتدريب للبشر، وقال إنه لا يوجد دواء يحتاجه المريض إلا ووفرته الدولة كما سنتحدث قريبا عن تميز مصر في إنتاج اللقاحات والمستحضرات الحيوية.