«مصر» الأولى في إنتاج «النحل» عالميًا
بـ «مليوني خلية»
«الشغالة والملكة المُلقحة».. أبرز
«الخلايا».. و«الذكر» يموت بإتمام مُهمته
الرياح والأمطار يُهددان «العذراء»..
وهذا سر إبعاد «العجوز» و«كسر قدم »
النحلة
21 يومًا لخروج يرقات «بيض النحلة»..
و100 ألف نحلة لإنتاج معلقة «عسل» واحدة
تصدير 375 مليون نحلة بقيمة نصف مليار
جنيه سنويًا
السعودية والإمارات يستحوذان على 70%
من الصادرات المصرية
تصدير 3 آلاف طن عسل.. وسعر الكيلو 4
دولارات
البعض يتلذذ بـ«طعم العسل»، والآخر يتلقى «إبر النحل»، هذه ليست بكلمات خيالية، إنما هو الواقع المختصر إلى طريق «الشفاء» مذاقه مذاق العسل، وعبيرهُ عبير الأزهار والسدر والبرسيم والموالح.
العالم، تحرك نحو إنتاج «الدواء الأمثل»، إلا أن الأصل المصري –غلاب- كالعادة، من خلال الأنواع المُتعددة لإنتاج «رحيق العسل»، والذي استحوذ علي النصيب الأكبر بين دول العالم في التصدير، لأسباب مُتعددة أبرزها «جودته وخلوه من الأمراض، ورخص سعره» بالمقارنة بالدول المنافسة مثل «إسبانيا وإيطاليا وأستراليا».
بداية التربية
ظهرت بداية تربية النحل في الحضارات القديمة، ووجدت بعض النقوش في
المعابد الفرعونية تعود إلى سنة 2600 قبل الميلاد، تبين طريقة تربية النحل قديمًا
عند الفراعنة، وبالرغم من أن علم «البلايونتولوجي» -دراسة حفريات بقايا النباتات
والحيوانات- وضح الكثير من تاريخ التطور في الحشرات إلا أن السلوك لا يمكن حفظه
على أشكال حفرية.
ريادة مصرية
تعد مصر البلد الأولى في إنتاج النحل على مستوى العالم، ولدينا
مليوني خلية، يتم التصدير منها، وما يعزز التصدير الطقس الجيد في البلاد، بجانب
توافر العمالة، كما يمتاز النحل المصري بالجودة والسعر الرخيص، ولا تستطيع البلدان
التي لديها كثافة في ارتفاع عدد الخلايا مثل إيطاليا وإسبانيا وأستراليا، منافسة
مصر، لارتفاع أسعارها عن مثيله المصري بنحو 4 أضعاف، وفقًا لتصريحات فؤاد بدران
عضو مجلس إدارة اتحاد النحالين لـ«Food Today».
تقسيم الخلية
وأضاف بدران أن خلية النحل تنقسم إلى الشغالة والملكة المُلقحة
والذكر، والأخير نسبته أقل، ووظيفته هو تلقيح العذراء والتي يتم إعدادها داخل
الخلية، وبعد التلقيح يموت، ويظهر الذكر فقط مع بداية فصل الربيع، وبالتالي الخلية
تضم في النهاية ملكة واحدة فقط، إذ يتم إعداد العذراء لتكون مُلقحة وصالحة لإنتاج
العسل.
كما يتم تلقيح الملكة العذراء خلال فترة تتراوح بين أسبوع إلى 10
أيام، ثم تقوم بوضع البيض في الخلية الذي يُنتج النحل، وكمية النحل المنتجة هي
التي تحدد عدد الطرود التي تنتجها الخلية للبيع محليًا أو للتصدير، وفقًا لعضو
مجلس إدارة اتحاد النحالين.
التغذية
وأوضح أن النحل يشبه الجيوش، إذ تقوم عدد من فرق الاستطلاع بالنحل
بعمليات في المراعي التي يتوقع أن يتغذون عليها للبحث عن الرحيق وتحديد مسافة
المراعي.
ثم تعود، وتتحرك نحو الشمال أو أي جهة يحددونها فيما بينهم، ليتبعهم
باقي القطيع، وإذا شعر النحل برياح أو أمطار يرجع إلى الخلية مباشرة، ومن ثم لديه
استشعار قوي للأحوال الجوية.
نظام محكم
يوجد نظام محكم لإنتاج العسل داخل الخلية، وفي حال خروج بعض النحل
للغذاء أو الحصول على الرحيق الذي يتم إنتاج العسل منه، يتواجد جزء أخر لحراسة
الخلية، ضد النحل الغريب أو أي حشرات أخرى، وكذا للكشف عن النحل المتواجد في
الخلية والذي خرج للبحث عن الغذاء، وفي حال اكتشاف تغذيه على أطعمة أو فواكه عفنة،
يقومون بتأنيبها ومن الممكن أن يصل الأمر لتكسير قدميها، وفقا تصريحات فؤاد بدران.
الملكة والعجوز
الملكة هي الحاكم والرئيس للخلية، وإذا لم توجد ملكة في الخلية لن
تتم عمليات الإنتاج أو التنظيف في الخلية، وفي حال رأى النحل وصول الملكة إلى
الهرم أو أصبحت عجوزًا، لا يعترف بها ويبحث عن تربية ملكة جديدة، وإذا تواجد
الإثنين معًا، تنهار منظومة إنتاج النحل، وهذه مسؤولية النحال، ويجب عليه أن يُبعد
الملكة العجوز عن الخلية والتي تتسم بعدد من الصفات منها، ضعف معدل البيض المنتج
وانتشار أمراض بين النحل وعدم انتظام دورة الإنتاج بالخلية، وفقًا لـ«بدران».
