تطور المطبخ التركي تحت أعين السلاطين.. 4 أكلات متوارثة عبر التاريخ

A A A
طاه تركي
المطبخ العثماني، من المطابخ التي أثرت على بلدان كثيرة حول العالم، من حيث الأكلات التي صدرتها عبر التاريخ، وتطور المطبخ العثماني منذ بداية القرن الخامس عشر في عهد السلطان محمد الفاتح، وفي تلك الحقبة الزمنية زاد الاهتمام بمطابخ القصور العثمانية، واستمرت الدولة العثمانية في الحكم لمدة 700 عام تقريبًا، فأثرت  ثقافة خاصة وغنية في مجال الطهي، يجب التوقف عندها، حيث لعبت دورًا مهمًا في إثراء المطبخ العثماني ما بين التنوع الجغرافي والتحولات السياسية والتبادلات التجارية والثقافية، التي حدثت في تلك الحقبة الزمنية، وتشكلت أيضًا عادات جديدة في المطبخ العثماني، في دول كثيرة متأثرة بالخلافة الإسلامية والرومانية والبيزنطية والآسيوية، التي كانت موجودة بالفعل في تلك البلدان ومنها مصر والشام خاصة.

ورغم عدم وجود دراسات كثيرة تثبت أن للمطبخ العثماني الفضل في أكلات معينة، وعدم توثيق بحوث تثبت أصل بعض الأكلات العثمانية في المطابخ حتى الآن، وعدم ذكر خلفيات تلك الأطباق التاريخية والاجتماعية، إلا أن الكثير وصلنا عبر التواتر، وقصص رواها لنا أجدادنا عن بعض وتاريخ تلك الأكلات، وكذلك ذكر كتاب "إعادة
استكشاف العثمانيين" للمؤلف إيلبير أورتايلي، عادات العثمانيين في أكلاتهم التي انتشرت حول العالم، حتى يومنا هذا.

ومن بعض عادات العثمانيين التي نقلها لنا الكتاب؛ لايزال الأتراك الأكثر حرصا على تناول الطعام جماعة على المائدة، في جميع وجباتهم اليومية، وتكون وجبة الإفطار "قاهفالتي" على الخبز والجبن والزيتون والشاي الساخن، الأساسي بجانب الوجبات.
ومن الأكلات المتورثة في المطبخ التركي حتى يومنا هذا، والتي صدرت لجميع الدول المجاورة للدولة العثمانية:

1- إسكندر كباب:

تعرف هذه الوجبة في مختلف المدن التركية، لكنها مرتبطة بشكل خاص بمدينة بورصة التي تشكل فيها هذا الطبق على يد إسكندر أفندي في القرن التاسع عشر وتم توارثه بعد ذلك، وهو عبارة عن جزء من لحم الضأن، الذي له مذاقًا مختلفًا عن الأجزاء الأخرى، وهذا ما جعله يفكر بطريقة شواء لحم الشاورما عموديًا بعد تجريدها من العظام، فكان أصل الشاورما؛ فتحولت هذه الفكرة إلى مشروع تجاري قائم على رقائق الشاورما الموزعة فوق الخبر المشبع بمرق الطماطم والزبدة المذابة، بجانب القليل من اللبن وقطع الطماطم.

2- الكبة التركية النيئة:


تعود "التشي كفتة" إلى آلاف السنين، ولم تختلف طريقة تحضيرها مع الوقت حتى يومنا هذا، ويعود أصلها إلى المناطق الجنوبية في تركيا وبالتحديد من مدينة أيدامان، ويوضع اللحم المسلوق داخلها لكن الحكومة التركية منعتها بعد ذلك، ويتم تصدريها إلى دول البلقان وألمانيا واليونان، وتكون عبارة عن "برغل"، وبهارات حارة، تشتهر بها مدن الجنوب الشرقي وخاصة مدينة أورفا، تقدم بشكل سندوتش مع الخضروات.

3- كباب "علي نازك" التركي:

أحد الأطباق المشهورة، ويعني "اليد الجميلة"، ويرجع سبب تسميته بهذا الاسم هو أن السلطان "ياوز سليم" في القرن السادس عشر، ذهب لزيارة محافظة "غازي عنتاب" وتم استقباله بسفرة عامرة وكان هذا الطبق من ضمن الوجبات فأعجبته بشدة وسأل عن صانع هذه الأكلة مادحًا إياه، ولها اسم آخر "هونكاربياندي" أي أعجبت السلطان، وهو عبارة عن لحم قطع صغيرة موزعة فوق الباذنجان المشوي وتؤكل مع اللبن والخبز.

4- تغريب

الدونات المقلية، ونجح حينها أتاتورك الذي بتغريب المطبخ التركي، في بعض الأكلات، كما هي الحال مع كل شيء آخر في تركيا في بدايات القرن الحادي والعشرين، ويقدم مع القهوة التركية أو الشاي بعد الوجبات أو عند استقبال الضيوف.

All rights reserved. food today eg © 2022