28 عامًا من التألق.. محمد شلباية يقود «بيبسيكو» مصر بروح التعاون.. والخطط الإستراتيجية سر نجاح الرحلة.. شعاره: «رد الجميل لبلده»
أحمد خالد
الثلاثاء , 16-05-2023 1:39 م
AAA
تلوح في سمائنا دوماً نجوم برّاقة، في عالم الصناعة والتجارة وريادة الأعمال، لا يخفت بريقها عنّا لحظةً واحدةً، دائما نترقّب إضاءتها بقلوب ولهانة، ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّ ساعة، ومن بين تلك النجوم شخص استحق وبكلّ فخر أن يُرفع اسمه في عليان الصناعة المصرية والإفريقية والعربية، رجل اعتبره الكثير من الشباب ورجال الأعمال مصدر إلهام، وهو محمد شلباية، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو مصر، ظهر تأثيره الكبير خلال السنوات الماضية، عبر رحلة من التميز والعطاء، والإبداع، بداية من مجتمع شركة بيبسيكو وحتى عموم مجتمعات الصناعة المصري.
وعلى غرار ذلك، تستعرض «FOOD
TODAY» خلال السطور القادمة، رحلة رجل بيبسيكو
العالمية في مصر، محمد شلباية، بداية من حياته الجامعية مرورا بعمله من قاع الهرم
الوظيفي وحتى قمته في «بيبسيكو»، ليصل إلى قلب الدولة المصرية مساهما في قضاء احتياجاتها
واحتياجات المجتمع والصناعة المصرية، والغذائية على وجه الخصوص. بداية «شلباية».. شاب طموح حصل محمد شلباية على بكالوريوس في
الاقتصاد عام 1990 من الجامعة الأميركية في القاهرة، وعمل مدير حسابات في شركة «ساتشي
آند ساتشي الشرق الأوسط» خلال الفترة من 1991 و1996، ومن ثم مدير تسويق في دول
الخليج بين 1994 و1999، ومدير المبيعات والتسويق في دول الخليج بين 1999 و2001، مدير
تطوير المبيعات والعملاء في دول مجلس التعاون الخليجي بين 2002 و2009، كما تولى
منصب المدير الأول لامتياز المشروبات في المملكة العربية السعودية والجمهورية
اليمينة بين 2009 و2012. رحلة «بيبسيكو».. نجاح وعطاء بلا حدود أما رحلته مع بيبسيكو بدأت من تعينه
المدير العام للوجبات الخفيفة بين 2012 و2015، ثم نائب الرئيس لفئة الوجبات
الخفيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الإمارات العربية المتحدة بين 2015
و2017، ثم نائب الرئيس الأول في مصر بين مارس وسبتمبر 2017، وتولي رئاسة مجلس
الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو مصر منذ 2017، وحتى الآن. 28 عاما في «بيبسيكو» «شلباية» مصري الجنسية، ولاعب كرة سلة
سابق، ومسؤول تنفيذي في شركة بيبسيكو، كما أنه رجل لا يبالغ في أخذ الحياة على
محمل الجد، ويعمل مع بيبسي منذ 28 عاما تقريبا، تنقل خلالها بين 12 أو 15 وظيفة
مختلفة، لكنه استقر في منصبه الحالي «رئيس مجلس إدارة بيبسيكو مصر» منذ 7 سنوات. «رد الجميل» لمصر.. وقال محمد شلباية في تصريحات صحفية، انه
وصل إلى مرحلة من مسيرته المهنية أولويته فيها «رد الجميل»، وأشار إلى أنه على قمة
الهرم الوظيفي حاليا في بيبسيكو، حيث لا مزيد من التطلع إلى وظائف أعلى الآن، بل
فقط محاولة رد الجميل إلى بلده والشباب، وأضاف: «أو ما الذي يمكنني المساهمة به؟
في الوقت الحالي أجد الكثير من المتعة والفائدة في رد الجميل للشباب، ونقل تجربتي
إليهم، ورعاية وتنفيذ أعمال المسؤولية الاجتماعية للشركات التي تساعد الاقتصاد». «ماراثون» وظيفي وذكر «شلباية» أن أفضل نصيحة تلقاها
كانت من أحد رؤسائه في بداية عمله، ومفادها أن المسيرة الوظيفية تشبه الماراثون،
وليست مثل الجري السريع، وأكد على أنه كان صبورا للغاية في البداية من أجل الترقي
والنمو، وكان رئيسه ينصحه دوما بالعمل على بناء الأساس، ويقول له: «لا تقلق بشأن
الشخص الذي حصل على الترقية قبلك. ستكون أقوى، وفي نهاية الماراثون ستكون في
الصدارة». تخطيط وإدارة جزء كبير من مسؤولية محمد شلباية يتعلق
بالاهتمام بمصالح الموظفين، لأنه يعتقد انهم من يحققون النتائج للشركة، والجزء
الثاني بالنسبة له هو التطلع إلى المستقبل، حيث أنه وظيفته هي ضبط الأولويات
الاستراتيجية، والتخطيط للخمس سنوات المقبلة، والتأكد أنه مع دخوله للعام الجديد يكون
جاهز له بالاستثمارات المناسبة. «روتين» محمد شلباية يحب «شلباية» الاستيقاظ مبكرا في الخامسة صباحا
تقريبا، و أفضل وقت للعمل بالنسبة له هو ساعات الصباح المبكر التي تخلو من
المشتتات، وهو ما يتناسب بشدة مع الأشياء التي تتطلب مني اتخاذ قرارات، كما أنه يمارس
الرياضة في السابعة صباحا لمدة ساعة، ثم يعود إلى المنزل لتناول الإفطار، وبعدها يتجه
إلى المكتب لبدء الاجتماعات، التي تستغرقه في العادة حتى المساء.
