«القراصيا»، هي فاكهة مُجففة نعشق تناولها خلال شهر رمضان، ظنًا إنها ياميش موسيمي فقط خلال هذا الشهر، إلا أنها يتم تصنيعها وبيعها طوال أيام العام، وذلك لتلبية احتياجات مُحبيها، ونظرًا لأنها في الأساس برقوق مجفف، فأن أفضل الفصول التي ستتواجد بها هي بالطبع فصل الصيف، تتعدد فوائد القراصيا للجسم، ولذا تم تخصيص يوم وطني للاحتفال بها وهو 15 يونيو من كل عام، لتسليط الضوء على الفوائد الصحية العديدة لها.
تاريخ القراصيا وزراعتها
على الرغم من القراصيا مُنتشرة في العالم العربي، إلا أن أصلها ليس عربيا، وتمت زراعة البرقوق بالأساس في الصين، وقام الصينيون بزراعته وتحويله من البرقوق الحامض إلى الفاكهة الحلوة باستخدام دبس السكر البني، وكانوا يقومون بتجفيفها تحت أشعة الشمس قبل أن تتحول إلى هذه الفاكهة المتجعدة التي نعرفها جميعًا اليوم.
ويعمل السكر كمادة حافظة مما يجعلها تدوم لفترة أطول، وتستخدم هذه الفاكهة كمواد غذائية مخزنة في حالة ضعف حصادها، وكذلك الوجبات الخفيفة وبدائل الوجبات للمسافرين، وسرعان ما وصلت شعبية البرقوق إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال أوروبا.
القراصيا في العصور الوسطى
الصينيون قاموا بزراعة البرقوق قبل آلاف السنوات وانتشر عبر التجار إلى منطقة الشرق الأوسط ثم إلى أوروبا، وفي القرن الثاني عشر، تم تطعيم البرقوق حينما قام الرهبان البينديكتين بزراعة البرقوق السوري بأصناف محلية، ليكتشفوا "Prune d’Ente".
وشهدت صناعة القراصيا تطورات كبرى، خلال القرن الثاني عشر، وتحديدًا عندما عاد رهبان البينديكتين من حملتهم الصليبية الثالثة وجلبوا أصنافًا جديدة من سوريا، وقاموا بتطعيم صنف داماس السوري مع الأنواع المحلية، وإنتاج صنفًا جديدًا يسمى "Prune d'Ente"، ويحتوي هذا الصنف الجديد على طبقة ناعمة وشمعية وبودرة تتكيف بسرعة مع التربة الجنوبية الغربية، مما يجعلها محصولًا أساسيًا للثروة الحيوانية.
وارتفع الطلب الهائل على القراصيا من القرن السابع عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر عندما اعتبرها خبراء الطعام بأنها "سوبرفوود"، وأصبحت عنصرًا أساسيًا للبحارة وأفراد البحرية حيث كانت مليئة بالفيتامينات والمعادن، مما يمنحهم الطاقة طوال اليوم، وفي وقت لاحق.
وفي عام 1709 أجبر الشتاء القاسي في بلدة أجين المزارعين على زراعة البرقوق في صوب حيث تكون درجة الحرارة مثالية، وفي عام 1850 شقت القراصيا طريقها إلى كاليفورنيا، لتصبح الولاية الرئيسية التي تنتج البرقوق المجفف في الولايات المتحدة، بينما بعد عشرين عاما في 1870 وصل البرقوق الكاليفورني إلى الشعبية وزاد الطلب عليه في الولايات المتحدة.
حقائق ممتعة عن القراصيا
1- هناك أكثر من 1000 نوع من البرقوق المجفف أو المعبأ.
2- يمكن استبدال الزبدة بالبرقوق المهروس في الخبز، وهو مثالي للكعك النباتي.
3- على الرغم من حلاوتها، يحتوي البرقوق على 20 سعرة حرارية فقط في الحبة الواحدة.
قراصيا
All rights reserved. food today eg © 2022