أصول الكنافة.. قصة حلوى رمضان التي ارتبطت بالملوك والأمراء

A A A
6E2C8EA7-4820-4C47-B274-2788A27CE4AA 6E2C8EA7-4820-4C47-B274-2788A27CE4AA
الكنافة
تتربع الكنافة على عرش حلويات رمضان، وتُضفي لمسة من البهجة والاحتفال على الموائد الرمضانية. 

ولكن، ما هي قصة هذه الحلوى الشهية؟ ومن أين جاءت؟ في هذا التقرير، نأخذكم في رحلة عبر التاريخ، لاستكشاف أصول الكنافة وتطورها عبر العصور.

تتعدد الروايات حول أصل تسمية الكنافة، ولكن الرأي السائد يُرجعها إلى الكلمة العربية "كُنَّافَة"، التي تصف نوعًا من النسيج الشبيه بالشعر.

قد يكون هذا الاسم مرتبطًا بطريقة تحضيرها، حيث تُشكَّل العجينة على هيئة خيوط رفيعة تُشبه الشعر.

تتميز الكنافة بمذاقها الحلو وقوامها المقرمش، وتُعتبر من أشهر الحلويات في الوطن العربي.

كنافة معاوية

تشير العديد من المصادر التاريخية إلى أن الكنافة ظهرت في العصر الأموي، وتحديدًا في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان.

يُقال إنها صُنعت خصيصًا له لتناولها في وجبة السحور أثناء إقامته في دمشق.

يُعتقد أن الكنافة ظهرت لأول مرة في بلاد الشام، ولكن لا يوجد دليل قاطع يؤكد صحة هذه الرواية.

أصبح اسم "كنافة معاوية" شائعًا، وترتبط الكنافة بشكل كبير بهذا الاسم.

تؤكد الدكتورة الشيماء الصعيدي، الباحثة في مركز أطلس المأثورات الشعبية بمصر، أن صانعي الحلويات في الشام هم من ابتكروا الكنافة والقطائف وقدموهما لمعاوية بن أبي سفيان عندما كان واليًا على الشام.

ويُحكى أن معاوية بن أبي سفيان كان يعاني من الجوع خلال صيام رمضان، فاستشار طبيبه.

وصف الطبيب له الكنافة، التي كان يتناولها في السحور لتقليل شعوره بالجوع خلال النهار.

قصة اكتشاف الكنافة

يُقال إن طباخ القصر صنع عجينة سائلة، وسقطت مغرفة في وعاء العجين على الموقد.

تشكلت خيوط رفيعة من العجين، فأعجب الطباخ بهذا المنظر،
وغمس الطباخ الخيوط في السمن وسخنها حتى احمرت، ثم سكب عليها العسل.

قدم الطباخ الكنافة للخليفة، الذي أعجب بها كثيرًا.

روايات أخرى عن أصل الكنافة

تتعدد الروايات حول أصول الكنافة، مما يجعل تحديد تاريخها بدقة أمرًا صعبًا.

يُقال إن المصريين عرفوا الكنافة قبل الشام، وأنها ظهرت في العصر الفاطمي.

تُشير الروايات إلى أن أهل القاهرة قدموا الكنافة للخليفة المعز لدين الله الفاطمي عند دخوله المدينة في رمضان.

نقل التجار الكنافة إلى بلاد الشام، ومنها انتشرت في العالم العربي.

يشكك بعض المؤرخين في الرواية الفاطمية، ويُرجِّحون أن أصول الكنافة تركية.

أصول تركية محتملة

يُقال إن اسم "كنافة" مشتق من كلمة "تشنافة" الشركسية.

"تشنا" تعني البلبل، و"فه" تعني اللون، أي أن "تشنافة" تعني لون البلبل.

يُرجِّح هذا الأصل التركي أن الكنافة انتقلت من تركيا إلى العالم العربي.


تنوع الكنافة في الدول العربية

تختلف طرق صنع الكنافة من دولة إلى أخرى. فالمصريون تفننوا في صناعتها، وأهل الشام يحشونها بالقشطة، وأهل مكة المكرمة يحشونها بالجبن بدون ملح، وهي المفضلة لديهم على باقي الأنواع، وأهل نابلس برعوا في كنافة الجبن، التي اشتهرت بـ"الكنافة النابلسية". 

وتبقى بلاد الشام هي الأشهر في صنع أشكال مختلفة للكنافة، مثل المبرومة والبللورية والعثمالية والمفروكة.

رغم اختلاف الروايات حول أصول الكنافة، إلا أنها تظل من أشهر حلويات رمضان في العالم العربي.

تُزيِّن موائد الإفطار في مختلف الدول العربية، وتُضفي جوًا من البهجة والاحتفال.

All rights reserved. food today eg © 2022