قد تظن للوهلة الأولى أن ما تراه عبارة عن طبق شهي، وتسعى بكل السبل لالتهامه سريعا لسد جوعك، ولكن في الحقيقة ما تراه هو عبارة عن "سمك بطاطس وجبنة وعيش فينو" غير حقيقية، عبارة عن ماكيت مصنوع من الفل، نحته عم سيد الرجل السبعيني الموهوب الذي تفنن في صنع ماكيتات طعام بشكل احترافي.
حكاية عم سيد طباخ الأكل بالفوم
على شاطئ سيدي بشر بعروس البحر الأبيض، يتجول "عم سيد" الطباخ العجوز حاملا في يده صينية مرصوص عليها ما لذ وطاب من الطعام، يقوم بعرض الطعام عليك للتذوقه ووقتها تكتشف أنه غير حقيقي لكنه متقن الصنع بشكل دقيق لا يختلف عن الحقيقي.
ويحكي عم سيد إبراهيم الذي يبلغ من العمر 75 عاما قصته من البداية ويقول: "بعد ما طلعت على المعاش بقى عندي وقت كبير فاضي، فقررت استغل موهبتي القديمة في الرسم وصنع الماكيت ونحت الفليين والفوم، واعمل حاجات شكلها حلو، وخصصت غرفة في بيتي وحولتها ورشة نحت ورسم وبحب لما الضيوف يجوا أفرجهم عليها".
فن صنع ماكيت الطعام
يكمل الفنان العجوز: "بدأت أصنع ماكيت للأطعمة وأنزل الشارع أهزر مع الناس، أقرب منهم وأطلب أنهم يدوقوا الأكل بتاعي، أو امشي جنبهم واعمل نفسي بوقع الأكل ويتفاجئوا أنه ماكت مش حقيقي بنبسط لما بلاقيهم من مصدقين وبيضحكوا".
رد فعل الناس جعل الرجل السبعيني الموهوب يشعر بالفرحة، وشجعه على الاستمرار والترويج لعمله الفني المبدع، وبيع هذه الماكيتات المصنوعة من الفوم للناس، ويقول: الناس بقت تيجي تطلب مني شغل عشانهم وبدأوا يجوا مخصوص يتصوروا معايا، الموضوع ده خلاني أفكر أبيع الماكيتات واستفيد من موهبتي واستغل وقت فراغي بعد طلوعي على المعاش".
تعليم الدبل آرت
يسمى هذا الفن الذي يصنعه عم سيد بفن دبل آرت، أي النحت على الفوم وصنع الماكيت، وقد اختار "عم سيد" نحت مجسمات الطعام، فالطعام دائمًا ما يجذب الناس، كما أن تفاصيله كثيرة وصغيرة تجعل الناس ينبهرون أكثر، وما يتمناه عم سيد هو تعليم عدد كبير من الشباب هذا الفن، المهدور حقه في مصر.