ارتفاع أسعار الأسماك، وخاصة النوع الشهير "البلطي" في المحافظات الساحلية، أثار تساؤلات بين العديد من الناس حول الأسباب الكامنة وراء ذلك.
لطالما كانت هذه السمكة المحبوبة جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للمجتمعات الساحلية على مر الأجيال، فما الذي يدفع الأسعار للارتفاع الآن؟ في هذا المقال، سنتناول العوامل الأساسية التي تسهم في هذه الظاهرة.
أولاً، يجدر النظر في مفهوم العرض والطلب في سوق الأسماك، هناك زيادة ملحوظة في الطلب على سمك البلطي نظرًا لمذاقه الشهي وقيمته الغذائية العالية، إلا أن العرض لا يواكب هذا الارتفاع في الطلب، وهذا يعود جزئيًا إلى تراجع إنتاج الأسماك المحلية نتيجة عوامل بيئية عدة، مثل الصيد الجائر والتلوث.
ومع انخفاض كمية الأسماك المتوفرة، ترتفع المنافسة بين البائعين، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى ارتفاع الأسعار.
عامل آخر مؤثر في ارتفاع الأسعار هو تكاليف النقل والحفظ. سمك البلطي يتميز بحساسيته ويحتاج إلى معاملة خاصة أثناء النقل والتخزين للحفاظ على جودته ونضارته.
تتطلب هذه العملية استخدام معدات وتقنيات خاصة تزيد من التكاليف. بالإضافة إلى ذلك، تساهم زيادة أسعار الوقود والكهرباء في ارتفاع التكلفة النهائية التي يدفعها المستهلكون.
كما تساهم زيادة تكاليف الإنتاج في ارتفاع الأسعار، يواجه الصيادون الساحليون تحديات ونفقات متعددة، مثل تكاليف القوارب، معدات الصيد، العمالة، والوقود.
هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على مصادر رزقهم، ما يدفعهم لرفع أسعار بيعهم لمواصلة العمل بشكل مستدام ودعم أسرهم.