حكاية المبكبكة الليبي وكيف تسبب حميد الشاعري في دخولها مطبخنا؟

في العادي أحب كل أنواع المكرونات بأصنافها إما كانت تعوم في الصلصلة أو تلك التي يحتضنها الوايت صوص بحميمية لمة الأصدقاء، أو الأخرى التي تنظم نفسها واحدة تلو اختها في صينية مربعة يفصل بينها قطع اللحم المفروم وتغطيهم طبقة الباشميل العظيمة، أصناف المكرونة عظيمة كلها أينما حلت على أي مائدة، كلها رائعة، إلا عندما أكلت الأروع فيها..المبكبكة.

ما علاقة "حميد الشاعري" بالمبكبكة؟ 

لم أكن أسمع عنها إلا من صديقتي التي تسعى لإقناعي مرارًا أن أجرب ولو مرة سلق المكرونة في الصلصة، بدلًا من المياه،  أعدها بالتجربة وأتناسى أو أخشي المغامرة بتجربة ما لم لا أعرفه.

وكان ينقصني أن أرى بعيني ويذوق لساني حلاوتها، حتى رأيت مرة "الكابو" حميد الشاعري في حلقة مع الجميلة إسعاد يونس تطلب منه أن يطبخ أكلة يجيد طبخها معها على الهواء للمشاهدين، وإذ به يطبخها بالطريقة نفسها التي أوصتني صديقتي بتجربتها.

ولكني أراه وهو يهيم حبًا في وصفها. يصنع الصلصلة بشطارة وإنجاز، ويرمي فيها قطع الطماطم الصغيرة، مع قطع الفلفل الحارة، ثم يُسقط فيهم المكرونة،ويجهز المكرونة بطريقتهم الليبية (المبكبكة) ومنذ رأيتهما يأكلاها. ولم اطبخ المكرونة بالصلصة إلا على الطريقة الليبية.

ويبدو أن هذا المقطع الذي أذابني عشقًا في المبكبكة الليبي كان له التأُير نفسه على غيري ممن شاهدوا حميد الشاعري يطهو المكرونة الغارقة في الصلصة على الهواء مباشرة، فأصبحت واحدة من الأكلات التي يعرفها عدد لا بأس به من الناس في البيوت المصرية.

السر في النشا

عرفت بعدها أن سر طعامة تلك الطريقة، اختلاط نشا المكرونة المصنوعة منه،  بالصلصلة نفسها،  وحجمها الذي يتغير مع غليان الصلصة ويتشرب الصلصة وطعامتها وتوابلها، فتتذوق للمكرونة حلاوة لا تجدها في غيرها.

أصل البداية والتسمية

المبكبكة.. أكلة عربية ليبية الأصل وانتشرت بين الأسر والعائلات الذين يعيشون في مطروح بحكم قربهم من ليبيا، ومن مطروح لمحافظات أقرب حتى دخلت بيوت مصر كلها، قالت إحدى الشيفات التي تحمل الجنسية الليبية لي مرة ، أن أكلة المبكبكة سميت بهذا الاسم لأنها عند تسوية مكوناتها من اللحم أو الفراخ والمكرونة تظهر على سطحها فقاعات ويصدر من خلالها صوت بكبكة.

هناك أقوال تؤكد أن هذه الأكلة هي في الأصل أكلة إيطالية تعلمها الليبيون من الإيطاليون خلال فترة الاحتلال الايطالى لليبيا، لكن مع مرور الزمن صار تغيير كبير في هذه الوجبة، فإن كان الإيطاليون يطبخونها فقط في صلصة الطماطم مع بعض قطع لحم البقر ويأكلونها، فالليبيون طوروها بشكل كبير وأضافوا لها البهارات والشطة الليبي الشهرية و الخضار والبطاطا والحمص وتطبخ بلحم الضان و بالدجاح و السمك كذلك.

كيف يطهوها أهل ليبيا؟

حسب الطريقة الليبية، فإن مكرونة المبكبكة تُطبخ بالفراخ أو لحمة ضانى أو ماعز وتوضع معها قطع طماطم وفلفل وزعفران وبعض التوابل الأخرى، عليك أولًا أن تحمر البصلة أو الثوم حسب الرغبة في قليل من زيت الذرة  ثم نشوح معها قطع اللحم حتى تدخل في السوا، ثم نضف إليها التوابل مع التقليب المستمر، ومن ثم وضع عصير الطماطم حتى تتسبك، ويتم وضع أى نوع من المكرونة فى هذا الخليط بعد ذلك، من 10 دقائق لربع ساعة وتعتبر جاهزة للتقديم.

أكلة المبكبكة إن كانت جميلة في كل وقت.. فهي الأكلة المناسبة في هذا الجو الشتوي الرائع.. يكفيك أن تأكل أول معلقة وانت تشاهد الدخان يخرج منها حالًا..
المميز أيضا في  تلك الوصفة أنها تنجز في الوقت وليست مكلفة، وسريعة التحضير والأهم أنك لن تستخدم أواني كثيرة، كله في حلة واحدة.