تعبر نباتات البن من المحاصيل التي يصعب إرضاؤها وتتطلب بيئات معينة لتنمو، حيث يتطلب الأمر ما يقرب من 1.5 قدم مربع من التربة لصنع فنجان واحد من القهوة، فلا بد أن تكون الظروف مثالية ليترج لنا القهوة المناسبة، حيث يلعب كل من الارتفاع وضوء الشمس وهطول الأمطار والأرض دورًُا هاما في إنتاجها، حيث تذدهر القهوة في المناخات المعتدلة وهي مناطق تقع تقليديًا بالقرب من خط الاستواء مع درجات حرارة يمكن التنبؤ بها وأنماط مناخية متسقة.
نمو البن في مناطق غير متوقعة
كما يوضح باريستا جوي، فإن 70 دولة فقط قادرة على زراعة وحصاد البن لتلبية الطلب العالمي، وتتصدر البرازيل أولى دول العالم من حيث العرض، حيث تزرع ما يقرب من نصف قهوة العالم، ونظرًا لزيادة الطلب على القهوة عامًا بعد عام، فليس من الغريب أن يتطلع المزارعون إلى مضاعفة النمو وشحن كميات كبيرة من إنتاجهم خارج البلاد، وبينما تعيد صور مزارع البن إلى الأذهان المزارع الفاتنة في وجهات غريبة، ظهرت مزارع البن أيضًا في أماكن غير متوقعة، بما في ذلك أمريكا.
جدير بالذكر أن القهوة البرازيلية شقت طريقها لأول مرة إلى هاواي في عشرينيات القرن التاسع عشر "عبر مقهى هونولولو"، وساعد الطقس في هاواي على ازدهار المحصول وفي المعرض العالمي لعام 1873، كما تم الاعتراف بقهوة "كونا" دوليًا.
قهوة برائحة الأزهار في كاليفورنيا
يتم تحضير قهوة هاواي بسلاسة، مع روائح الأزهار والفواكه العائمة من ثمار القهوة المطحونة، ويمكن العثور على مجموعة متنوعة من القهوة في جميع أنحاء ولاية الجزيرة، من ضمنها قهوة Ka'u و Hamakua و Kauai و Molokai و Waialua و Puna.
ومع ذلك، في عام 2002 ، قام المزارع جاي روسكي من كاليفورنيا بزرع حبوب اعتقد أنها بذور الفاصوليا التي تلقاها من صديق له، حتى تفاجئ بعد اثني عشر عامًا أن مزرعته أنتجت نبات البن، ومنذ ذلك الحين نضجت المزيد من مزارع البن في جميع أنحاء الولاية، حتى الموسيقي جيسون مراز ساعد في إنتاج وبيع فرينج كوفي، وهي علامة تجارية تفخر بقدرتها على التحميص الممتاز.
وفي حين أن هاواي وكاليفورنيا هما الولايتان الوحيدتين اللتان تزرعان البن اليوم، فإن القهوة الآن على مشارف ولاية فلوريدا أيضًا، حيث يبحث المزارعين والعلماء عن إمكانية إنتاج البن في ولاية صن شاين.