صراع بين اللحوم المستزرعة وحماية التراث الثقافي.. والكشف عن أكذوبة حماية الكوكب
سارة داغر
السبت , 20-01-2024 11:26 ص
AAA
منذ
ان تم كشف النقاب عن البرجر المزروع في المختبر في لندن في عام 2013، وذلك بتكلفة
330 ألف دولار، انضمت العشرات من دول العالم لتقديم اللحوم المزروعة تلك إلى الأسواق،
وبأسعار معقولة على عكس المتوقع.
وبعد
فترة وجيزة استطاعت الجهات المنظمة في سنغافورة ببيع اللحوم المصنعة لكنها لاتزال
غير متوفرة على نطاق واسع.
وفي
تقرير نشرته شبكة بي بي سي الاخبارية، قد تم اضاح ان اللحوم المزروعة، تعادل اللحم
الطبيعي، ولكن بدون ذبح الحيوانات، وأضاف التقرير ان هذا يساعد على بناء متقبل
نظيف وغير ملوث.
ولكن
لماذا بالرغم من ذلك منعت إيطاليا اللحوم المصنعة؟ على عكس البدائل النباتية،
فاللحوم المزروعة هي لحم بالمعنى الحرفي للكلمة، تتضمن العملية استخراج الخلايا من
الحيوان، وتغذيتها بعد ذلك بالعناصر الغذائية مثل البروتينات والسكريات والدهون، يسمح
للخلايا بالانقسام والنمو، قبل وضعها في مفاعل حيوي فولاذي كبير يعمل بمثابة خزان
تخمير.
ولكن إيطاليا قامت بإصدار قانون
يجرم ويمنع تلك اللحوم المنتجة في المختبر والمواد الغذائية الصناعية الأخرى، وذلك
حفاظًا على التراث الغذائي الإيطالي للبلاد والحماية الصحية للمواطنين.
اللحوم المستزرعة تحمي الكوكب..
وماذا عن الطاقة الإنتاجية المستهلكة لصنعها؟ من الناحية النظرية، يُفترض أن
يؤدي خفض اعتماد العالم على الأراضي والثروة الحيوانية لإنتاج اللحوم إلى خفض
انبعاثات الكربون. ولكن في الوقت الحالي، تستهلك التكنولوجيا المتقدمة اللازمة
لإنتاج اللحوم المزروعة الكثير من الطاقة، إلى درجة أنها تلغي أي فوائد.
اكذوبة اللحوم المستزرعة التي
تنشرها اوروبا وفقًا لتقديرات إحدى الدراسات
التي أجرتها جامعة كاليفورنيا ديفيس، تنتج العملية ما بين 4 و 25 ضعف كمية ثاني
أكسيد الكربون التي ينتجها تصنيع لحوم البقر العادية.
قد قام العديد من المستثمرين
بالرهان على هذا المجال، حيث أُنفقت ملايين الدولارات على تطوير اللحوم المزروعة.
ومع ذلك، قد لا يكون الاعتماد على استثمارات الشركات الخاصة كافيًا إذا كانت
اللحوم المزروعة تهدف إلى أن تصبح بديلًا مناسبًا للأثرياء فقط.
في الوقت الحالي، لا توجد دولة،
عدا سنغافورة، تسمح ببيع اللحوم المزروعة، وهو ما يتطلب التزامًا واستثمارات جادة،
يُرى أن التمويل الخاص والعام لشركات اللحوم المزروعة قد يتلاشى إذا لم تقدم هذه
الشركات توقعات واقعية للمستثمرين.