عصا الرقمنة السحرية.. كيف نجت المطاعم العالمية من كورونا؟.. و22 مليار دولار أرباح «Yum» الأمريكية

أدت تحديات العمل الناجمة عن انتشار فيروس كورونا إلى الإضرار بصناعة المطاعم عبر قطاعاتها المختلفة، حيث اضطرت المزيد والمزيد من الشركات إلى إغلاق أبوابها بسبب نقص الموظفين.

ومع ذلك، كان أداء المطاعم التي تبنت التكنولوجيا الحديثة أفضل، طوال فترة تفشي الوباء، إذ لاقت تفضيل المستهلكين الحذرين لعدم الاختلاط، والذين يريدون تسجيل طلبهم سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو في كشك، أو باستخدام رمز الاستجابة السريع الموجود بجانب الطاولة.

وبالنسبة للمطاعم التي تضررت بسبب العمالة وارتفاع تكاليف التشغيل، فإن الاستثمار في التكنولوجيا كان حلاً واضحًا ليس فقط للبقاء، بل للنمو في اقتصاد ما بعد الجائحة.

التحول الآلي



رمز الاستجابة السريع بات عاملاً أساسيًا فى المطاعم الحديثة

وبناءً على تحليل نتائج أعمال العديد من العلامات التجارية للمطاعم في الربع الرابع من عام 2021، تبين أن التحول إلى «الرقمنة والآلية» كان مفتاح النجاح على المدى الطويل، وفق ما أفادت به أرباح Chipotle أواخر عام 2021، حيث نمت المبيعات الرقمية بنسبة 24.7% لتصل إلى 3.4 مليار دولار أمريكي ومثلت 45.6% من إجمالي المبيعات.

ويعنى ذلك أن ما يقرب من نصف الطلبات الخاصة بالزبائن في Chipotle كانت عبر التعاملات الرقمية، ولذلك فقد ركزت العلامة التجارية جهودها على تنمية هذا القطاع من العمل. 

وقال Brian Niccol، الرئيس التنفيذي لشركة Chipotle، أن النجاح الأخير للشركة يرجع بشكل كبير إلى التحول نحو "الآلية"، مشيرًا إلى اعتقاد مسؤولى الشركة بأن "تسهيل خدمة الزبائن خلال نظام رقمي، والاستمرار في تطوير ودعم موظفي مطعمنا سيضعنا في وضع تنافسي أقوى".

وغيرت Chipotle أيضًا نموذج أعمالها للتركيز بشكل أكبر على "Chipotlane" وهى خدمة "من الكشك إلى سيارة الزبائن"، فيما يقدر أن أكثر من 80% من أصل ثلاثة آلاف مطعم سيكون لديها Chipotlane. 

تسجيل الطلبات ذاتيًا


ماكينات تسجيل الطلبات فى مطاعم McDonald's

وتوفر Chipotlanes هوامش أرباح أعلى من غرف المطاعم، وذلك لأن المستهلكين ينفقون، في المتوسط، ما بين 12% إلى 20% عند الطلب من جهاز يقوم بالطلب الذاتي مقارنة بالطلب من الجرسون أو الكاشير داخل المطعم.

ويمثل هذا التركيز على الخدمات الرقمية تغييرًا كبيرًا عن نموذج أعمال Chipotle التقليدي، ولكنه مع ذلك يثبت أن رغبة العلامة التجارية في تبني التكنولوجيا قد ساهمت في نجاح أرباحها التي تبلغ ملياري دولار أمريكي وتوسعها.

وبالمثل، فقد سجلت العلامة التجارية لـ Yum! زيادة إجمالية في مبيعات المتاجر بنسبة 5% للربع الرابع من 2021، وتسارعت وتيرة التطور بافتتاح 3057 متجرًا جديدًا.

وشهدت الشركة نموًا بنسبة 8% في Taco Bell، ونموًا بنسبة 5% في KFC، و 3٪ في Pizza Hut، ومع ذلك، فقد شهد الجميع تقلص هوامش المطاعم في الربع الرابع من 2021، حيث تعامل المشغلون مع ارتفاع تكاليف الغذاء والشحن والعمالة.

ولتعويض هذه التكاليف المتزايدة، تحولت العلامات التجارية إلى الحلول الرقمية والآلية، وقال David Gibbs، الرئيس التنفيذي لشركة Yum!: "لقد وصلنا إلى آفاق جديدة في المبيعات الرقمية التي تجاوزت 22 مليار دولار، أنا واثق ونشط بالنسبة لعام 2022.. نواصل بناء العلامات التجارية الأكثر شهرة وثقة في العالم مع تقديم قيمة دائمة لمساهمينا". 

تطبيقات رقمية


الاعتماد على الحلول الرقمية أحد أسباب النمو في المطاعم العالمية

ويتم تحقيق هذه القيمة الدائمة من خلال الابتكار والتكيف مع المشهد المتغير لصناعة المطاعم، وتلبية توقعات المستهلكين أينما كانوا، وتتيح تطبيقات Samsung وGRUBBRR للشركات؛ زيادة قاعدة عملائها مع زيادة الإيرادات وتبسيط العمليات في الوقت نفسه. 

ومن خلال توفير المزيد من السبل التي يمكن من خلالها تسهيل خدمة الزبائن عبر البرامج الرقيمة والتى تجعل المستهلكين فى الوقت نفسه ينفقون أكثر، تزيد المطاعم من أرباحها النهائية. 

وسجلت Taco Bell، التي يمكن القول إنها الأكثر ابتكارًا من الناحية التكنولوجية، مع أنظمة الطلب الآلية ونظام الدفع بدون تلامس، أعلى قفزة في المبيعات. 

وتقلل تقنية الطلب الذاتي، مثل تطبيق Samsung المدعوم من GRUBBRR، الاتصال البشري، وتزيل أخطاء الطلبات وتسمح للمطاعم بمكافأة زبائن المطعم الدائمين وتطبيق أكواد الخصم، كما تسجل تلك التطبيقات بيانات خاصة بطلبات الزبائن وتفضيلاتهم بما يتيح التواصل بكفاءة أكبر مع المستهلك. 

وتنجح تقنية الطلب الذاتي فى تقليل تكاليف التشغيل مع تحسين تجربة العميل فعليًا، مما يوفر مكسبًا لكل من المستهلكين والمشغلين، كما يتضح من تقارير أرباح الربع الرابع من عام 2021، فإن مفتاح تنمية علامة تجارية ناجحة للمطعم يكمن في تبني الحلول الآلية.