بعثات تجارية ودراسات للسوق.. أدوات الصناعات الغذائية لغزو أفريقيا

تعتبر القارة السمراء في مقدمة الأسواق المستهدفة التي تضعها الحكومة المصرية نصب أعينها لزيادة الصادرات، وظهر ذلك جليًا خلال السنوات الأخيرة وبرهنته زيادة الصادرات إليها بمختلف القطاعات، بالإضافة إلى تكثيف البعثات التجارية لدول كثيرة في أفريقيا مؤخرًا.

زيادة الصادرات

ووجه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بتشكيل مجموعة عمل تضم عدة وزارات معنية بالأمر، لصياغة خطة عاجلة لزيادة الصادرات إلى أفريقيا، تتضمن منح مميزات إضافية للمصدرين المصريين إلى أفريقيا، وجاء ذلك خلال الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للصادرات.

وكانت الصناعات الغذائية ضمن أهم القطاعات المستهدف زيادة صادراتها إلى أفريقيا، وشهد المجلس التصديري للصناعات الغذائية إرسال عدة بعثات تجارية إليها، ونجحت الشركات المصرية في إبرام تعاقدات مع كبرى الشركات المستوردة في أفريقيا.

قال علاء الوكيل، رئيس لجنة أفريقيا بالمجلس التصديري للصناعات الغذائية، إن غالبية البعثات التجارية التي نظمها المجلس تم توجيهها بالفعل إلى أفريقيا، كما يستهدف المجلس إرسال بعثة إلى غانا قريبا، وذلك بعدما أرسل المجلس بعثة استكشافية لهذه السوق.

جودة المنتج المصري

لفت «الوكيل» في تصريحات خاصة لـFood Today، أن المنتج المصري يحظى بتنافسية عالية في سوق أفريقيا وذلك في ظل الإعفاءات الجمركية للمنتج المصري في دول «الكوميسا» بالإضافة إلى قرب المسافة مع دول السودان وليبيا والتي تعتبر من أهم الأسواق التصديرية للمنتج المصري.

أضاف أن الحوافز التي منحتها الحكومة للتصدير إلى أفريقيا مثل زيادة دعم الشحن إلى أفريقيا ليصل إلى 80% بالإضافة إلى تقديم دعم أضافي للمصدرين إليها ساهمت في تشجيع الشركات للبحث عن فرص أكبر بهذه السوق، كما تحرص الشركات على المشاركة في البعثات التجارية التي ينظمها المجلس للتعرف عن قرب عن احتياجات هذه السوق.

صادرات الصناعات الغذائية
وبلغت صادرات الصناعات الغذائية إلى أفريقيا (الدول الأفريقية غير العربية) نحو 101 مليون دولار وتمثل 7% من إجمالي الصادرات وحققت نسبة تراجع في قيمة الصادرات بلغت 10%، متأثرة بقرارات حظر تصدير بعض السلع وفي مقدمتها المكرونة وزيوت الطعام والفول والذرة.

وارتفعت صادرات الصناعات الغذائية المصرية خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري إلى 1.412 مليار دولار مقارنة بصادرات نفس الفترة من 2021 بنحو 1.368 مليار دولار.

ويدرس المجلس إيفاد عدد من البعثات التجارية إلى دول أفريقية وعربية حتى نهاية العام الجاري بجانب الاستمرار في أنشطة المعارض الدولية وتوفير المعلومات التسويقية والندوات واللقاءات الإلكترونية والدوارات التدريبية التي تركز على توعية الكوادر التصديرية والإنتاجية في الشركات أعضاء المجلس للارتقاء المستمر بمعدلات الأداء والتوافق مع المعايير والاشتراطات الدولية.

واستهل المجلس تحركاته العام الجاري بتنظيم بعثة ترويجية إلى كينيا في يناير الماضي، ثم تنظيم المشاركة المصرية في معرض جلفود دبى في فبراير الماضي، ثم المشاركة في وفد وزارة الخارجية إلى جيبوتى في مارس 2022.

