تحظى الكثير من الأكلات العربية باهتمام الأجانب فيقبلون عليها عند زيارة المنطقة العربية وخاصة مصر، لما تتمتع به من روح مميزة في طهي أصناف من الطعام، ومنه الفريك المحبوب لدى المصريين والعرب بصفة عامة، واهتمت به منظمة "سلو فوود" المعنية بتوثيق الطعام المحلي في المجتمعات.
الفريك في عيون "سلو فوود"
الفريكة، أو القمح الأخضر المحمص، هو تخصص للعديد من البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر، تجمع العديد من الأطباق التقليدية في المنطقة بين الفريكة مع اللحوم أو الخضار، كلمة "فريكة" مشتقة من الكلمة العربية "فركة"، وتعني "فرك"، وهي خطوة في إنتاج الفريكة حيث يتم فرك الحبوب بقوة لإزالة النخالة.
تاريخ الفريك
عرف العالم الفريك على الأرجح حوالي 2300 قبل الميلاد عندما أضرم مهاجمون من قرية على البحر الأبيض المتوسط النيران في حقول القمح الخضراء قبل الانسحاب، لإنقاذ ما في وسعهم، قام السكان بفرك الطبقة المحترقة ووجدوا أن الحبوب قد نضجت بسبب الحرارة، وأنها احتفظت بدرجات اللون الأخضر، أدى هذا الاكتشاف إلى إنتاج الفريكة.
طريقة تقليدية لصنع الفريك
يتم تحضير الفريكة من القمح الصلب، طريقة الإنتاج التقليدية هي كما يلي: يتم حصاد القمح في مرحلة بدائية، عندما تبدأ الأوراق في التحول إلى اللون الأصفر، ويترك ليجف لمدة يوم تقريبًا، ثم يتم حرقها بعناية في أكوام على الأرض لإزالة القشور والقش، لأن الحبوب صغيرة ولاتزال رطبة، فهي مقاومة للحريق.
بعد حرقها، يتم تجفيف الحبوب بالشمس ودرسها، من أجل الحصول على منتج أفضل، يمكن أيضًا أن يطحن مثل البرغل.
المنتج النهائي ذو لون أخضر ورائحة ونكهة مدخنة مميزة، يجب تخزينه في الظلام ليحتفظ بنكهته، غالبًا ما تستخدم الفريكة في الحساء واليخنات.
الفريك في الدول العربية
في لبنان، تصنع العديد من الأسر في المناطق المنتجة للقمح الفريكة، لكنها مميزة بشكل خاص في جنوب لبنان، قرية شمع، على سبيل المثال، الواقعة جنوب مدينة صور التاريخية، تشتهر إقليميًا بالفريكة.
في مصر، تستخدم الفريكة أو الفريك لحشو الحمام والدجاج الصغير الذي يتم قليه أو تحميصه، بينما في مدن الساحل، يرافق السمك.
منذ آلاف السنين، تم تحضير الفريك من عدد لا يحصى من أصناف القمح المحلية، والتي لم يتم توثيق العديد منها مطلقًا.