متى عصر العالم "الطماطم" وكيف عرفت مصر الخضار "بالصلصة"؟

كان العالم يعم بالسلام.. نأكل الخضروات فيه بلونها الطبيعي، قبل أن يقرر أحدهم أن يجعل العالم أكثر تعقيدًا باختراع الصلصة، معتبرًا أنها ستجلب مزيدًا من التنوع فيما يأكل.

تنمرد المواطن المصري على الملوخية "الشلولو" كما يسمونها في الصعيد، نسي أن السمك كأن يؤكل بكرامته منفردًا قبل أن يمكرون معه ويحولونه إلى صيادية، ويغرقون السبيط في بحر الصلصة قبل أن يطلقوا عليه طاجن. حتى سمك التونة لم ينجو من فلتهم وطبخوه "ماكريل"

ولكن من أين جاءت الصلصة؟

أكد المؤرخون المهتمون بالوصفات والأطعمة في كل دول العالم، أن اعتقاد الصلصة أصله طماطم، الحقيقة هو اعتقاد غير صحيح، ففي القرن السابع عشر اكتشف العالم صلصة التمر الهندي، قبل أن يهتدي العالم لاختراع الكاتشب وصلصة الطماطم التي لم تنتشر في العالم سريعاً وبالأخص مصر وبلاد الشام ، فلم تعرف مصر تحديدًا صلصة الطماطم إلا في القرن التاسع عشر، قبل 100 عام من الآن، أو بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد أن وقعت مصر فى أيدي الاحتلال البريطانى.

قبل ذلك ب400 عام اكتشفها البحارة الأوربيون بأمريكا واعتبرها الأمريكيون ثمرة مسممة فاستخدموها فى الزينة، إلا أن أحدهم أكلها ولم يصاب بأى مرض، واكتشف أن طعمها لذيذ فاصبحت تؤكل، وجلبوها إلى أوروبا، ومن ثم الدولة العثمانية التى برعت فى تصنيع الصلصة،  تخيل يامؤمن كان زمانك تاكل الخضار بصلصة التمر الهندي..

في مصر من الحب للإدمان

وفي الوقت الذي أصبحت زراعتها متعارف عليها بكثرة في الأراضي المصرية.. فُتحت شهية المصريين واقبلوا على الابتكار، فادخلوها  في إعداد الطعام وفي أغلب الطبيخ.

حتى تحولت إلى مصدر الابتكار وفي بعض الأحيان الحل السحري لأكل كل ما لا يؤكل، "ايه ده مابتاكلش الخضار، اديها صلصة".

ويبدو أن ذلك هو ما كان يحدث في بيوت الجدات في تلك الحقبة، تحول أي خضار فجأة إلى اللون الأحمر، البسلة، البمية، الفاصوليا، الباذنجان، الكوسة، حتى الخرشوف ياعزيزي لم ينجو.

الصلصات في كتب الطبخ

 

وحسب كتاب الطهي القديم الذي كان يدرس بمدارس مصر آنذاك، بمقدمة عائشة إقبال راشد، إحدى أهم رائدات الاقتصاد في مصر، التي كانت تتولي آنذاك عميدة معهد التربية للتدبير المنزلي، جاء في كتابها عن الصلصة، أنها لم ترتبط فقط بالطماطم، فهي ارتبطت بمسمي "القلية" التي وصفها الكتاب أنها عبارة عن سائل له نكهة معينة مكتسبة من موادها الأساسية، وهي مسخنة كالحساء بإضافة قليل من الدقيق والسمن والبيض أو الكريمة، واعتبر الكتاب أن  الصلصات بابًا هامًا في الطهي سواء أكانت بسيطة أم راقية، لأنها تعمل علي تنويع الأصناف التي تقدم معها بطرق شتي.


أكشن.. كاتشب طماطم أول مرة

ولأن الكاتشب هو في الأساس معجون الطماطم، فإن  أول ظهور تاريخي لكاتشب الطماطم كان في كتاب لعالمٍ أمريكي من ولاية «بنسلفانيا» هو «جيمس ميز» عام 1812، ليُرشِح فيه «تفاح المحِبة» كلقب سائد للطماطم في هذه الآوان، كمقدار لصُنع «كاتشب جيّد»
منذ هذه الأثناء، بدأت كاتشب الطماطم في التربع على عرش أصناف صلصات الكاتشب المُتعددة، الذي عرف بعد الحرب الأهلية الأمريكيّة إضافة مُكوّنات عدة إليها، منها الخلّ والسُكر وبعض النكهات المسؤولة عن مذاقه الحُلو، القريب جدًا من طعم الكاتشب الذي نعرِفه هذه الأيام، غير أن سيدًا بعينه كان له أثرا أعظم على عالميّة كاتشب الطماطم، هو «هنري هاينز».