A
A
A
الوظيفة «سلطان الشاي»..تعرف على الشروط والقواعد والأصول «أوعى توقع نفسك في غلط»
لا يختلف اثنان على أهمية مشروب الشاي لدى المصريين، فلا يخلو بيت مصري من ركن خاص للشاي داخل المطبخ، وكذلك كرسي مفضل لكل واحد منا لتناول الشاي سواء داخل البيت أو في البلكون أو حتى على المقهى.
ولا يختلف اثنان كذلك على أن الشاي استطاع فتح بيوت كثيرة، وأن يكسب الكثير من الناس رزقهم بسبب الشاي، ولأجل ذلك فهناك وظيفة خاصة مرتبطة به ربما لا يسمع عنها كثيرا وهي "سلطان الشاي".
إيه هي وظيفة "سلطان الشاي"
لدى المجتمع البدوي طقوس وعادات في شرب الشاي ربما تختلف من منطقة لأخرى من مصر كالقاهرة أو الإسكندرية أو حتى في الصعيد، فالشاي السيوي ذو مذاق مختلف لا يعرفه إلا من جربه، حيث يتم مزجه بعدة أعشاب تعطيه نكهة فريدة من نوعها، ومنها الشاي الأخضر وعشبة الليمون.
و"سلطان الشاي" هو الشخص الذي يقوم بإعداد الشاي داخل المجلس - جلسة الرجال أو العائلة مع بعضها - ويكون جالسا بجوار النار يضع الإبريق أو الإناء الذي يتم فيه "طبخ" الشاي بحد تعبير السيويين.
شروط وظيفة سلطان الشاي
غالبا ما يكون سلطان الشاي، هو ذلك الشخص الأكبر سنا، والذي كان قد جرب شرب العديد من الأنواع من قبل ويعرف المذاق المفضل لكل واحدا، وقد يعتبرها إهانة أن يقوم أحدهم بصنع الشاي لنفسه في وجوده، وربما يغضب منه، وذلك بحسب، موقع بي بي سي.
للسلطنة قواعد وأصول، تأتي بعد تجربة عمل الشاي في "جلسات" عدة مرات، ومن قواعد تلك الوظيفة ألا يمد أحد يده إلى كوب الشاي بل يناوله هو ويجب ألا يقوم أحد من الجلسة بدون استئذانه، كذلك لا يجوز أن يدخل أحد ويشارك في الجلسة بدون استئذان السلطان.
ولكل حارة في سيوة سلطان للشاي، وهي عادة متوارثة بين سكان سيوة، ولا يعرف أحد تاريخها تحديدا، لكن ربما تكون من عمر وجود الشاي أصلا في هذه المنطقة، وتستغرق عملية طبخ الشاي السيوي حوالي 10 دقائق، وعادة ما يكون للأفراح أكثر من سلطان لوجود عدد كبير من الناس فيها.
ا"لمزابنة" وشاي الأفراح
هي عملية بيع تحدث أثناء الأفراح، يتم فيها طلب صينية الشاي من تجمعات الجلسات، فالبعض قد يعرض مبالغ كبيرة لقاء ذلك، وقد تبدأ كل عائلة في عرض سعرا كبيرا،
وتتواصل حفلات الزفاف في الواحة على مدار عدة أيام، ويجتمع الأهل والأصدقاء في منزل العريس، ولا تَخمد نار الحطب المحتضنة أباريق الشاي ليلا أو نهارا.
ويتولى إعداد الشاي الأقربُ إلى العريس سواء من أشقائه أو أصدقائه، ويصبح ذلك تميزاً، وتطرح لعبة "التحدي" في محاولة لسحب تلك الميزة، وتبدأ بتندر أصدقاء العريس على من مُيّز بينهم لإعداد الشاي وشراء الشعلة، وهو تعبير مجازي عن تقدير الشاي بمبلغ ما، ويأخذ في المزايدة ولكن بخلاف المزادن فلا يفوز في التحدي أحد بعينه، بل كل من نطق برقم لشراء الشعلة يتحتم عليه دفعه، ويتم جمع تلك الأموال لإعداد جلسة سمر منفصلة بعد عدة أسابيع من إتمام العُرس، تُذبح فيها الذبائح، ويعد الشاي.
ولا يختلف حضور حفلات الشاي في أحداث الوفاة والمؤازرة، حيث يعد المشروب الرئيسي فيها، على خلاف مدن أخرى ترتبط بالقهوة السادة كمشروب مرتبط بالحداد، وقد يكون هناك أكثر من مرة لتناول الشاي أثناء الجلسات قد تصل إلى مرتين أو ثلاث مرات، مرة شاي عادي وأخرى باللويزة (عشبة الليمون) ومرة أخرى بالنعناع أو القرنفل.
الشاي في سيوة
جلسة شاي في سيوة
شاي
