كريم أبوغالي: قطاع الصناعات يعاني بسبب العملة الصعبة.. نسعى للاعتماد على القمح المحلي الفترة المقبلة... كان هناك بعض المشكلات بسبب مسألة صرف الدعم أو رد الأعباء لصالح المصدرين..

A A A
كريم أبوغالي رئيس شركة ريجينا

شركة ريجينا للمكرونة والصناعات الغذائية واحدة من الشركات الرائدة في صناعة المكرونة في مصر.

تصدر منتجاتها إلى أكثر من 30 دولة حول العالم، بقيادة كريم أبو غالي رئيس مجلس الإدارة وعضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية.

تتمتع شركة ريجينا بخبرة تجاوزت 35 عامًا في إنتاج المكرونة عالية الجودة، وتسعى إلى تلبية احتياجات المستهلكين بشكل كامل، تستهدف الشركة تغطية احتياجات 15 مليون مواطن في مصر.

تتنوع منتجات شركة ريجينا الرئيسية، والتي تغزو بها السوق المحلية والسوق التصديرية، وتشمل المكرونة بأصنافها المتعددة مثل ريجينا، وديليسيا مصرية، وستار، والكينج، بالإضافة إلى صلصلة طماطم ريجينا.

يشهد حجم مبيعات شركة ريجينا نموًا كبيرًا سنويًا، ما يؤكد نجاحها وجودتها العالية وقدرتها على تلبية احتياجات العملاء في الأسواق المختلفة.

وها نحن في حوار خاص مع رئيس شركة ريجينا، كريم أبو غالي.

ما المشكلات التي تواجه الصناعات الغذائية في مصر في الفترة الحالية؟ كيف يمكن حل تلك المشكلات؟

تتشارك الصناعات سواء الغذائية أو غيرها في المشكلة نفسها، وهي مشكلة العملة الصعبة، لأن الصناعات الغذائية تعتمد بشكل كبير على مدخلات الإنتاج والخامات، التي غالبًا ما تكون مستوردة.

هل نشاط الصناعات الغذائية في مصر مظلوم أما هناك فرصة لهذا المجال؟

لكي نعبر بالصناعات الغذائية إلى بر الأمان، أو لكي نطور فيه أو نعظم من إنتاجية الصناعات الغذائية المصرية عمومًا، سواء على المستوى المحلي أو مستوى الصادرات، يجب أن يكون هناك اتجاه، وهذا ما يقوم به السادة الوزراء ومجلس الوزراء بتعليمات وتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن كل التوجهات حاليًا متجهة نحو الاكتفاء الذاتي أو زيادة المكون المحلي بالنسبة للصناعات، بمعني أن تكون المدخلات أو الخامات أو مستلزمات الإنتاج قدر المستطاع محلية الصنع أو محلية الزراعة وبالعملة المحلية، وفي جزء البيع، أن يكون هناك جزء للتصدير، بذلك نكون قادرين على السيطرة على العملة الأجنبية فيما يخص الإنتاج.

ما هي تجربتك مع زراعة القمح المحلي؟ وهل ما زلت تعتمد على القمح المستورد في الصناعة رغم زراعتك للقمح؟
نحن مجوعة ريجينا الغذائية، مواكبة لهذه السياسة، نحاول قدر الإمكان أن نستغنى عن الأقماح المستوردة، لأن الأقماح المستوردة تستخدم في رغيف الخبز، لذلك نستخدم نوعًا معينًا من القمح يسمي القمح الديورم، ونحن منذ أكثر من 20 سنة نتعاون مع المزارعين في صعيد مصر لزراعة هذا النوع من القمح.

وفي الفترة الأخيرة نحاول بقدر الإمكان التوسع بشكل في زراعة هذا النوع من القمح الذي لا يستخدم في رغيف الخبز، ولكن يعتبر المدخل الرئيسي لصناعة المكرونة عالية الجودة، وهناك طلب زائد على هذا النوع من المكرونة المصنعة منه في التصدير، ولكن هناك جزء بسيط من القمح المستورد يدخل في صناعة المكرونة ليعوض بعض النواقص في القمح الديورم المحلي.

هل يمكن التوسع في مجال الصناعات الغذائية بشكل أكبر؟
اتخذنا نهجًا بالتعاون مع القطاعات المختلفة في الدولة، أن نزود هذه الرقعة من هذا النوع المخصوص من القمح الذي ينتج عنه سيمولينا القمح الديورم الذي يستخدم في صناعة المكرونة، وهدفنا الرئيسي أن نقلل من الاعتماد على الاستيراد لكي نوفر العملة الصعبة للدولة التي تحتاجها لاستيراد الأقماح التي تستخدم في رغيف الخبز ونحاول أن نزرع أكبر كمية ممكنة.

وهذه أول مرة أدلى بهذا التصريح، أن نضع في خطتنا تزويد القدرة الإنتاجية من الطحن من إنتاج المكرونة بحيث نستخدم هذه التوليفة الذي يكون معظمها قمح ديورم محلي الزراعة مع بعض الأقماح المستوردة البسيطة، بحيث نصل لتوليفة يكون عليها الطلب في الأسواق الخارجية، إذا فنحن لا نخفف فقط من حمل استخدام العملات الأجنبية للاستيراد، ولكن أيضًا نزيد من الحصيلة الدولارية للمجتمع المصري والبنك المركزي، في ضوء سياستنا نحو التصدير بشكل أكبر.

