لا يمكن القول إن العالم خرج بشيء إيجابي من جائحة كورونا، بل بالعكس فقد تعرض العالم للإنهاك، لكن، إذا كان هناك قطاع واحد استفاد من عمليات الإغلاق خلال ذروة الوباء، فهو قطاع الأغذية المعلبة.
فقبل عام 2020، تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن الأطعمة المعلبة، والتي شهدت انخفاضًا بطيئًا، حيث ابتعد الأمريكيون عن المحفوظات للتركيز على المنتجات الطازجة، وذلك بفضل تصور أن الأطعمة الطازجة كانت أفضل.
سوق الأطعمة المعلبة
ذكر موقع Tasting table الاقتصادي، أن كل ما كان قبل كورونا قد تغير في بضع سنوات فقط، وأدت القفزة في الطلب على الأغذية المعلبة أثناء الوباء إلى مزيد من التوظيف ودفع أجور أفضل لعمال الإنتاج، ونتيجة لذلك، شهد سوق الأغذية المعلبة نموًا يقارب 3.3٪ في عام 2021.
ولكن حتى مع زوال الوباء ببطء، يبدو أن شهية الناس في الولايات المتحدة الأمريكية للسلع المعلبة لم تتضائل، وتظهر دراسة أجرتها Technavio أن الطلب على الأغذية المعلبة في المنطقة سيسهم بنسبة 32٪ من السوق العالمية بين عامي 2021 و 2025، كما أنه يشير إلى الحاجة المتزايدة للأطعمة الجاهزة بسبب أنماط الحياة السريعة، حسبما يقول البعض.
ويقول موقع Technavio، إنه بخلاف الراحة فإن المستهلكين الذين لم يفكروا في شراء الأطعمة المعلبة في الماضي يفعلون ذلك الآن، حيث كانوا أكثر إدراكًا بأن الطعام المعلب يتم طهيه بسرعة أكبر، وكان من الأسهل تحضيره، وطالما لم يتم فتحه، فلا داعي للقلق من فساده.
وتشير Boulder City Review إلى أن المنتجات المعلبة هي مصدر جيد للفيتامينات والمعادن، في حين أن الفاصوليا المعلبة، على وجه التحديد، هي مصدر موثوق للبروتين والكربوهيدرات والألياف الهامة للغاية.
ومع زيادة الطلب على المنتجات المعلبة، يعاني القطاع من مشاكل تتعلق بسلامة المكونات الخام للأغذية المعلبة، بالإضافة إلى مشكلة سلسلة التوريد، والتي تتضمن ضمان التدفق المستمر لكل من العلب والمكونات الغذائية لتلبية الشهية المتزايدة لهذه المنتجات التي لم تكن تشهد إقبالًا قبل ذلك، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
جدير بالذكر أن فكرة تعليب الطعام جاءت خلال الحرب، حيث كانت أول تجربة للتعليب بموجب قرار من الكونجرس خلال الحرب الثورية، وكانت تتكون من طعام يكفي الرجل ليوم واحد، معظمه من لحم البقر والبازلاء والأرز، وخلال الحرب الأهلية، قامت وزارة الدفاع الأمريكية بالاتجاه نحو الطعام المعلب.
All rights reserved. food today eg © 2022