مين اخترع المربى؟.. غذاء الجيوش والبحارة وعشقها لويس الرابع عشر ملك فرنسا

هل تعلم أن المربى صنعت في الأساس لحفظ الفاكهة لأطول وقت ممكن قبل اختراع المبردات وهي أقدم مما تتصور، وكانت دائمًا غذاء الجيوش والبحارة الذي يبقون لوقت طويل بعيدا عن المناطق الحضرية، لاستخدامها كمكمل غذائي، تعالوا لنعرف تاريخ صنع المربى.

تصنع المربى من الفاكهة الكاملة أو المقطعة أو المسحوقة، وظهرت أول وصفة لصنع مربى التفاح، في أقدم كتاب طبخ إنجليزي وهو Of Culinary Matters، والذي يعود تاريخه إلى القرن الأول في روما، وتصنع المربى عبر تكاثف البكتين الطبيعي الموجود في الفاكهة مع السكر، نتيجة التعرض للحرارة.

بدأ العالم بمعرفة المربى في البلدان التي تم اكتشاف مناجم السكر بها، وتلك التي تشتهر بزراعة القصب في الشرق الأوسط، وأثناء الحملات الصليبية، عاد الملوك لأوروبا بأطنان من السكر وبدأوا بصنع المربي والحلويات الأخرى، وكان لويس الرابع عشر ملك فرنسا يحب المربى، لدرجة أنه تناولها بعد كل وجبة، وخصص كل ما لديه من حدائق فاكهة لصنع المربى.

كما قلنا أن الطريقة الأولى لتكثيف الفاكهة وصنع المبى كانت عن طريق تسخينها مع السكر ليتكاثف القوام، واستخدم المستوطنون الأوائل في نيو إنجلاند طرقًا أخرى لصنع المربى، باستخدام دبس السكر والعسل وسكر القيقب لإعطائه طعمًا حلوًا. 

كما استخلصوا البكتين من قشر التفاح المغلي والتوت الأسود وأنواع أخرى من الفاكهة لاستخدامه كعامل تكثيف.

ظل إنتاج المربى محدودا حتى تم اكتشاف البسترة عام 1785، عندما عرض نابليون بونابرت مكافأة لأي شخص يمكنه إيجاد طريقة لحفظ كميات كبيرة من الطعام للجنود أثناء الحرب، وكان الفائز المحظوظ  هو نيكولاس أبيرت، الذي توصل إلى أن الغليان في درجات حرارة عالية ثم الإغلاق في حاويات محكمة الإغلاق يحافظان على سلامة الطعام، وأثبت لويس باستور صحة هذه الاكتشافات التجريبية في القرن التالي، وظهرت كلمة "مربى" لأول مرة في أوائل القرن الثامن عشر.

جرى افتتاح أول مصنع للمربى في العالم عام 1918 وهو مصنع Welch الأمريكي، وقد باعت الشركة المخزون بالكامل للجيش الأمريكي، وجرى شحنه إلى فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، كمكمل غذائي صحي، ثم بدأت المربى تنتشر من وقتها في كل بلدان العالم، وانتشرت المصانع الخاصة التي تنتجها كما انتشرت الوصفات المنزلية.