ويؤكد أن الشيء الوحيد الذي يحاول أن يجعله
ثابتا في يومه هو الرياضة، فهي تصفي العقل وتعيد تنشيط الجسم وتساعدني في التخلص
من التوتر، ويشير إلى أنه إذا مر يوم دون ممارسة الرياضة أشعر بالتوتر، فنظرا
للضغوط والمشاكل التي أواجهها يوميا، وجد أنه بحاجة إلى منح جسده وعقله وقتا كافيا
للتخلص من التوتر، والاستعداد لليوم التالي. «شلباية» بين الهواية والعمل يميل إلى الاسترخاء في نهاية اليوم
بمشاهدة التلفزيون، ودائما يحب الوثائقيات والأعمال الكوميدية، لكن في العادة يختار
شيئا لا يتطلب الكثير من التركيز ويمكن أن يساعدنه على الاسترخاء. ويحب كذلك
الدردشة مع الأصدقاء الذين لا علاقة لهم بالعمل، ويعتقد أن الضحك هو أفضل طريقة
للاسترخاء بعد إرهاق العمل.
وقال مؤخرا أنه شاهد الفيلم الوثائقي The
Redeem Team وأعجبه لدرجة أنه شاهدته ثلاث مرات، وأحب
الرياضة والمقارنات الرياضية، وأعتقد أن هناك الكثير من الدروس التي يمكن تعلمها
منها، مثل فكرة أن الأمر لا يتعلق بقدرة اللاعبين، بل بخلق الثقافة المناسبة
للفريق لتحقيق الفوز. هذا ما يفعله في مجال الأعمال: إما أن نفوز معا، أو نخسر معا
كفريق أيضا. دور «شلباية» في تطوير الصناعة المصرية تعمل شركة بيبسيكو منذ أكثر من70 عاماً في السوق المصرية، وخلال هذه
المدة نجح في ضخ استثمارات بالمليارات وتطوير قطاعي الصناعة والزراعة في مصر، كما
استحوذ على شركة شيبسي في فترة أواخر
التسعينيات ومطلع الألفية الحالية، ومنذ شرائها بدأ في تطوير الشركة بدايةً من
الاعتماد على البطاطس المنتجة محلياً، حتى وصل إلى نسبة 100% من إنتاج شيبسي يأتي
من الحقول والمزارع المصرية، ثم انتقلنا إلى التقاوي، وكان يتم استيرادها من
الخارج، ولذا انشأنا مشروع لإنتاج واستنباط التقاوي محلياً عام 2012 ، واستعنا
بمهندسين مصريين وخبرات من شركة بيبسيكو العالمية. تحديات وإصرار على النجاح وقد واجه تحديان في مشروع إنتاج تقاوي
البطاطس محلياً، وهما؛ الأول أن دورة التقاوي 5 سنوات لمعرفة نتائجها، الثاني
ضرورة تجربة الزراعة في أرض بكر خالية من أي أمراض، ووفرت له وزارة الزراعة هذه
الأراضي، وبدأ في المشروع ونجح في إنتاج 6 أصناف من التقاوي تتلائم مع طبيعة
المناخ والتربة الزراعية في مصر، وتكفي 65% من الاحتياج من تقاوي البطاطس، ويخطط
للوصول إلى 80% عام 2024، وبزراعة 100% من البطاطس محليا مع برنامج التقاوى، وتمكنت
الشركة من توفير 30 مليون جنية من فاتورة الواردات، كما نخطط للتصدير خاصة وأن
هناك قبول للتقاوي في عدد من الأسواق القريبة من مناخ مصر مثل الهند وباكستان،
وبالفعل أجرينا تجربة في باكستان وحققت نتائج إيجابية.
نتائج أعمال «بيبسيكو» كشفت بيبسيكو عن ارتفاع قيمة إيراداتها
المحققة خلال الربع الثاني من العام الجاري لتسجل 20.23 مليار دولار في مقابل
19.21 مليار دولار خلال نفس الربع من 2021، بنمو 5.3%، حيث حققت صافي ربح بقيمة
1.429 مليار دولار خلال الفترة من "إبريل- يونيو 2022"، مقابل أرباح
بقيمة 2.358 مليار دولار في الفترة المقارنة من عام 2021، حيث سجل نصيب السهم من
الأرباح 1.86 دولار، وبلغت القيمة السوقية لشركة المشروبات الغازية الأمريكية،
بلغت 110 مليارات دولار.