«الموفونجو».. أكلة إسبانية أصلها أفريقي نقلها العبيد لأوروبا

خلال رحلات الاستكشاف في القرون الوسطى، كان الرحالة ينقلون خبرتهم ومعرفتهم بعدد من الأكلات معهم في تنقلاتهم من بينها بعض الأكلات الأفريقية التي عرفتها أوروبا وأحبته، وهي الموفونجو التي يتم الاحتفال بها في حدث سنوي وطني في 24 سبتمبر من كل عام.

إيه هي الموفونجو؟
رغم أن الاحتفال بالموفونجو يقع ضمن شهر التراث الإسباني، حيث أنه طبق وطني معروف في جزيرة بورتوريكو مصنوع من اللحم والثوم وزيت الزيتون والمرق وبالطبع الموز المكون الرئيسي إلا أن مصادر تشير إلى أن أصله أفريقي.

ويتم تحضير الموفونجو عن طريق هرس لسان الحمل في ملاط خشبي مع مدقة، ثم إضافة التوابل والعناصر السائلة مثل الزيت والدهن لتليين الخليط، ويتم تقديم موفونجو في بورتوريكو إما أثناء الغداء أو العشاء أو كطبق جانبي مع الخضار أو الدجاج أو الروبيان أو اللحم البقري أو حتى الأخطبوط.

تاريخ الموفونجو
يمكن إرجاع أصول موفونجو إلى فوفو في غرب ووسط إفريقيا. "فوفو" عبارة عن طعام نشوي يشبه العجين مصنوع من درنات مهروسة مثل اليام والكسافا والموز، ومثل الموفونجو، يتم صنعه باستخدام الهاون والمدقة ويقدم مع الصلصات المصنوعة من اللحم أو الدجاج أو السمك أو الخضار.

تم تقديم الطبق إلى بورتوريكو بواسطة عبيد من أنجولا في القرن الخامس عشر الميلادي، واسم "موفونجو" مشتق من مصطلح أنجولي "كيكونجو" يسمى "mfwenge-mfwenge" ، والذي يعني "قدر كبير من أي شيء".

يتمثل الاختلاف الرئيسي بين فوفو الأفريقي وموفونجو البورتوريكي في أن الأخير بشكل عام كثيف جدًا وأثخن من فوفو وغالبًا ما يتم تقديمه كطبق رئيسي في حين أن فوفو طبق جانبي مع يخنة أو حساء من نوع ما.

هناك بعض الفروق الأخرى بين الاثنين، مثل التحضير، وعند صنع فوفو، يستخدم لسان الحمل المسلوق أو الكسافا بينما عند صنع الموفونجو، يتم قلي الموز قبل هرسه وخلطه مع النكهات الأخرى مثل زيت الزيتون والثوم.

تم تقديم موفونجو في بورتريكو منذ ما يقرب من 150 عامًا، وإنه طبق يمزج بين النكهات الأفريقية والكاريبية بشكل فريد وسلس.

أما عن الاحتفال به فيعود للشيف خوسيه ميندين الأسباني الذي اعتبر أن الطبق يستحق إجازته فاختار 24 سبتمبر لأنه شهر التراث الإسباني، وكان يأمل أن يكون ذلك اليوم مصدر فخر لشعب بورتوريكو.

التطور الطبيعي للموفونجو
تشير المصادر إلى أنه في عام 1493 خلال رحلة كولومبوس الأولى، تم تقديم الأطباق البورتوريكية التي تشمل الموفونجو، بينما في القرن السادس عشر جلب الأسبان العبيد من غرب إفريقيا ومن بين المواد الأخرى التي يحملونها "فوفو"، وفي عام 1859 كانت الوصفة الأولى للموفونجو في كتاب بعنوان "Mofongo Criollo".



موفونجو