زلابية أو لقمة القاضي أو العوامة أو اللقيمات، جميعها أسامي عربية عديدة للحلوى الدائرية الصغيرة التي تذيب قلوب الكبار والصغار، والتي نضع عليها السكر أو شربات الورد المحلى أو النوتيلا أو المكسرات، ومهما كانت الإضافات فإنها حلوى مفضلة لدى الكثيرين، لكن ماذا عن أصلها؟.
أصلها مغربي
ربما تكون الزلابية أو لقمة القاضي من الحلويات القليلة التي يتم الاختلاف حول أصلها، فالبعض يقول إنها عربية، وأنها مغربية الأصل، وتحديدا نشأت في الجزائر وتونس وسافرت إلى الأندلس على يد زريارب الأندلسي حيث حرف اسمه إلى زلياب، وتم تسميتها تيمنا به، حيث يصنعونها بطريق مختلفة زلابية مالحة وأخرى سُكريّة، وهي معروفة في أسبانيا وأحيانا يضيفون عليها السماق ويأكلونها في الصباح.
رواية أخرى
هناك من يقول إن أحد التجار العرب طلب من طباخه أن يقوم بطهي الحلوى ولم يكن في المطبخِ إلا الزيت والسكر والدقيق، فعجنها ووضعها في المقلاة، وعندما رأى الزلابية غريبةَ الشكلِ قال باستهجان:«إنها زلَةٌ بيَ»، أي إني أخطأت في إعدادِها، طالبًا عفو سيده، فأصبحت من هنا زلةُ بي أي زلابية.
الزلابية الهندية
تنتشر أيضًا الزلابية بشكل كبير في المطابخ الهندية، حيث نجدها في البنجاب وباكستان وبنغلادش، وهناك اعتقاد أيضًا أن أصل هذا الطبق البسيط الشهي يعود إلى منطقة شمال الهند، وأن اسم زلابية تحريف لاسم فارسي بالأصل.
الزلابية العراقية
رجح البعض أن الزلابية يعود أصلها إلى العراق، حيث وجد القضاة أن الزلابية تعينهم على العمل طوال اليوم لأنها خفيفة على المعدة وغنية بالسعرات الحرارية، ولن تعطلهم عن عملهم، ولذلك أطلق عليها اسم «لقمة القاضي».
ولا أصلها يوناني
وتناقل بعض المؤرخين أنها قبرصية باسم «لوكامواديس»، وآخرون قالوا إنها حلوى يونانية، وأنها عرفت قديمًا باسم «لوكوماديس»، ولاتزال حلوى شعبية جدًا لدى اليونانيين الذين ما زلوا يفضلون تناولها بالمستكة أو القرفة مع الآيس كريم بدلاً من غمسها فى العسل أو الشربات.
وأكدت مصادر يونانية أنها ظهرت في أوائل العصور الوسطى والخلافة العباسية في القرن الثالث عشر، حيث ورد ذكرها في العديد من كتب الطبخ الموجودة في ذلك الوقت، كما ورد ذكرها في كتاب "ألف ليلة وليلة" في قصة "الحمّال وسيدات بغداد الثلاث"، واكتشف ابن بطوطة في القرن الرابع عشر الطبق الذي كان يعرفه باسم لقمة القاضي في مأدبة عشاء في ملتان، أثناء رحلاته إلى الهند في العصور الوسطى، حيث أطلق عليها مضيفوه اسم الهاشمي.
كما تم طهيها من قبل طهاة القصر في الإمبراطورية العثمانية لعدة قرون وتأثرت بمطابخ الدول الأخرى في البلدان السابقة للإمبراطورية العثمانية في البلقان والشرق الأوسط والقوقاز.
الزلابية في مصر
ويقال إنها وصلت مصر عن طريق اليونانيين عبر محل صغير في الإسكندرية لأحد المهاجرين كان يعرف باسم "تورنازاكى"، وكان يقع بشارع البوسطة وسط الإسكندرية ، وقدم الزلابية للمصريين وأعجبتهم ثم انتشرت بعدها في مصر كلها.
وبغض النظر عن أصولها المتعددة، يسعى كل شعب لأن يؤكد أنها من صنيعته إلا أننا نتفق أنها لذيذة ويمكن تناولها في أي وقت خاصة في رمضان شهر التمتع بالمأكولات التراثية والتقليدية.
زلابية أو لقمة القاضي
لقمة القاضي
All rights reserved. food today eg © 2022