قد يتابع أغلبنا
الحرب المشتعلة، الآن، بين أوكرانيا وروسيا، متأثرًا بما يحدث دون الربط بينه
وبين ما سيعود به من خسائر علينا كدول عربية أو حتى على مستوى العالم، إلا أن الأمر
بعيدًا عن كونه إنسانيًا، فهو له تأثيره كبير اقتصاديًا على العالم، ومنها مصر
بالتأكيد، ولكن كيف هو شكل هذا التأثير؟، وهل له علاقة بالسلع الغذائية؟، خصوصًا
ونحن مقبلين على رمضان، هذا ما سنعرفه في "Food Today" من د.محمد شادي، الباحث
الاقتصادي بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية.
روسيا وأوكرانيا في الاستيراد
والتصدير
في البداية أوضح
لنا دكتور محمد شادي، الباحث الاقتصادي بالمركز المصرى للفكر
والدراسات الإستراتيجية، أن الاتحاد الروسي يعتبر المُصَدر رقم 16 على العالم بقيمة
1.9% من إجمالي قيمة الصادرات العالمية، بإجمالي 340 مليار دولار، وأنه مستورد
رقم 22 على العالم، بإجمالي واردات 230 مليار دولار أو بحوالي 1.3 من إجمالي
الوادرات على مستوى العالم، وهذا يعني أن روسيا لو تم عزلها عن العالم، سيصبح بين
كل 100 دولار، 1 دولار معطلة، ولن يعرفون كيف يحصلون على منتجاتهم، الأمر الذي
يعني أيضا أزمة في التجارة العالمية.
ماذا تصدر روسيا
وأوكرانيا للعالم؟
قال
د."شادي"، إن روسيا تعتبر من أكبر مصدري العالم من الأسماك والقشريات
والرخويات كالبلطي والجمبري وغيرهما، بترتيب رقم 7 على العالم بهذه القائمة،
بإجمالي 4% مما يتم تصديره للعالم وبرقم 4.6 مليار دولار من جميع صادرات الأسماك.
أما بخصوص أكبر
مصدري العالم فيما يخص الغلال، والذي تشمل القمح والشوفان والذرة وغيرهم، سنجد أن
أوكرانيا رقم 3 على مستوى العالم في التصدير، ويليها الإتحاد الروسي، بحوالي 10%
من قيمة صادارات العالم لكل منهما، مما يعني أن 20% من ثمن الغلال الموجودة في
العالم كله، تمتكلها أوكرانيا وروسيا فقط، وهذا يعني أيضا أن وصول تلك الغلال معطل
لكل الدول التي تستوردها،
هل سيحدث ارتفاع
في الأسعار؟
نتيجة لذلك إذا
استمر الوضع الحالي، فإن الأمر سيصبح في خطر اقتصاديًا على مستوى العالم، هذا ما
أكده الخبير الاقتصادي، ومصر بالـتأكيد ستتأثر ولو قليلًا، لأنه سيؤثر على
زيادة أسعار تلك الغلال الموجودة بالفعل في الدولة، فتخيل مثلا 20% من المنتجات
التي نستوردها منهما غير موجودة في السوق؟! سيرفع بالتالي من الخزين المتوفر، وكذلك الأمر مع
الحبوب الزيتية، كفول الصويا وزيت عباد الشمس وغيرها من الحبوب المنتجة للزيوت،
سنجد أن أوكرانيا تحتل المركز العاشر على العالم كأكبر الدول المصدرة، ويليها
الأتحاد السوفيتي في المركز الثاني عشر، بإجمالي حوالي 3.5
% من صادرات العالم للدولتين، مما يعني أن تلك الزيوت معرضة أيضا لإرتفاع أسعارها.
مصر أقل تأثرًا
ورغم توقع زيادة
الأسعار ـ إلى حد ما، أكد د.محمد شادى، أن مصر من أقل الدول التي
ستتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية، لأن مصر لديها مخزونات إستراتيجية جيدة من
الزيت والسكر وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، ولا توجد مشاكل للطاقة حيث نوعت
مصادر طاقتها.
المنتجات كلها موجودة
وقال شادي: "إن الأزمة الاقتصادية
العالمية كبيرة ومتتالية بدأت بأزمة كورونا ثم التضخم العالمي وبعدها الحرب
الروسية الأوكرانية، ومواجهتها أكبر من أى دولة وإدارة، لكن الأزمة على كل حال لن
تطول والمنتجات كلها ستكون موجودة، صحيح سنشهد ارتفاعًا نسبيًا في الأسعار، لكن لا
داعي للذعر فكل السلع ستكون متوفرة خلال الأزمة، عكس ما سيحدث في دول لن تستطيع
توفير بعض السلع".