رأس الحكمة...مصر توقع أكبر صفقة استثمار أجنبي في تاريخها مع الإمارات... التفاصيل الكاملة
ياسين محمد
الأحد , 25-02-2024 11:52 ص
AAA
وقعت الحكومة يوم الجمعة عقود لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة في الساحل الشمالي، بشراكة استثمارية مع الإمارات، ووصف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي هذه الصفقة بأنها "أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ البلاد".
أكد مدبولي في المؤتمر الصحفي أن قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر ستصل إلى 35 مليار دولار خلال شهرين، وأن الصفقة ستتم وفقًا للقوانين الاستثمارية المصرية.
وأكد رئيس الوزراء أن مشروع مدينة رأس الحكمة هو شراكة وليس بيعًا للأصول، وأن مصر ستحصل على 35% من أرباح المشروع، وتوقع مدبولي أن يسهم المشروع في تحقيق الاستقرار النقدي وكبح التضخم والحد من السوق الموازية للدولار.
تم تقسيم استثمارات المشروع إلى دفعتين، الأولى بقيمة 15 مليار دولار خلال أسبوع، والثانية بقيمة 20 مليار دولار، وسيتم استخدام 11 مليار دولار من ودائع الإمارات وخصمها من الدين الخارجي للدولة، لتوفير سيولة للبنك المركزي ومعالجة مشكلة النقد الأجنبي، وبذلك يكون المدخل الدولاري الجديد 24 مليار دولار.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الإمارات تتوقع استثمار نحو 150 مليار دولار لتنمية المدينة على مدار فترة تنفيذ المشروعات، وأعلن مدبولي أن شركة أبوظبي التنموية القابضة ستنشئ شركة تحمل اسم "رأس الحكمة" وستكون الشركة الأم المسئولة عن تطوير المشروع.
وقال: "سيتضمن مشروع رأس الحكمة أحياء سكنية تناسب جميع المستويات، وفنادق عالمية رفيعة المستوى، ومنتجعات سياحية ومشاريع ترفيهية ضخمة، بالإضافة إلى جميع الخدمات العمرانية المعتادة في أي مدينة، مثل المدارس والجامعات والمستشفيات والمباني الإدارية والخدمية، كما ستتضمن منطقة حرة خدمية خاصة تضم صناعات تكنولوجية وصناعات خفيفة وخدمات لوجستية، وسيتم إنشاء منطقة مركزية للأعمال والمال لاستقطاب الشركات العالمية".
أكد مدبولي، التزام مصر بتعويض أهالي محافظة مرسى مطروح الذين يعيشون على الأراضي المخصصة لمشروع مدينة رأس الحكمة الجديدة، سواءً بالتعويضات النقدية أو العينية، وأشار إلى أن المدينة ستُقام على مساحة تبلغ 170.8 مليون متر مربع.
وأضاف مدبولي أن شركة أبوظبي التنموية القابضة ستتولى تطوير مطار دولي جنوب مدينة رأس الحكمة، وستقوم بتأسيس شركة مصرية للمساهمة في تطوير المشروع، وأكد أيضًا أن مصر تقترب "بخطوات قليلة جداً" من التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي.
وأشار مدبولي إلى أن المشروع سيساهم في توفير ملايين فرص العمل، حيث ستشارك شركات مقاولات مصرية ومصانع مصرية في تنفيذ المشروع وتوفير المستلزمات الإنتاجية، بالأضافة إلى أن تنمية مدينة رأس الحكمة تأتي في إطار استراتيجية تنمية مصر 2052، التي تهدف إلى تطوير مجتمعات متكاملة وإنشاء مدن جديدة وخلق ملايين فرص العمل.
ومن جانبه، أوضح رئيس الحكومة أن مساحة المشروع تتجاوز 170 مليون متر مربع أو 44,600 فدان، وسيتضمن المشروع مدينة سكنية ومنتجعات ومنطقة حرة تكنولوجية وحي مركزي للأعمال والمال، بالإضافة إلى مارينا دولية كبيرة لليخوت والسفن السياحية، وتم الاتفاق على إقامة مطار دولي خارج أرض المشروع جنوب المدينة، وتم التعاقد مع شركة أبوظبي التنموية لتنمية وتطوير المطار.
في إعلان أبوظبي، أكدت شركة أبوظبي القابضة الإماراتية استحواذها على حقوق تطوير مشروع رأس الحكمة في مصر مقابل 24 مليار دولار، وتوقعت أن يستقطب المشروع استثمارات تزيد قيمتها عن 150 مليار دولار.
وأوضحت الشركة في بيان أن الحكومة المصرية ستحتفظ بحصة تبلغ 35% في المشروع، وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يبدأ العمل في المشروع في أوائل عام 2025.
وأضافت الشركة في البيان أن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة في تعزيز مكانة رأس الحكمة كوجهة رائدة للسياحة والاستجمام على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ويهدف أيضًا إلى إنشاء مركز مالي ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى لتعزيز النمو الاقتصادي والسياحي في مصر.
وصرح محمد حسن السويدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة، أن الاستثمار في منطقة رأس الحكمة يأتي في إطار التزامهم بتحويل المنطقة إلى واحدة من أهم الوجهات الساحلية الفاخرة والأكثر جاذبية في مصر، من خلال تمكين مشاريع التطوير والبنية التحتية الحيوية، وذلك بالتعاون مع شركاء مثل مدن العقارية ومجموعة طلعت مصطفى، لخلق فرص عبر قطاعات متعددة في الاقتصاد المصري المتنوع.
رأس الحكمة هي منطقة تقع على الساحل الشمالي لمصر في محافظة مرسى مطروح. تمتد شواطئها من الضبعة في الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالي الغربي إلى مدينة مطروح في الكيلو 220، وتشتهر المنطقة بالاستراحة التي أنشأها الملك فاروق في هذه المنطقة.
تعتبر منطقة رأس الحكمة من المناطق الاستراتيجية الهامة في مصر وتندرج ضمن المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية، وتتميز المنطقة بمقومات تنموية شاملة ومتنوعة، مما يجعلها وجهة سياحية واستثمارية وعمرانية متميزة، وإنها تعد مركزًا عالميًا للسياحة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
تحتوي المنطقة على العديد من المحميات الطبيعية والمواقع الأثرية والخلجان والشواطئ والكثبان الرملية، وتوفر بيئة طبيعية مناسبة لمختلف أنواع الأنشطة السياحية بما في ذلك الأنشطة البحرية والشاطئية والتاريخية وسياحة السفاري والأنشطة الصحراوية المتنوعة، وهناك أيضًا تطوير في قطاع الفنادق ومراكز المنتجعات والمؤتمرات لتعزيز السياحة المحلية والدولية.
يُعتبر الساحل الشمالي الغربي منطقة صالحة للتنمية العمرانية والسياحية وتشمل أيضًا الأنشطة الزراعية والصناعية، بالإضافة إلى ذلك توجد شبكة متطورة للطرق ووسائل النقل في المنطقة، بما في ذلك الطريق الدولي الساحلي الذي يمتد من السلوم إلى الإسكندرية، مما يسهل ويسرع عمليات التنقل بأمان.
تُعد رأس الحكمة منطقة متكاملة ومتنوعة الاستخدامات، تجمع بين الجمال الطبيعي والتنمية العمرانية والسياحة، وتعتبر واحدة من الوجهات السياحية المميزة في مصر والشرق الأوسط.