ونظم المجلس مشاركة الشركات المصرية في معرض APAS  البرازيل خلال الفترة من 17-20 مايو، بجانب تنظيم بعثة ترويجية لعدد 47 شركة مصرية إلى الأردن خلال الفترة من 29-31 مايو الماضي، بالتنسيق مع جهاز التمثيل التجاري والنقابة العامة لتجار المواد الغذائية بالأردن وغرفة تجارة عمان بمشاركة مستوردين من دول ( الأردن – فلسطين – سوريا – العراق ).

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن هناك توجيهات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بوضع استراتيجية شاملة لزيادة الصادرات، من أجل تحقيق 100 مليار دولار صادرات فى العام، خلال السنوات القليلة القادمة.

مهام المجلس الأعلى للتصدير
وأضاف أن أحد مهام المجلس الأعلى للتصدير سوف تكون وضع هذه الاستراتيجية، على أن تتضمن مستهدفات واضحة قطاعياً وجغرافياً، لتعظيم الصادرات المصرية وزيادة عدد الأسواق الخارجية.

وأشار إلى أنه حريص على التواصل المستمر مع المجالس التصديرية، وقد تم صياغة الاستراتيجية الحالية لرد الأعباء من خلال حوار مكثف معهم، وتم حتى الآن رد حوالى 35 مليار جنيه للمصدرين.

وأكد مدبولى على ما تم التطرق إليه خلال اجتماع المجلس الأعلى للموانئ، من ضرورة زيادة أسطول النقل البحرى، من أجل تسهيل النقل والشحن وتقليل نفقاتهما، ومن ثم زيادة حجم الصادرات.

كما أكد رئيس الوزراء على أنه فى ظل الظروف الاستثنائية الصعبة التى يمر بها العالم، فإن تقليل الفجوة فى الميزان التجارى، وزيادة قيمة الصادرات المصرية أصبحا أولوية قصوى للدولة المصرية فى هذه المرحلة.

وخلال الاجتماع، عرضت وزيرة التجارة والصناعة الأداء العام للصادرات المصرية غير البترولية، مشيرة إلى أن إجمالي الصادرات المصرية خلال الفترة من يناير إلى أبريل 2022 شهدت زيادة بنحو 22%، مقارنة بذات الفترة من العام السابق، وذلك بالرغم من الظروف الصعبة التى يمر بها العالم، وهو ما يمثل نجاحاً للسياسة التصديرية للحكومة.


فى ذات السياق، استعرض رئيس جهاز التمثيل التجارى أبرز الأسواق المستهدفة للصادرات المصرية خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى بحث التوسع في إقامة الأسابيع التجارية أو المعارض في العديد من البلدان لاسيما الأفريقية.

وأشار إلى ضرورة تعزيز الاستفادة من تنظيم مصر لمعرض دول الكوميسا الذي يقام خلال شهر أكتوبر 2022 بمناسبة رئاسة مصر لتجمع الكوميسا خلال الفترة الحالية، من خلال التواصل مع الجهات المعنية بتمويل وتنمية التجارة الأفريقية البينية وعلى رأسها Afreximbank والكوميسا وبنك تنمية الصادرات بفروعها المتواجدة في افريقيا، من أجل تمويل الفعاليات الترويجية المختلفة.

وتم استعراض أبرز مقترحات المجالس التصديرية، التي تضمنت إطلاق مشروع قومي للترويج للمنتجات المصرية، نظراً لأهميته القصوى في دعم عمليات التصدير، مع أهمية دعم جهود مكاتب التمثيل التجاري المصري الموجودة حالياً، خاصة في الأسواق التي تستهدفها الصادرات الوطنية، وتقديم التيسيرات المناسبة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا القطاع.

إلى جانب ذلك، تم التطرق إلى المقترحات المتخصصة الأخرى الخاصة بالمجالس التصديرية المختلفة، وذلك في قطاعات: الحاصلات الزراعية، والأثاث، والصناعات الطبية، والتصديري للجلود، والصناعات الغذائية، والطباعة والتغليف والورق، وكذا مقترحات باقى الجهات المعنية.