من أول من اكتشافها

رحلة عبر تاريخ القهوة وأصل تسميتها

A A A
اصل التسمية
بدأت القهوة رحلتها التاريخية منذ القرن الخامس وربما قبل ذلك وفقاً للأساطير والروايات التي تناولت أول استخدام لها.

يُرجح أن الموطن الأصلي لشجرة البن البرية (غير المزروعة) هو إثيوبيا، حيث كانت جزءاً من البيئة الطبيعية.




أقدم دليل موثق على شرب القهوة يعود إلى القرن الخامس عشر عند استخدام مشروب القهوة في البلاط العثماني خلال فترة الدولة العثمانية، وذلك عندما قدمها والي اليمن، سلطان سليمان باشا. في القرن السادس عشر، امتد انتشارها إلى أجزاء واسعة من العالم مثل الشرق الأوسط، جنوب الهند (كولاية سورغ)، بلاد فارس، القرن الإفريقي وشمال إفريقيا، لتصل لاحقاً إلى البلقان، إيطاليا، أوروبا بأسرها، ثم إلى جنوب شرق آسيا وأمريكا.




أصل التسمية:

دخلت كلمة "coffee" إلى اللغة الإنجليزية عام 1582 عن طريق الكلمة الهولندية "koffie"، التي اشتُقت من الكلمة التركية العثمانية "kahve"، والتي بدورها أُخذت من الاسم العربي "قهوة". في الأصل، كانت الكلمة العربية تُستخدم للإشارة إلى نوع من النبيذ الذي يقال إن معناه مشتق من الفعل "قها" بمعنى سدّ الجوع، وربما بسبب تأثير القهوة في تقليل الشهية.

يُعتقد أحياناً أن الكلمة مرتبطة بكلمة "قوى" العربية (القوة والطاقة) أو بمملكة كافا في إثيوبيا التي كان يُصدَّر منها البن إلى الجزيرة العربية. ورغم هذه الآراء، لا تزال الكلمة العربية "بُن" تُستخدم للإشارة إلى حبوب البن والنبات نفسه.

بعض النظريات الأخرى تربط أصل الكلمة بالجذر السامي "قه" الذي يُعبر عن اللون الداكن، وقد يكون هذا مرجعاً لاسم المشروب أيضاً. وفقاً لهذا الرأي، يشير اسم "قهوة" الأنثوي إلى اللون الغامق المرتبط بالنبيذ أو المشروبات.

اكتشاف القهوة

هناك العديد من الروايات الأسطورية التي تتناول اكتشاف القهوة لأول مرة. إحداها تشير إلى أسلاف الأورومو، المجموعة العرقية الإثيوبية الحالية، الذين لاحظوا تأثير منشط لشجرة البن المحلية على النشاط والطاقة.

 كان الصيادون من قبائل الأورومو يمضغون حبات القهوة خلال رحلات طويلة لتحسين النشاط البدني وكبح الجوع.

تشير الدراسات الحديثة عن التنوع الجيني للبن العربي إلى وجود تشابه قوي مع أنواع أخرى كالبن القصبي والبن الليبيري، ويُعتقد أن زراعة البن كانت منتشرة بين السكان الأصليين في إفريقيا منذ وقت طويل.

الروايات تشير إلى أن هرر ربما كان موقعاً لزراعة القهوة في بداياتها، ومنها انتقل البن إلى مناطق أخرى مثل السودان وكينيا.

واحدة من الروايات الشهيرة تتعلق بـ"كالدي"، الراعي الإثيوبي الذي عاش في القرن التاسع.

 يُقال إنه لاحظ حيوية غير عادية بين قطيعه بعد تناولهم ثمار حمراء من شجيرات معينة. حين جرّب بنفسه الثمار شعر بالنشاط وهرع لمشاركتها مع أحد الرهبان الذي رأى إمكانية إحراقها لتحسين طعمها حين لم يعتد على تناولها كاملة.

خرجت رائحة زكية من الحبوب المشوية التي أثارت اهتمام الجميع، وتم طحن الحبوب ومزجها بالماء الساخن، لتكون تلك بداية فنجان القهوة.

أسطورة أخرى تربط اكتشاف القهوة بالشيخ اليمني نور الدين أبو الحسن علي بن عمر الشاذلي أثناء زيارته لإثيوبيا. ذُكر أنه لاحظ قوة وحيوية الطيور التي تناولت ثمار الشجيرات البنّية الحمراء.

هذه الملاحظة دفعت تلميذه الشيخ عمر لتجربة الثمار عندما نُفي إلى كهف قرب أوساب. قام عمر بغلي الحبوب بعد محاولات لتحميصها وتحسين طعمها، ووجد أنها تمنحه طاقة استثنائية استمرت أياماً. سرعان ما وصلت قصص تأثيره المعجِز إلى مدينة "موكا"، حيث استقبله الناس كقديس تاريخي.

المؤرخون العرب والمخطوطات القديمة مثل "رسالة عن القهوة" للشيخ شهاب الدين أحمد بن موسى ومؤلفات عبد القادر الجزيري والعلامة مدين الطبيب أكّدت نسب اكتشاف القهوة للعلامة اليمني جمال الدين أبي عبدالله محمد الذبحاني.

 نُقل عنه أنه استخدم القهوة للتخلص من النعاس وتنشيط الجسم،  ومع الوقت أصبحت المشروب الأساسي للصوفية والفقهاء وحتى العامة

All rights reserved. food today eg © 2022