شارع ضيق بالكاد تستطيع أن تمشي فيه بخطوات محسوبة تشعر فجأة انك لا تعلم إلى أين تذهب ولكنك تمشي وراء رائحة لا تعرف مصدرها، رائحة شهية تعيدك لمشهد الطفولة عندما كنت تعود من المدرسة بعد يوم طويل وتشم رائحة اكل أمك على سلم منزلك متلهف لإنهاء درجات السلم لترى ماذا حضرت لك ست الحبايب اليوم ، فجأة تجد مكان صغير وباب لونه سماوي تنبعث منه الرائحة تنزل درجات السلم وتدخل لترى سيدة منشغلة بتحضير الترابيزات التي لا يتعدى عددها ال3 ترابيزات وتبتسم في وجهك وتقول نورتنا في الفسحة، إذن انت الان في فسحة سمية اشهر فسحة في وسط البلد. كل التحية لها في اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق اليوم 8 مارس.
من هي سمية صاحبة الفسحة؟
سمية الأسيوطي سيدة مصرية بسيطة أم لشاب كل هوايتها في الحياة الطبخ ، تقول سامية أنها تحب أن تعبر عن مشاعرها لمن تحبه بالاكل ودائما كانت تشارك أصدقائها مناسباتهم بعمل اكلات مخصوصة لكل مناسبة،حتى أثناء عملها في دار النشر كانت تقوم بعمل ولائم يومية لكل أصدقائها إلى أن اقترحت عليها أحد أصدقائها أن تبحث عن مكان ليكون مشروعها الخاص وتبدأ في عمل الاكلات وبالصدفة وهي في شارع باب اللوق وجدت المطعم ودخلته وشعرت أن هذا هو مكانها وقد كان ، ولصغر مساحته أطلقت عليه اسم فسحة خاصة أنه يساع من الحبايب ألف.
مش هتمشي غير لما تخلص طبقك!
من زار سمية، ويعرف فسحتها جيداً سيعلم أنها صاحبة نظام يخصها وحدها، سيعلم أيضاً أن من يزور سمية عليه أن ينهي طبقه بالكامل فبالنسبة إليها "الأكل مش لعبة، وما ينفعش نرميه"، أما أكثر ما تشتهر به سمية فهو جدول أكلاتها الأسبوعي، فلكل يوم Menu مختلف بنوع مختلف من الأكلات، حتى يكون اسبوعها وجبة متكاملة من المطابخ التي تجمع بينها سمية بحرفة فنية لا مثيل لها في المطبخ، تقدم سمية جميع انواع الاكل المصري الفتة الممبار البامية الملوخية الكشري الطواجن والمحاشي بأنواعها ويساعدها اثنين فقط من السيدات وتقوم هي بالطبخ.
3 ساعات عمل فقط في اليوم!قانون سمية في العمل
ورغم أن المطعم لا يتسع لأكثر من 12 فردا ولا تفتح أبوابه إلا لثلاث ساعات يوميا من الخامسة للثامنة مساء، فإن الكثيرين ينتظرون دورهم في الخارج.
ولا يتميز طقس فسحة سمية باللمسات القديمة على جدرانه وصوت الموسيقى بألوانها المختلفة فقط، بل ما يميزه أيضا أن هذه التفاصيل كانت بمشاركة من زواره الذين يعتبرونه فسحة للتلاقي وساحة للمشاركة في كل شيء، لا الطعام وحده.
فسحة سمية