لكل شعب طقوسه الخاصة في الاحتفالات والمناسبات، وبعد شهر كامل من صيام شهر رمضان يستعد جميع المسلمين حول العالم لاستقبال عيد الفطر، وتختلف احتفالات عيد الفطر لكل دولة، خاصة في الطعام والتراثها المتناقل من جيل إلى أخر، ولدى الجزائر حلوى من نوع فريد لا يكتمل الاحتفال بعيد الفطر إلا بوجودها على موائدهم بشكل أساسي وهي "المحنشة"، والتي سنتعرف على حكايتها وتاريخها ومكوناتها في السطور التالية.
ما هي المحنشة؟
يتضح من تسمية كلمة "المحنشة" انها كلمة في اللغة العامية الجزائرية مستمدة من كلمة "الحنش" أو "الأفعى"، حيث يكون شكل حلوى "المحنشة" شبيها بشكل الأفعى وهي ملتفة حول نفسها وشبيهاً بشكل الحلزون، ومن هنا جاءت تسمية هذه الحلوى الجزائرية، وذلك بحسب موقع "عين" الجزائري، فيما تشير دراسات وأبحاث إلى أن أصل هذه الحلوى "ليس جزائرياً"، وتذكر روايتين عن أصولها.
روايات متعددة حول أصل المحنشة
وتقول الرواية الأولى إنها كانت "فطائر عثمانية مملحة" قبل أن تتحول إلى "فطائر حلوة في الجزائر"، وتذكر بأن هذه الفطائر دخلت الجزائر خلال التواجد العثماني بالجزائر قبل نحو 5 قرون في الفترة بين عامي (1514 – 1830)، وبعد أن انتقلت إلى الجزائر تغيرت طريقة تحضيرها وحشوتها وحافظت على شكلها، وانتقلت إلى المغرب من قبل العائلات الجزائرية، وبعد انتشارها في الجزائر تحت الحكم العثماني، انتقلت إلى المغرب (تحديدا تطوان) من قبل العائلات الجزائرية المهاجرة.
أما الرأي الثاني فيقول أنها من أصل مغربي نشأت في القصور الملكية كما ذكرها مؤرخ الدولة العلوية عبد الرحمن بن زيدان في كتابه "إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس"، وهي عبارة عن صفائح رقيقة من العجين تسمى "الديول" محشية باللوز ومقلية ويتم وضعها في العسل.
حلوى مغربية
لكن أحد المواقع المغربية وهو Patisserie Gato ينسب تاريخ هذه الحلوى إلى المغاربة ويقول إن أصلها مغربي ولكن تم تناقلها بين دول المغرب ووصلت إلى الجزائر لتكون حلوى تراثية وتقليدية تصنع في المناسبات الخاصة هناك مثل الأعياد والأفراح. ورغم الخلاف حول أصلها إلا أن الاتفاق على حلاوة طعمها واحد ولكل منطقة طريقتها الخاصة في عمل "المحنشة" رغم صعوبة عملها وتنوع مقاديرها.
المحنشة
المحنشة
المحنشة
All rights reserved. food today eg © 2022