في يومه العالمي... الشاي ثاني أكثر المشروبات إستهلاكًا حول العالم بعد الماء...من أين ظهر؟
ياسين محمد
الأحد , 21-05-2023 9:01 ص
AAA
الشاي ليس مجرد مشروب بل جزء من الحياة اليومية للملايين حول العالم. يتمتع بسحر خاص يدفعه إلى المقدمة بين كافة المشروبات الأخرى باعتباره جزءاً من تاريخ وثقافة كثير من الشعوب.
يعد الشاي المشروب الثاني الأكثر استهلاكاً على الأرض بعد الماء، ويجد شهرة في كثير من الثقافات وفي العديد من المناسبات الاجتماعية المختلفة.
تاريخياً، يقع الموطن الأصلي للشاي في شرقي آسيا، وانتقل إلى اليابان والهند ثم إلى تركيا التي أسهمت في انتشاره الواسع في المشرق. وتعتبر الهند، الصين، سيلان، أندونيسيا، واليابان أهم الدول المنتجة للشاي، في حين تستورد بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، أستراليا، وروسيا الشاي بكميات كبيرة.
تركيا تأتي في مقدمة الدول الأكثر استهلاكاً للشاي، حيث يشرب كل شخص ما يقرب من 2.5 كيلو جرام من الشاي سنوياً، وتأتي كينيا في المرتبة الثانية، والمملكة المتحدة في المرتبة الثالثة.
أعلى نسبة استهلاك للشاي في العالم هي في أيرلندا، بينما تأتي إسبانيا في المرتبة الأخيرة في استهلاك الشاي. يتمتع الشاي بفوائد عديدة، فهو لذيذ ومنبه للذهن ومنشط للجسم، ويعد جزءاً من تقاليد وثقافات كثير من الشعوب حول العالم.
أنواع الشاي الشاي هو نبات واحد ولكن يتنوع في أنواعه، فالشاي الأخضر يتم جفافه سريعًا بالبخار، مما يساعد على الحفاظ على خصائصه الفريدة، مما يجعله يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية. بالمقابل، يُعرَّف الشاي الأسود بأنه الشاي الذي يتم تفريم الأوراق والتخمر والتجفيف لفترة أطول مما يؤدي إلى فقدان العديد من العناصر الغذائية. وكلا النوعين يحتويان على الكافيين الذي يعمل على تنشيط الجهاز العصبي، لذا قد يشعر بعض المتناولين بالضعف بعد تناول كميات كبيرة منه.
أما الشاي الأبيض فهو نادر الوجود، ويتميز بنكهة خفيفة ويتطلب إنتاجه قطف البراعم والأوراق الصغيرة فقط، ويتم تجفيفها عند درجة حرارة منخفضة.
ويعتبر الشاي الألونج من بين الأنواع المشهورة، وهو شاي صيني يعني اسمه "التنين الأسود" ويتعرض لعملية أكسدة خفيفة، مما يجعله يتمتع بخصائص متوسطة ما بين الشاي الأسود والأخضر، ويتنوع نكهاته المختلفة بين التوابل والمشمش.
ومن بين الأنواع الحديثة نسبيًا، تأتي "الإيرل جراي" ويُنسب إلى رئيس الوزراء البريطاني تشارلز جراي عام 1830، وهو شاي أسود معطر يخلط بالبرتقال مما يعطيه الرائحة والنكهة الطيبة.
طرق شرب الشاي حول العالم تختلف طرق تناول الشاي حول العالم، وحتى داخل كل دولة يمكن أن تختلف الطريقة التي يتم فيها تناول الشاي.
في الصين، يفضل السكان شرب الشاي الياسمين بدون إضافة سكر، ويتميز بنكهة ورائحة عطرية رائعة.
في تايلاند، يحب السكان تناول الشاي المثلج، وغالبًا ما يشرب الشاي الساخن فقط من قِبَل الضيوف الأجانب.
في الهند، يُعد الشاي واحدًا من الأشربة الساخنة الأكثر شهرة، ويتم استهلاكه يوميًا في معظم المنازل مع إضافة كميات كبيرة من الحليب، بالإضافة إلى التوابل.
في سيرلانكا، تُعد واحدة من أشهر دول العالم في زراعة وصناعة وتصدير الشاي، ويحتسى شاي مر الطعم من قِبَل السكان الذين يستمتعون به.
