د. بسمة يسري لـ «فود توداي»: الاعتدال في تناول الوجبات خلال عيد الأضحى هو أهم شيء.. وأنصح بالصيام المُتقطع في العيد

تزامنًا مع قرب حلول عيد الأضحى المُبارك، تدور عديد من الأسئلة في أذهان كل شخص، حول كيفية التوازن في الطعام خلال العيد، وما أفضل طريقة لأكل اللحوم حتى تكون خالية من الدهون، وما هو موعد آخر وجبة يجب أن نتناولها آخر اليوم، وأفضل المشروبات التي تساعد على تفتيت الدهون، والنصائح التي يجب أن يتبعها مرضى الكوليسترول والضغط والسكر والكلى في عيد الأضحى.

(فود توداي) حاورت الدكتورة بسمة يسري، الطبيبة البشرية في التغذية العلاجية وعضو الجمعية الأوروبية للتغذية السريرية والسمنة، ستجد إجابات لهذه الأسئلة وأسئلة أخرى في الحوار التالي.

ما الطريقة المثلى لأكل اللحم في عيد الأضحى؟أفضل طريقة علميًا هي أكل اللحم مسلوقًا، والطريقة الثانية هي اللحم المشوي، فمن الممكن بعد أن يُسلق اللحم أن نضعه في الفرن حتى يُشوى، ولكن يجب الحذر في الشي بالفحم لأضراره الكثيرة، من أهم الأضرار أنه ينتج عنه شوادر حُرة، وأثبتت الدراسات أن الشوادر الحُرة تؤدي لبعض أنواع السرطانات، فلا يُفضل نوع الفحم الذي يلصق بشدة في اللحم.

ما أفضل قطعية في اللحم تكون خالية من الدهون؟

أفضل قطعية هي "وش الفخذة" أو "عرق الفلتو"، فهما أفضل القطعيات وبهما دهون أقل من باقي العجل، فمن المهم أن نأكل لحومًا قليلة الدسم، وبكمية قليلة.

ما النصيحة التي تقدمينها لمن بدأ اتباع حمية غذائية قبل العيد مباشرةً؟ أول نصيحة أقدمها لهم هو الصيام المتقطع، أي الأكل في ساعات معينة على مدار اليوم، والصوم 16 ساعة أو حسب مقدرتنا على عدد ساعات الصيام، ولكن ساعات الصيام تتراوح من 14 إلى 16 ساعة، مع تقسيم الوجبات لثلاث وجبات في اليوم.

ولكي لا نزداد وزنًا في العيد، يمكن أن نأكل الممنوعات في النظام في وجبةٍ واحدة فقط في اليوم.

ولا يوجد مشكلة في أكل اللحم بدهون، إذا كان الشخص لا يعاني أي مشكلات صحية، المشكلة ليست في اللحم، المشكلة فيما يُقدم مع اللحم، فأفضل طريقة هي أن تأخذ طبقًا وتضع به كميات قليلة تتذوقها فقط من الطعام الموجود على السفرة حتى لا تحرم نفسك في العيد، وعند انتهاءك من هذا الطبق لا يجب أن تأخذ طبقًا آخر في اليوم.

وبالنسبة للسكريات، من الممكن أن تأخذ قطعة حلوى صغيرة بعد الوجبة مباشرةً في خلال ساعة، من المهم أيضًا شرب الماء بشكل كافٍ، وكثرة الحركة مثل رياضة المشي، وآخر وجبة تتناولها في اليوم هي التي يبدأ عندها صيامك.

أيضًا أنصحهم بالابتعاد عن المشروبات الغازية، لأنها تحبس الماء في الجسم، فلا يُفضل أن تشربها كل يوم. 

ما هو موعد آخر وجبة مسموحة في اليوم؟ هذا يعتمد على شكل يومنا، فمثلًا إذا كنت لا تتبع حمية غذائية معينة أو صيام متقطع، فمن المفترض أن تتوقف عن الأكل قبل النوم بـ 4 ساعات، حتى تحافظ على معدتك.

وأيضًا لا يجب أن تكون الوجبة الأخيرة وجبة دسمة، أي لا يجب أن تحتوي على أي لحوم، فمن الممكن أن نأكل سلطة أو بيضًا أو جبنًا أو فشارًا، أو كوب زبادي، وإذا كنت جائعًا بشكل زائد من الممكن أن تضع 14 حبة من اللوز على كوب الزبادي، أما إذا كنت تتبع الصيام المتقطع، فآخر وجبة تكون على حسب نظامك وعدد ساعات الصيام التي تصومها.

ما أفضل المشروبات التي تساعد على تفتيت الدهون؟ رقم واحد هي المياه، فمن المفترض أن نأخذ 30 مل لكل كجم حسب وزن كل شخص، فإذا كان وزنك 70 كيلو مثلًا، ستحتاج إلى شرب لترين و100 مل من الماء في اليوم.

وهناك مشروبات أخرى أثبتت الدراسات أنها تساعد على تقليل الدهون، ولكنها ليست فعالة بنسبة 100%، مثل الشاي الأخضر وشاي البابونج وأيضًا شاي البقدونس على الكرفس، لأنها تساعد على التخلص من المياه الزائدة بالجسم.

ما نصيحتك لمرضى الكوليسترول، نظرًا لأن لحوم العيد تحتوي على عديد من الدهون؟من الأفضل أن نتجه إلى الأطعمة التي بها نسبة دهون أقل، كما أن بعض مرضى الكوليسترول ممنوعون تمامًا من أكل اللحوم، إلا إذا أخذ المريض إذنًا من الطبيب المُعالج له، فإذا أعطاه الإذن فمن الممكن أن يأكل قطعة صغيرة جدًا، كذلك الصوصات التي توضع على الفتة يُفضل تقليلها لأنها تضر الكوليسترول أيضًا.

هل اللحوم ضارة لمن يعانون ارتفاعًا في وظائف الكلي (الكرياتينين)؟ لا يُفضل أن يأكلوا اللحوم الحمراء، ويمكن أن يعوضوها بالدواجن واللحوم البيضاء بشكل عام، وأيضًا نأخذ الكمية التي حددها الطبيب المعالج فقط.

هل مرضى اليوريك أسيد (النقرس) من المسموح لهم أن يأكلوا لحومًا؟ يُطلق الأشخاص على مرض النقرس اسم "داء الملوك" وهذا لأن مرضى النقرس يأكلون لحومًا كثيرة وبقوليات، فلا يُفضل لمرضى النقرس أن يأكلوا لحومًا أو بقوليات بكثرة، ولكن توجد بعض الحالات التي يسمح فيها الطبيب بأكل اللحم مرة واحدة في الأسبوع، وتكون بكميات قليلة للغاية.

ما نصيحتك لمرضى السكر والضغط في عيد الأضحى؟ الفتة تحتوي على نسبة عالية من النشويات إلى جانب اللحوم، فيجب على مرضى السكر أن يضعوا وقتًا كافيًا بين كل وجبة وأخرى، ويبدؤوا بالبروتين والسلطة ويستكملوا بكميات قليلة من النشويات، ولا يجب أن يشربوا عصائر حتى لا يرتفع السكر ولا مشروبات غازية.

أما مرضى الضغط فالمشكلة التي تواجههم هي الصلصة المُعلبة التي توضع على الفتة، فإنها تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، من الأفضل أن يستخدموها بكميات قليلة جدًا، أيضًا يجب الابتعاد عن المخللات، وأنصحهم بشرب كميات كبيرة من الماء، وكذلك لا يُفضل أكل اللحوم التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.