تمتد صناعة «الجيلاتين» إلى ما قبل العصر الحديث، وذلك في عهد القدماء المصريين
الذين اكتشفوا أهمية استخدام المواد الهلامية التي تنتج عند طهي الحيوانات وهو ما نعرفه
الآن باسم الجيلاتين، أما لاحقاً فقد اشتقت كلمة جيلاتين من الكلمة اللاتينية “gelatus”
التي تعني “التجمد”.
قدماء المصريين
استطاع قدماء المصريين استخراج الجيلاتين عن طريق غلي جلود وعظام الحيوانات
ومن ثم استخدامه في حياتهم اليومية، استطاعوا أيضاً استخدام الجيلاتين المستخرج لصناعة
الصمغ للصق الملابس والأثاث، قام أيضاً المصريون القدماء بطهي عظام الحيوانات والتي
نتج عنها مرق دسم لزج استخدموه في الغذاء، وهو ما يُعتبر أول إنتاج لمادة الجيلاتين
في العالم.
وقد تم العثور على آثار من مادة الجيلاتين في قبور الفراعنة على هيئة
صمغ، وقد كانت هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها إنتاج الجيلاتين بطريقة يدوية.
أما على الصعيد العالمي، فقد تم إنتاج الجيلاتين الطبي في عام 1834 عندما
حصل الكيميائي الفرنسي فرانسوا ماذرز على براءة اختراع كبسولات الجيلاتين الطبية لحجب
المذاق المر للأدوية، وفي عام 1818 تم إنتاج الجيلاتين الصناعي لصناعة الصمغ والغراء
لأول مرة في فرنسا، أما بالنسبة للمنتجات الغذائية القائمة على الجيلاتين ، فقد تم
في عام 1845 منح براءة اختراع لمسحوق الجيلاتين الذي يمكن استخدامه في المطبخ لصنع
الحلويات التي تحتوي على مادة الجيلاتين.
من علامات الثراء
نظرًا للعملية الشاقة والمطولة التي كان يتم من خلالها إنتاج الجيلاتين
في السابق، فقد كان امتلاكه يُعتبر دليل على الثراء، فلم يكن بمقدور ذوي الدخل المنخفض
تحمل تكلفته، كان إنتاج الجيلاتين يستغرق ساعات عمل طويلة ومجهودا شاقا من أجل تحويله
إلى مُنتج صالح للاستخدام في الأغذية، لذلك فقد كان عمل الجيلاتين في المنزل يتم من
قِبل أمهر الطباخين وكان امتلاكه واستخدامه يدل على ثراء أصحاب المنزل.
وعندما أصبح الجيلاتين متاحًا في المحلات التجارية، استمر امتلاكه رمزاً
لرقي المنزل.
يوضح التسلسل الزمني التالي تطور صناعة الجيلاتين منذ العصور المصرية القديمة.
1682 قام العالم الفرنسي دينيس بابين (1647-1712) باكتشاف طريقة إنتاج
الجيلاتين والتي تتضمن طهي عظام الحيوانات من أجل إزالة المادة اللزجة، لم يكن للمُنتج
طعم ولا رائحة ولا لون عند إضافته إلى الماء، ويُعتبر هذا هو أول إنتاج للبروتين من
عظام الحيوانات.
1682 اكتشف الباحث الإنجليزي،
جون إيفلين، المادة الهلامية التي تنتج عند غليان عظام اللحوم البقري في القدر الذي
يعمل بالضغط
1754 تم منح أول براءة اختراع
لصناعة الجيلاتين لباحث إنجليزي.
1800-1815 اكتشف الفرنسيون القيمة
الغذائية للجيلاتين واستخدموه كمصدر غذائي للبروتين وقدموه للجنود الفرنسيين أثناء
الحرب
1818 تم إنتاج الجيلاتين الصناعي
الذي يُستخدم لصناعة الصمغ والعراء لأول مرة في مدينة ليون في فرنسا.
1845 أنتجت الشركة الاسكتلندية
(J&G) لأول مرة الجيلاتين المجفف وقامت بتصدير المُنتج
إلى الولايات المتحدة
1845 تم منح براءة اختراع لرجل الصناعة والمخترع بيتر كوبر (1791-1883) لمسحوق الجيلاتين الذي قام
بتسميته الجيلاتين المحمول، تميز المُنتج الجديد بقابليته للذوبان في الماء، ومع ذلك، لم يتم الاستفادة من اختراع كوبر لفترة طويلة من الزمن.
1860 بدأ استخدام الجيلاتين في صناعات أخرى مثل التصوير الفوتوغرافي.
1874 بدأت الشركة الإنجليزية
(هارتليز) في صناعة وإنتاج الجيلاتين.
1889 تم منح براءة اختراع لشركة
(بوليموث روك جيلاتين) في بوسطن بالولايات المتحدة لإنتاج الجيلاتين الفوسفاتي.
1894 قامت شركة تشارلز نوكس بصناعة
أول جيلاتين على شكل حبوب، فقد شاهد السيد نوكس زوجته تعمل لساعات طويلة في صناعة الجيلاتين
في مطبخهما، مما جعله يدرس كيفية إيجاد طريقة سهلة لإنتاج الجيلاتين، نجح نوكس في إنتاج
جيلاتين يفوق المنتجات الأخرى التي تباع في الأسواق.
1895 بدأت شركة بيرل وايت، وهي الشركة المًصنعة لأدوية السُعال في نيويورك،
نشاطها في مجال الصناعات الغذائية، وتضمنت إضافة الجيلاتين إلى عصائر الفواكه مثل الفراولة
والتوت والبرتقال والليمون. وتم اطلاق اسم (جيللو) على الحلوى التي تتضمن الجيلاتين.
1899 قام فرانسيس وودوارد بشراء
الاسم التجاري (جيللو) من بيرل وايت وبفضل
تقنيات التبريد الحديثة تمكن من تسويق الحلوى وحقق ثروة واسعة.
1900 استمرت التجارب على الجيلاتين
الغذائي لسنوات عديدة حتى أصبحت أنواع الحلوى مثل الجيلي ذات مذاق رائع ورائحة زكية
1902 قامت شركة وود ورد بإطلاق
حملة إعلانية كبيرة بعنوان (الحلوى المفضلة في أمريكا) للترويج لحلوى الجيللو الجديدة
وحققت ثروة واسعة من جراء ذلك.
1923 بعد نجاح شركة وود ورد
تغير اسمها إلى المؤسسة العامة للأغذية
1927 تم اختراع حلوى الجيللو
بالشوكولاتة لأول مرة ولكنه لم يلق قبولاً في الأسواق
1930 تم اختراع حلوى الجيللو
بنكهة الليمون الحامض
1934 تم تطوير حملة إعلانية ضخمة
في الراديو، بحيث أصبح الجيللو منتجاً شهيراً في العالم أجمع وليس في أمريكا فقط.
1936 أعيد إنتاج الجيللو بنكهة
الشوكولاتة وأصبح مُنتجاَ شهيراً في الأسواق. كما تم إنتاج الجيللو بنكهات أخرى مثل
الفانيليا وجوز الهند والفستق.
1940 تم استخدام الجيلاتين على
نطاق واسع في المجال الطبي بحيث أصبح هو المُنتج البديل للبلازما.
All rights reserved. food today eg © 2022