قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن مصر تعاني من أزمة زراعية لمحدودية الرقعة الزراعية مع زيادة عدد السكان، بجانب المشكلة الأساسية وهي ندرة المياه التي تعوق استصلاح الأراضي، موضحًا أنه يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل التي يزداد استهلاكها وفي مقدمتها الفول المدمس، عبر تطبيق عدد من العوامل نرصدها في هذا التقرير.
أضاف في تصريحات لـ Food Today أن التجارب الدولية للدول التي حققت اكتفاء ذاتي زراعي مثل الهند، كان من أهم العوامل التي عززت تطور القطاع فيها، إنشاء جامعات زراعية يدرس فيها مختلف العلوم الزراعية من بيطرية وهندسة زراعية وعلوم الغذاء وغيرها من العلوم الزراعية الأخرى، وحفر قناة انديرا غاندي وتأثيرها على النشاط الاقتصادي في المنطقة التي تتخللها.
التوسع الرأسي
أوضح "أبو صدام" أن الحل الوحيد أمام مصر للحاق بركب الدول التي حققت اكتفاء بالحبوب، هو التوسع الرأسي في الزراعة لزيادة الإنتاجية مع استخدام نفس المساحات، وهذا يتطلب الاهتمام بالتكنولوجيا والبحث العلمي والذي يتطلب استنباط أصناف جديدة من التقاوي وتغيير طرق الري في الأراضي الزراعية القديمة، مع وجود طرق تخزين حديثة.
توزيع البذور
اهتمت الهند أيضًا بإنشاء شركات عاملة في إنتاج وتوزيع البذور الحسنة ذات الإنتاجية العالية وتخفيض الاعتماد على البذور المستوردة، كما ربطت حكومة الهند المنظمات العاملة في التكنولوجيا الزراعية بشبكة واحدة من خلال مجلس البحوث الزراعية، وذلك لزيادة التنسيق ونشر المعرفة.
لذلك استفادت من القوة البشرية المتعلمة ومن ميزة إجادة الهنود للغة الإنجليزية التي سخرتها في تطوير البرمجيات التي بدأت في الهند منذ منتصف الثمانينات حيث كانت تمتلك عام 1985 حوالي 6800 مختص في البرمجيات وخلال 12 عام استطاعت الهند أن تحقق قفزة في عدد المبرمجين حيث سخرتهم في خدمة تطوير وبناء قاعدة معلومات تابعة للقطاع الزراعي.
استهلاك القمح
بينما في مصر لا تتوفر السيولة اللازمة لتلك التحديثات، وكذا لا يوجد دعم حقيقي لمركز البحوث الزراعية في البلاد، وبالتالي فإنه ينبغي حاليًا تقليل الاستهلاك من القمح وزراعة الكينوا بدلاً من القمح والتنوع في الحبوب، وفق تصريحات حسين أبو صدام.
وقامت الحكومة الهندية في عام 1995 بتقديم مساعدة مالية تقدر بحوالي 50 في المئة من تكلفة شراء المعدات والآلات وعدم الاعتماد على الطرق القديمة التي اعتاد الهنود على استعمالها والاعتماد عليها في الزراعة.
زراعة الفول
أوضح "أبو صدام" أنه يوجد بعض الحبوب التي يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي منها مثل الفول إذ لو تم زراعة 500 ألف فدان يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي منها، لكن لا يوجد إرشاد زراعي كاف للمزارعين، سواء بتسويق المنتج أو كيفية مواجهة الآفات.
طالب بضرورة تطبيق الزراعة التعاقدية على بعض الحبوب التي يتم استيرادها من الخارج ويمكن زراعتها في مصر مثل الفول والعدس، مع خاصة أن الفول زراعته بسيطة لكن يحتاج اهتمامًا فقط.
All rights reserved. food today eg © 2022