ما مستقبل التصدير من وجهة نظرك؟
إن مصر لديها قابلية شديدة جدًا لتكون منافسة بشكل أكبر بكثير في الأسواق الخارجية، والحلم أو المستهدف هو وصول صادرات مصر إلى 100 مليار دولار، وهي الآن من 40 إلى 50 مليار دولار، فأنا أرى أن مصر لديها الإمكانية لاختراق أسواق جديدة لم تدخلها من قبل، فنحن الآن نحاول أن ندخل بشكل أكبر في السوق الأمريكي والسوق الأوروبي، فضًلا عن تميزنا في السوق الإفريقي، ووصلنا إلى توليفة مميزة من القمح الديورم المحلي مع بعض الأقماح المستوردة بنسبة 20% فقط، وجدنا أن هذه الجودة لاقت قبولًا في الأسواق الأمريكية بكافة ولاياتها.

فهذه هي خطتنا لدخول أمريكا وأوروبا بالمكرونة وهذا ليس بسهل، ولكن هذا ما نركز عليه الفترة القادمة لأن هذه هي الأسواق التي نستطيع أن نعتمد عليها في جلب العملة الصعبة، خاصةً أن بعض الأسواق الشرق أوروبية و الشرق أوسطية والإفريقية لديها مشكلات في العملة، إنما أوروبا وأمريكا كعملات محلية فبالتالي أسواق مستهدفة بالنسبة لنا لزيادة الحصيلة الدولارية.


ما هي علاقتك بدعم الصادرات؟ هل هناك مشكلات في عملية التصدير، أم تحصلون على كافة الحقوق؟
نحن كشركة لنا دور فعال في دعم الصادرات، فنحن نصدر منذ بداية مسألة دعم الصادرات في عام 2002، كان هناك بعض المشاكل في مسألة صرف الدعم أو صرف المساندة التصديرية أو رد الأعباء لصالح المصدرين، وهذا ما تقوم به عديد من الدول للمنافسة في الأسواق العالمية، في الحقيقة دعم الصادرات في الفترة الأخيرة تحسن بشكل ملحوظ ووجدنا مبادرات سداد فورية، فالحكومة بكافة وزاراتها مع معالي دولة رئيس الوزراء وتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، يحاولون أن يبذلوا أقصى جهد في مسألة عملية سداد الدعم الموضوع في غاية الأهمية، لأن المصدر كلما يأخذ مستحقاته بشكل أسرع هذا يعطيه سهولة أو تيسيرات كبيرة في عملية التخطيط وعملية احتساب التكلفة في سعر البيع، وبالتالي لا يفاجأ بنسبة دعم معينة وتتأخر.

فالحقيقة الحكومة قامت بمجهود جبار في تقليل مدة صرف المساندة، وأيضًا رأينا مبادرات قوية جدًا فيما يخص إجراء مقصات بين مستحقات المصدرين والضرائب أو الجهات الحكومية الأخرى، وهذا يؤدي إلى تخفيف العبء على وزارة المالية في أنها ليس من اللازم دفع مبالغ مالية بينما يمكن عمل مقاصة في تحصيل مستحقات المصدرين في دعم الصادرات.

ما هي الدول التي تستورد مصر منها نسبة القمح التي تضعها في المكرونة؟
روسيا وأوكرانيا، وهي أكثر الدول التي تصدر القمح المعد لإنتاج المكرونة، ونحن نحاول أن نحد من عملية الاستيراد والضغط على العملة الصعبة، بل بالعكس، نسعى لأن تكون التكلفة بالجنيه المصري، سواء عن طريق مستلزمات محلية أو مكون محلي أكثر أو زراعة هذه الخامات بالنسبة للصناعات الغذائية في مصر والاعتماد أكثر على جلب العملة الصعبة وبالتالي يتم التحسين في الميزان التجاري.

ما تقييمك لنتائج قمة الصناعات الغذائية في نسخته الأولى؟
لاقت القمة نجاحًا كبيرًا، ويرجع سبب نجاحها إلى أهمية هذا المجال الحيوي الذي تتميز فيه مصر وقابليتها للتفوق فيه، فعندما يتعلق الأمر بملف الغذاء، فإنه يعتبر مهمًا وشائكًا في الفترة الراهنة، إذ يركز العالم بأسره عليه، نظرًا لأن الغذاء يشكل أساسًا من أساسيات الحياة كما تعتبر هذه القمة هي الأولى من نوعها في مصر.

ويرجع نجاح المؤتمر أيضًا إلى حضور الوزراء والحلقات النقاشية التي تطرقت إلى عديد من الموضوعات المهمة المتعلقة بالصناعات الغذائية والمعوقات التي تواجهها، وتم طرح عديد من الحلول لها، وبالنظر إلى الجانب التنظيمي، فالدورة الأولى من المؤتمر ناجحة بكل المقاييس.

ما توقعاتك لقمة الصناعات الغذائية في نسختها الثانية؟
إذا بنينا على ما تم من نتائج وما تم من أمور في القمة الأولى، فأتوقع أن المؤتمر سينجح جدًا في دورته الثانية، خاصةً أن بعض التطوير قد تم للأمور الأخرى التي تخص الصناعات الغذائية؛ منها جلب بعض المستثمرين في الصناعات أو بعض المستوردين الأجانب الذين من الممكن أن تصدر لهم مصر مواد غذائية، بمعني أن بعض التطوير والبناء على القمة الأولى أعتقد أنه سينجح جدًا في قمته الثانية والثالثة.

All rights reserved. food today eg © 2022