لا شك أن الفول بات يرتبط عربيًا وعالميًا بالمصريين، فنحن الشعب الذي يبتكر العشرات من الطرق لتناوله ومعروفون بأننا ملوك «الفول المدمس»، لكن هل فكرت يوما كيف أكل الفراعنة الفول وهل كان موجودًا في أيامهم؟ وهل نقش في مقابرهم أم تمت إزالته؟.
حكاية الفول مع المصريين
من خلال مقابلة سابقة مع منة الله الدري الحاصلة على دكتوراه في دراسة النباتات الأثرية ومتخصصة في تاريخ المطبخ المصري، نفت الدري أنه يكون هناك أي نقوش في المقابر الفرعونية تدل على وجود الفول.
وتقول الدري، إنها وجدت أن هناك مصطلحين في اللغة المصرية القديمة يمكن أن يدلان بالمعنى على الفول وهما إيوريت وبير، ورغم وجود هذين المصطلحين لكنها تقول إن المتخصصين في اللغة المصرية القديمة لا يجزمون أن واحد منهم يدل على الفول أو أنهم لا يدلون على الفول نهائيا.
هل أكل المصري القديم الفول؟
وأكدت منة الله الدري، أنه ربما يكون كان موجودًا قديمًا لكنه لم يؤكل أو لم يؤل بكميات كبيرة كتلك الموجودة في هذه الآونة، ومع بداية العصر اليوناني وأوائل العصر الروماني بدأ الفول يظهر في المواقع الأثرية حوالي عام 300 قبل الميلاد، وتؤكد الدري أن أكل الفول في مصر بدء في هذه الفترة.
وتقول الدري إن هناك كلمة في اللغة القبطة هي "تومس"، ويعتقد أن هذه الكلمة هي أصل كلمة "مدمس" لأن "تومس" تعني شيئا مدفونًا، وكان الفول يتم تدميسه بوضعه في أواني كبيرة شبيهة بالآنية الكبيرة الحالية، وكان يتم دفنه وسط الرماد فيتم تسويته طوال الليل على حرارة بسيطة، وهي تشبه الطريقة التقليدية المتوارثة من الجدات في تدميس الفول على حرارة بسيطة في أفران البيت أو البوتاجاز أو دماسة الفول.
الفول في القاهرة التاريخية
قالت منة الله الدري، إن الفول في القاهرة التاريخية كان يقدم بأكثر من شكل فإما كان يقدم محمص مثل التسالي كاللب والسوداني أو فول أخضر أو مطبوخ أخضر وسط خضروات أخرى أو يتم تدميسه، وأن هناك وصفات لطرق عمل الفول من القرن الرابع عشر مختلفة تماما عن الطرق التي نطهي بها الفول اليوم منها أن يطبخ الفول وهو لا يزال أخضر مع خضروات أخرى مع أي نوع من اللحوم وهناك وصفة أخرى وهي بطبخ الفول "الحراتي" مع البيض والكفتة.
وكان يعتقد في القرن الرابع عشر أن الفول له فوائد صحية معينة فكان يعتقد أن شوربة الفول مفيدة للكلى وأن أكل الفول يساعد على إزالة الرطوبة من الرئتين.
طريقة أكل وإعداد الفول قديما
في القرن السابع عشر كتب شخص يدعى يوسف الشربيني كتاب اسمه "هز القحوف في قصيدة أبي شادوف" وكان من خلال الكتاب يقارن بين أهل الحضر وأهل الريف ووصف طريقة إعداد وأكل الفول لديهما.
وقال الشربيني إن الحضر كانوا يأكلون الفول المدمس ومطبوخ بمياه نظيفة والأواني التي كانت تستخدم نظيفة وحتى الوقود المستخدم في طهي الفول وقود نظيف وكان يقدم معه خبز أبيض من أرقى الأنواع وكان يوضع عليه زيت طيب أو زيت حلو وكان يقدم معه الليمون والبصل، ووصف الشربيني فول الحضر أن كل حبة فول كبيرة وجميلة تكاد تشبه البلح.
فول مدمس
All rights reserved. food today eg © 2022