المارشيمللو، حلوى ناعمة
ولذيذة، تحمل معها تاريخًا طويلاً في عالم الحلويات، استطاعت أن تحتل مكانة كبيرة في
قلوب العديد من الأشخاص، ويعود أصل هذه الحلوى الشهية إلى فترة بعيدة، حيث انتشرت
عبر الحدود الثقافية.
ولكن السؤال الذي يتردد دائمًا.. أين تكمن البداية؟
ربما تتفاجيء في البداية، عندما تعرف أن الاسم الحقيقي لها هي حلوى
"الخطمي"، كما يمكن أن تثيرك الدهشة إذا علمت أنها أول وأشهر أنواع
الحلويات التي ظهرت بالعالم.
ما قصة المارشيمللو؟
من خلال
رحلة زمنية تمتد لعدة قرون، عُرف المارشيمللو وفقًا لكتب تاريخ الحلويات خلال فترة
المصريين القدماء، حيث تم تحضيره من نبات "الخطمي" الذي كان يزرع في مصر
قديمًا على ضفاف نهر النيل.
وكان يحضر من لب هذه النبتة (الخطمي)، فـ هذا الطبق يُعد "طبق فرعوني"
الأصل.
ولكن كيف قام المصريون
القدماء بصناعته؟
في الحقيقة تعد قصة صناعة المارشيمللو مثيرة للغاية، فقد عمل المصريون القدماء على
استخدام سيقان النباتات الخطمية، أي (المادة اللزجة) التي توجد في النبات، ليتم
خلطها بعد ذلك مع الدقيق والعسل، ومن ثم تنتج حلوى مطاطية.
"الفن الحلو للمصريين القدماء".. كيف ألهموا عالم المارشميلو؟
وفي العصور الوسطى والإسلامية والفاطمية، ابتكر المصريون طريقة أخرى لتناولها، حيث
كانوا يقومون بقليها بالزيت في الأعياد والمواسم حتى تم إطلاق عليها "الملبن".
"من النيل إلى باريس".. المارشميلو تخطو خطواتها في الحملة الفرنسية
وأثناء الحملة الفرنسية، اكتشف الفرنسيين هذه الحلوى اللذيذة وقاموا بتبني وصفتها
بشكل مشابه تمامًا مثل المصريين، ولكن كما هو الحال في العديد من القصص الغذائية،
قام الفرنسيون بإضافة لمستهم الخاصة و تغير بعض من مكوناتها لتناسب تقاليدها،
فأضافوا إليها النشا والسكر المطحون، فضلاً عن الألوان.
تأثيرها المتنوع عبر الثقافات والشواء الأمريكي
وفي الواقع، لم يكن فقط الفرنسيون الذين أضافوا لمستهم الإبداعية على المارشيمللو،
بل امتد تأثيرها إلى مجموعة متنوعة من الثقافات، ففي الولايات المتحدة أصبحت جزءًا
لا يتجزأ من تجربة الشواء، حيث تم تحميصها ودمجها في تحضير سمورز الشوكولاتة
المشهور.
ولك أن تتخيل بعد ذلك ماذا حدث، بالفعل اكتسب المارشميللو شهرة واسعة على مستوى العالم، بل وانتشرت صناعته في عشرات الدول، والتي كان على رأسها
بالفعل الولايات المتحدة، ليتم إنتاجه بشكل أكبر.
سر الجيلاتين
ونظرًا لأن نبات الخطمي كان يزرع وينمو في مصر، فقد استبدل المطورون المادة السائلة التي كان يتم استخراجها من النبات، بمادة الجيلاتين، وبهذا أصبحت
المكونات عبارة عن جيلاتين وماء ونشا وشراب الذرة.
"إبداع تكنولوجي".. اللمسة الرقمية التي غيّرت تاريخ المارشميلو
ومع تطور الوقت والثقافات، قام المطورون أيضًا بتطويرعملية صناعته لتصبح آلية تمامًا في عام 1948م.
وقد تمت عملية صنع المارشيمللو
الآلية نقلة نوعية في تاريخ هذه الحلوى الشهية.
في العام 1948، قام المخترع الأمريكي أليكس دوماك بابتكار عملية
تصنيع آلية للمارشميللو، مما قلب الموازين في عالم صناعة الحلويات، معتمدًا على
تقنيات حديثة مستعين بنبات الخطمي مع الجيلاتين وبياض البيض لتحقيق عملية إنتاج أكثر فعالية وأقل تكلفة.
ولكن
لماذا تعد الحلوى الأشهر في فرنسا؟
بعد أن اجتاحت هذه الحلوى الفريدة جميع أنحاء العالم، شعرت فرنسا برغبة في تحديث
هذه الحلوى اللذيذة وإضافة لمسة فرنسية من الإبداع إليها، فـ قاموا بإضافة
نكهات فريدة ومبتكرة إلى المارشيمللو الكلاسيكية، مثل اللوز والبندق
والفاكهة، من ثم تزينه ببعض المكسرات، وبذلك كانت "فرنسا" أول من قدمت المارشيمللو
طبق رئيسي من الحلويات الرسمية.
قصة
ثقافية مليئة بالمتعة والتنوع
وبهذا فـ نجد أن المارشيمللو بفضل قدرتها على التكيف مع
مختلف الأذواق والتقاليد، فقد عكست تأثير الابتكار والتبادل الثقافي على عالم
الحلويات.