كمية العسل
وتابع فؤاد بدران عضو مجلس إدارة اتحاد النحالين، أنه من أهم العوامل
التي تحدد كمية العسل المنتجة نوع الملكة والمرعى وخبرة النحال.
إنتاج العسل
عندما ينتج النحل العسل يتم وضعه في العيون السداسية بالخلية، ويوجد
جزء من شاغلات النحل بالداخل لتنظيف العيون السداسية، وجزء أخر ينظف العيون
الثلاثية التي يتم وضع البيض فيها، وجزء أخر لتغذية اليرقات «بيض
النحلة» الذي يفقس خلال 21 يومًا، وجزء أخر من أجل تنضيج العسل وذلك بتكريره
من الماء، وجزء أخر لتنظيف الخلية من الشوائب، وفقًا لـ«فؤاد بدران».
ملعقة واحدة
ولفت إلى أنه تشير بعض الدراسات إلى أن إنتاج ملعقة عسل نحل واحدة
يحتاج إلى 100 ألف نحلة، كما تمر النحلة الواحدة على أكثر من 200 زهرة للحصول على
نقطة رحيق لإنتاج العسل ربما لا تُرى بالعين المجردة، ما يؤكد المجهود الكبير
للنحل لإنتاج النحل.
التجهيز للتصدير
تبدأ عملية تصدير النحل من شهر فبراير حتى أخر شهر أكتوبر من كل عام،
ويبلغ عمر النحل 45 يومًا، ولا يوجد عمر محدد للتصدير إذ يتم تصدير نحل في عمر يوم
أو ثلاثة أيام، ثم بعد الإنتاج يموت النحل، وتقوم الملكة بإعادة دورة البيض مرة
أخرى، وفي بعض الأحيان يتم تصدير الملكات وإنتاج ملكات جديدة، حيث يعرف النحالين
شكل الملكة، إذ يكون حجمها أكبر من النحلة الشغالة، وهي المسؤولة عن التوازن في خلية
النحل، وفقًا لـ«بدران».
أنواع الطرود
وتابع فؤاد بدران أن مصر تصدر
نحو مليون و 250 ألف طرد، والطرود تنقسم إلى مرزوم الذي يضم نحل فقط أو خشب الذي
يضم النحل بشمعه بمحتوياته الأخرى، وتشير بعض الدراسات إلى أن الطرد الواحد يتراوح
عدد النحل فيه بين 100 إلى 300 ألف نحلة، ومن ثم يمكن أن تكون كمية النحل المصدرة
375 مليون نحلة.
ويتراوح سعر الطرد المرزم ما بين 100 – 400 جنيه، بينما الخشب يصل إلى نحو 500 جنيه، وفي حال حساب سعر تقريبي للطرود بنحو 400 جنيهًا بسبب اختلاف الأسعار من موسم إلى أخر، تصل قيمة الطرود المصدرة إلى 500 مليون جنيه.
معايير محددة
هناك عدة معايير للتصدير تشمل أن يكون النحل خاليًا من المضادات الحيوية والمبيدات وأن تصل نسبة السكروز إلى 5%، كما توجد أوقات محددة لاستخدام المضادات الحيوية، حتى لا يظهر آثارها في العسل.
توازن السوق
وأكد «بدران» أنه حال عدم تصدير النحل إلى الخارج، يرتفع المعروض من
عسل النحل بالسوق المحلية، ومن ثم تراجع أسعار العسل بالأسواق، ولكن التصدير يُحدث
توازن بالأسواق، لأن تصدير الطرود يوفر سيولة مالية سريعة، فضلاً عن أنها سهلة
التصدير، وتستغرق وقتًا أقل في التجهيز مقارنة بالعسل عند تصديره، فضلاً عن أن
التصدير يعمل على تجدد الخلايا وكذا للملكات التي يصل عمرها إلى ثلاث سنوات، وكذا
يشجع على الاستثمار في صناعة عسل النحل.
البلدان المستوردة
تتصدر السعودية الأسواق العربية في استيراد النحل المصري وتستورد
الطرد المرزم، ثم الإمارات تستورد المرزوم والخشب، ويستحوذ البلدين على 70% من
صادرات النحل المصري، والكويت تستورد الإثنين أيضًا، وقطر تستورد النوعين أيضًا،
كما تستورد فيتنام، وفقًا لـ«بدران».
جودة العسل
مصر لديها عسل ذات جودة مرتفعة للغاية، ولكن ليس لدى الأفراد ثقافة
تناول العسل الأبيض بشكل يومي مثل الأسواق الأوروبية، وسعره في مصر رخيصًا، لعدم
الإقبال عليه، كما توجد بعض الأنواع ذات الجودة العالية في الصعيد مثل عسل السدر
والبرسيم والموالح، وفقًا لـ«بدران».
سعر الكيلو
وتابع أنه تصدر مصر نحو 3 آلاف طن عسل من إجمالي الإنتاج الذي يتراوح
بين 10 إلى 15 ألف طن سنويًا إلى دول المغرب وتونس وليبيا والسعودية والإمارات
والكويت ولبنان وأمريكا وهولندا، وسعر كيلو تصدير العسل المصري يصل إلى 4 دولارات.
All rights reserved. food today eg © 2022