"دانييل داي لويس" أشهر جزار في تاريخ السينما

دانييل داي لويس قد يكون أفضل ممثل مر على تاريخ هوليوود، وإن اختلفت الآراء لن تختلف الأرقام وقت نعرف أن داي لويس هو الممثل الوحيد في تاريخ السينما الذي فاز بـ3 جوائز أوسكار لأفضل ممثل رئيسي، ويرجع هذا لالتزام داي لويس المتفاني بمدرسة الـMethod Acting التي تعتمد على التقمص؛ فهو لا يجسد شخصياته بل يتجسدها، فإن لعب دور ملاكم تعلم الملاكمة أمام ملاكمين حقيقيين، وإن لعب دور مشلول يرسم بقدمه اليسرى يلغي العمل بأطرافه الثلاث الأخرى ويتعلم الرسم بها، وإن لعب دور جزار، كما هو الحال برائعة السيناريست ستيفن زاليان والمخرج التاريخي مارتن سكورسيزي Gangs of New York عام 2002، تحول داي لويس إلى جزار حقيقي يعرف كل تشريح الحيوانات وأساليب التقطيع ولغتهم ومصطلحاتهم وأكثر، لنرى كيف استطاع الوصول لذلك!

داي لويس بقى جزار إزاي؟

دانييل داي لويس صاحب الـ3 أوسكار من Gangs of New York

وافق داي لويس على تجسيد دور بيل الجزار في ملحمة Gangs of New York بعد إلحاح بطل الفيلم ليوناردو دي كابريو عليه لقبول الدور من بعد اعتذار ويليم ديفو وروبرت دي نيرو، والذي صار بعدها عودة أسطورية للأسطورة اي لويس بعد 3 سنوات من الغياب عقب فيلم The Boxer، الذي قرر من بعده الاعتزال والعمل في صناعة الأحذية بفلورنس في إيطاليا.

أشهر ممثلي التقمص
وبما أن داي لويس من أشهر اللممثلين الذين يعتمدوا على التقمص، بدأ فورًا في تحضير مكثف لتفاصيل الشخصية مثل لغتها وطبقة صوته وعينه اليسرى الزجاجية وكان الأهم لداي لويس هو التمكن من إتقان حرفة الجزارة التي عمل بها "بيل الجزار"، الذي يجسد دوره؛ فدرس أولًا داي لويس ذاتيًا التشريح الحيواني واختلافه ما بين الدواب المختلفة مثل البقر والجاموس والخنازير، ثم مكث فترة يعمل في إحدى محلات الجزارة في منطقة كوينز بمدينة نيويورك يديره أخوان جزاران من الأرجنتين، وهو لم يكتف بهذا بل اشترط في عقده بجلب جزار خاص من لندن كان يحمل دراسات عليا في المهنة، وهو الذي تولى مسئولية التدريب الإشراف على داي لويس في مشاهد تقطيع اللحوم والتعامل بالسكاكين خلال فترة التصوير بشكل يومي.

والنتيجة كانت ذهبية:

داي لويس وجائزة البافتا لأفضل ممثل رئيسي عام 2003
ومن المعروف في تاريخ السينما، أن مجهودات داي لويس أتت بثمارها وأكثر؛ وأصبح دور بيل الجزار من أهم الأدوار في مسيرته الحافلة بالعديد من أهم الأدوار الأيقونية في تاريخ السينما، وهو الذي ترشح عنه للأوسكار عام 2003 للمرة الـ 3 من 6 في تاريخه، وفاز عنه بعشرات الجوائز الأخرى ومن أهمها البافتا البريطانية وجوائز نقابة الممثلين الأمريكية، داي لويس يحمل ألقابًا لا حصر لها، وفي عالم الأكل نتذكره دومًا بأنه أشهر جزار في تاريخ السينما.