لا يغيب عن
بالنا الإفيه الشهير للراحل الجميل سمير غانم، حين قالت له "شيرين" في
مسرحية "المتزوجون"، "انت تيب" ليرد عليها بتلقائية
مرحة كعادته "وانتي جوزة التيب؟"، ومن وقتها و"جوزة الطيب" لم تغب عنا قصتها وسبب الخلاف حولها، وهي تعتبر أكثر أنواع الأعشاب إثارة للجدل، ويمتد تاريخها لقرون مضت، حيث جرت العادة على استخدامها فى بعض الدول كمادة مسكرة ومسببة للهلوسة، خاصة في دول جنوب شرق آسيا.
وقد شاع عنها
الكثير من الأقاويل، بل ووصل الأمر لمنع استخدامها فى بعض الدول كالمملكة العربية
السعودية، فلماذا كل هذا الجدل حول هذا العشب، وماذا
يفعل في أجسامنا للدرجة التي تجعله مفضل عند الكثيرين؟، وهل يضفي وجوده لذه مختلفة
في الأكل؟ ، تفاصيل كثيرة ستجدها في هذا التقرير.
متى وجد العالم شجرة جوزة الطيب؟
تجنى ثمار جوزة
الطيب من أشجار عملاقة، ويتم قطع القشرة الخارجية لها، وتغمر فى الماء المملح، ثم
تجفف لتظل محتفظة بصفاتها ورائحتها العطرة، إلا أن ثمرة
شجرة جوزة الطيب نفسها غير صالحة للأكل بِعكس نواتها (جوزة الطيب)، أما شجرة جوزة
الطيب فهي شجرة دائمة الخضرة تبدأ بالإثمار بعد 7- 9 سنوات من زراعتها، وتصل إلى
الإنتاج الكامل بعد 20 سنة تقريبًا، وهي تنمو في المناطق الاستوائية فقط، وعُثر
عليها للمرة الأولى في جزر الباندا القريبة من إندونيسيا.
أميرة الأشجار
وتُلقّب ثمرة
جوزة الطيب بلقب "أميرة الأشجار" الاستوائية، ومبعث هذه التسمية، أن هذه الثمرة
لها جنسان، مذكر ومؤنث، ونبتة واحدة من الجنس المذكر كافية لإخصاب عدد كبير من
الجنس المؤنث.
عشب مسكر.. بس المهم الكمية!
من وقت اكتشاف هذا العشب، حدث افراط في
تناوله لحلاوة طعمها ورائحتها، لم يُكتشف وقتها ما تحويه من عناصر، لكنهم
اكتشفوا وجود تأثير هلاوس بعد تناول كميات كبيرة منها، فأثبتت الدراسات بعد ذلك،
أن أكثر من جرامات معينة، والإفراط في تناولها تكون له آثار مخدرة ومهلوسة، فأهم المواد الفعالة الموجودة فيها مركب
الميريستسين Myresticin الذي يسبب
النشوة والهلوسات اللمسية والبصرية، ويشبه تأثير هذا المركب تأثير كل من
الأمفيتامين والمسكالين، وتأثيرها مماثل لتأثير الحشيش وقد يؤدي إلى سلوكيات خارجة عن السيطرة.
سبب تحريمها
حرمها بعض الفقهاء عملًا بالحديث الشريف (ما أسكر كثيرة فقليله حرام)،
بينما أجازها
بعضهم لما لها من فوائد صحية مذهلة، خاصة أن كل الدراسات أثبتت أن كميات قليلة لا
تتجاوز 20 جرامًا وعلى فترات متباعدة تعتبر آمنة تمامًا، السر دائما يكمن في الجرعات.
بيعمل ايه
القليل منه مفيد للجسم؟
الجرعات القليلة
منشط جنسى وعلاج للروماتيزم وأمراض المعدة
ومن بين فوائد
هذا العشب المحير، دراسات كثيرة أثبتت أنه واحد من أفضل المواد التى تساعد على علاج أعراض ومشاكل
المعدة وسوء الهضم، وتعمل على طرد الغازات الزائدة بالمعدة والقولون، ويعد زيت
جوزة الطيب من أفضل العلاجات التى تستخدم لحالات الإصابة بمرض الروماتيزم، ويستخدم
كدهان موضعى للمفاصل المصابة، حيث يعمل على تخفيف حدة أعراض المرض بصورة كبيرة، كما تعد من أقوى المنبهات الجنسية على الإطلاق، ولكن يحذر بشدة إدمان استخدامها
لفترات طويلة ومترابطة.
يدخل في صناعة العطور والأدوية
كما تدخل جوزة
الطيب فى العديد من صناعات العطور ومعجون الأسنان والحلوى الصلبة والمشروبات التى
تساعد على الهضم، كذلك استخدمت في تحضير عدد كبير من الأدوية منذ مئات السنين ومازالت تستخدم إلى الآن
على نطاق واسع في تحضير العقاقير.
أثارها السلبية مرعبة
بصرف النظر أن الجرعات
العالية منها تحولها لمادة أشبه بالحشيش تسبب الهلوسة، إلا أن أغلب الدراسات أثبتت
أن كثرة تناولها باستدامة يسبب الضعف الجنسى الكامل
وتؤدى للوفاة، كما تسبب بعض
الأعراض العضوية الأخرى مثل احتباس البول، الإمساك، هبوط الجهاز العصبى المركزى،
وهو ما قد يؤدي كذلك إلى الوفاة، لذا ينصح الأطباء ألا تتجاوز الجرعات
المتناولة منها 15 إلى 20 جراما فقط وعلى فترات متباعدة.
محاذير دولية
لكل تلك
المخاطر تضع بعض الدول محاذير مشددة على استخدامها، وفى جميع الأحوال يجب أن لا
تستخدم جوزة الطيب بشكل منفرد، ويفضل خلطها بنسب ضئيلة إلى التوابل الأخرى، ويتراوح سعرها في
الأسواق كتوابل عطارة، ما
بين 300 إلى 400 جنيه للكيلو.
ي