في بريطانيا، يُعد الشاي المشروب الرسمي للبلاد، واشتهر بعدما تم استيراده منذ عام 1660، يفضل الإنجليز الشاي الأسود وشاي الياسمين الصيني، ويضيفون إليه السكر والحليب أو الليمون، يتم شرب الشاي في أوقات محددة في اليوم بعد التوقيت المحلي، مثل "شاي الفراش" و "الشاي الحادي عشر".
في منغوليا، يُحَب المغول لبنة الشاي، وعادةً ما يتم طحنها إلى مسحوق وإضافتها إلى الماء حتى الغليان، ثم إضافة حليب الماعز.
في التبت، يتم خلط الشاي بالملح والزبدة، ويتم استيراده من الصين على شكل قوالب مضغوطة يتم تقطيعها وإضافتها إلى الماء البارد.
في موريشيوس، يعتبر الشاي عنصرًا هامًا في الثقافة، ويشرب السكان الشاي الأسود مع الحليب والسكر في جميع المناسبات الاجتماعية وأماكن العمل.
تناول الشاي من أكثر العادات العالمية الموجودة في مختلف الثقافات،فعلى سبيل المثال، يعشق سكان نيوزيلندا تناول الشاي لدرجة أنهم يخصصون أوقاتاً محددة لهذا الغرض، و تنتشر العديد من المقاهي التي تقدم الشاي هناك.
أما في كندا، يقوم السكان بغلي إبريق من الماء، ويضيفون إليه بعض أوراق الشاي ثم ينتظرون بضع دقائق حتى يصبح الشاي جاهزًا للتناول. كما يضيف الكنديون بعض الجبن والسكر لطعم أفضل.
وفي أيرلندا، يظل الشاي من أساسيات الحياة، حيث يتم استهلاك ما يصل إلى 6 أكواب يوميًا، كونه يشكل مكونًا رئيسيًا في فن الضيافة والترحيب بالضيوف.
أما في مصر، فيعد الشاي المشروب الأول بمعدل 5.5 مليار لتر سنويًا، وهو متاح بطريقة مختلفة ما بين المناطق المختلفة، فالبعض يفضله ثقيلًا والآخر خفيفًا، ويتم تناوله مع الحليب أو بالسكر الزائد، كما يعد تقديم الشاي للزائرين واجبًا من واجبات الضيافة الأساسية في البلاد.
وفي دول شمال أفريقيا، يشتهر الشاي الأخضر بالنعناع الطازج والسكر، وتسمى تقديم أكواب الشاي للضيف من "سمات الكرم" في هذه الدول.
أما في المغرب، فقد أصبح تناول الشاي عادة شائعة على نطاق واسع بعد كل وجبة، ويتم تقديمه مع أوراق النعناع الطازجة والسكر البني، ويتميز تقديم الشاي على الطريقة المغربية بجمال الأدوات المستخدمة في تحضيره وتقديمه.
ويعتبر تناول الشاي من العادات الأساسية لدى أتراك تركيا، فالشاي الأسود يشكل الفخر الشخصي لهم، ويُقدم في محال مخصصة للشاي، ويرافقه حديث الأصدقاء والعائلة. كما يعتبر تقديم الشاي للضيف من السلوكيات المتبعة في البلاد، ويشتهر الشاي التفاح التركي بتركيبته القوية والطعم الحلو والحامضي في الوقت نفسه.
في مالي، يفضل الناس تناول الشاي بعد الوجبات، ويتم غلي مسحوق الشاي في فرن طيني ثم يضاف إليه السكر، وغالبًا ما يتناوب الناس بين تناول الطعام والشاي في وقت واحد.
في اليابان، يرتبط تناول الشاي بطقوس من التقاليد اليابانية، حيث يجري تحضير الشاي بواسطة طقوس خاصة ومنسقة بعناية، ويتم تلقين هذه الطقوس في معاهد متخصصة. وعند تقديم الشاي، يجب الحرص على القيام بالطقوس بدقة، كما يجب استخدام أفضل أنواع الشاي والأقداح الأنيقة.
وفي روسيا، يعتبر تناول الشاي جزءًا من الثقافة المحلية، حيث يستخدم الناس السماور لخفض تركيز الشاي ويتم تقديمه بشكل خفيف في إبريق ويقدم في الفناجين المباشرة بماء غال، كما يعتبر تبادل الأحاديث جزءًا من جلسات الشاي في روسيا، الذين يتناولون الشاي مع مختلف أنواع المقبلات والفاكهة.
يمكن القول إن تناول الشاي يعتبر عادة عالمية واسعة الانتشار في مختلف الثقافات، وتختلف طرق تحضير وتناول الشاي من بلد لآخر، مما يمنح كل بلد ميزة تميزه عن الآخر.