لا
تعتبر نفسها شيف، ترى نفسها ست بيت تجيد الطبخ، تخرجت في كلية تجارة إنجليزي، وهي لا
تتخيل أن يكون المطبخ المجال الذي سيغير حياتها، من وصفة للبنات، لوصفة على صفحة
لا تتعدى الـ 15 ألف متابعة، لألاف الوصفات التي تقدمها يوميًا لأكثر من مليون
و600 ألف متابع، تقابلهم كل يوم بالحماس نفسه الذي لم يغب عنها طوال 8 سنوات، هو عمر وجودها على السوشيال ميديا.
مروة الشافعي واحدة من أشهر مقدمات برامج الطهي
على قناة النهار "أكلة بيتي"، ورغم شهرتها ووجود صورها على لافتات الإعلانات في الشارع، إلا انها ما
زالت تعتبر نفسها هاوية تبحث كل يوم عن جديد في عالم الطهي، يبقيها على قائمة
الاكثر حبُا وشغفاً في بيوت متابعيها، كيف بدأت؟ وكيف غيرت السوشيال ميديا حياتها؟، وماذا
عن ذكرياتها في رمضان؟، تفاصيل كثيرة وأسرار أكثر خصتنا بها في Food Today خلال هذا الحوار.
حدثينا
عن بدايتك مع المطبخ.. ومتى شعرتي أن ما تقومين به لابد أن تشاركيه مع الناس وليس
في البيت فقط؟
منذ
طفولتي كنت كثيرا ما أحب مساعدة أمي في المطبخ، كانت تعتبرني بلغتنا "ذراعها
اليمين"، تعاملت مع الموضوع أنه تسلية وهواية لطيفة، إلى أن تزوجت وأنجبت بناتي، وفي وجود بناتي زاد شغفي بالطبخ، خصوصًا الأكل البيتي، بسبب تعلقهم بالأكلات الجاهزة
كأغلب أطفالنا، فكان التحدي لي أن أعد في البيت أكل يشبه أكل الشارع بكل بشكله الميز ومذاقه الفريد التي يضعف أغلبنا أمامها، لكى أقنعهم في الوقت نفسه، أن أكل ماما في البيت أحلى
وأنظف.
وفي
تلك الفترة بالتحديد كنتِ تسألي عليا "مروة فين"؟، تكون الأجابة : مروة بتكتب وصفة جروب على
النت، مروة فين ياولاد، مروة بتنزل صورة كب كيك لسة عملاها مع البنات، فشهرتي
الحقيقية بدأت في أغلب جروبات الطهي وقتها، كان ذلك من حوالي ثمان سنوات تقريبًا،
تعلمت كل شيء في تلك الجروبات، وشاركتهم كل أفكاري ووصفاتي أيضًا.. وفجأة أكلة
وراء أكلة ووصفة وراء أخرى، أصبح لدي متابعين بشكل مرعب.
وأذكر وقتها أنني كلمت عمرو شقيقي "مخضوضة": "مين كل دول ياعمرو في ايه؟"، وفمهت لأول مرة في
حياتي يعني ايه "Followers" إلى أن طلبوا مني، أن تكون لي صفحة خاصة أعرض عليها
وصفاتي فلا تتوه مع وصفات أخرى، وبالفعل أنشأت صفحتي الرسمية " Cook
& Eat Fel Baet "، وفاكرة حينها أنني دعيت ربنا:
"يارب الـ 12 ألف متابع اللي على حسابي الشخصي يعملوا لايك للصفحة الجديدة،
وفعلا في خلال 3 ساعات كان عندي 15 ألف متابع ببدأ معاهم أهم مرحلة في حياتي حتى
وصلت الآن إلى 4 مليون و600 ألف متابع".
كيف انتقلتِ إذن من عالم فيس بوك إلى عالم البرامج على
الشاشة؟
كنت اتفاجئ بمكالمات من معدي البرامج يطلبون مني الظهور في فقرات للطبخ في برامج مختلفة، وعُرف اسمي نوعًا ما وقتها، إلى أن جائتني الفرصة التي أعتبرها حقيقي من أجمل فرص حياتي، وظهرت في فقرة مع الإعلامية شيري أبو الحسن على قناة "ON E" لتقرر بعد ذلك أن تهاديني بفقرة ثابتة من خلال برنامجها، وظللت معها سنة و6 شهور إلى أن جائتني فرصة برنامج باسمي في قناة النهار "أكلة بيتي"، حقيقي من نعم ربنا "إن فرصة تجيبلك فرصة".
فاكرة أول مرة طبختي
فيها على الهوا؟
فاكرة
طبعا، كنت مرعوبة جدًا، خصوصًا وأنها المرة الأولى التي سأظهر فيها على الشاشة، ولدي
متابعين يعرفونني، عكس أن أظهر وأنا أعلم أنه لا يعرفني أحد فلن يفرق معي إن أخطأت -ماهو محدش يعرفني بقى- فمازلت أذكر "توتري" وكيف كنت حريصة أن
أظهر "ست كُمل ماتبوظش الدنيا"، ومازلت إلى الآن أشعر بتوتر أول دقائق
في البرنامج، حتى أندمج وأنسى الكاميرات وأتعامل أنني بمفردي مع حللي وأطباقي
ومطبخي.
-هل كان الطبخ المجال الأقرب إلى قلب لتتفرغي له؟
اكتشفت
مع الوقت، أنني أحب الأوقات التى اقضيها في المطبخ، أحب اللحظات التي أتفنن فيها لأطبخ أكلة حلوة،
وأن الموضوع لم يكن كما ظهر لي في أوله أنني فقط كنت أرغب في أن أعد أكلات صحية
للبنات"، تضحك
مروة وهي تقول: "الموضوع وسع مني غالبًا"، ادركت مع الوقت أن القصة قصة
موهبة، وأن عدم مللي من وقوفي في المطبخ وأنا أجرب وابتكر وصفة جديدة هو من صميم
موهبتي، لدرجة أنني لا أمل حين أعيد تجربة وصفة أكثر من مرة لتخرج بالصورة المرضية
لي، سواء كنت بمفردي، أو أطبخ لبيتي، أو لتجريبها قبل تنفيذها في البرنامج، وجدت
لدي من "طولة البال" ما يكفي لأن أعلن بثقة أنني أحب عالم الطهي بكل ما
فيه.
ما مقومات نجاح اي
شيف على التليفزيون يقدم برنامج طبخ؟
التليفزيون
تجربة صعبة جدًا، قد يكون هناك شيف يجيد الطبخ بشكل مبهر، ولكنه ليس لديه قبول على
الشاشة، أعتقد أهم مقومات نجاح أي شيف مع هذا القبول، أن يكون بسيط، ألا يشعر معه
المشاهد بوجود فوارق، أن يكون جريء يجيد التحدث بلباقة وخفة ظل مع الناس، خصوصًا
وأن برامج الطبخ أغلبها تعتمد على اتصالات المشاهدين، ففي التلفزيون الطريقة
والقبول أهم من الطعم.
وفي
تشبيه أبسط، لو دخلت مطعم شهير، لن يهمني من الشيف الذي يقدم لي الأطباق، إلا جودة
ما قدمه لي وطعمه، عكس التليفزيون، طريقة الشيف وبساطته وطريقة كلامه ستجذبني لأن
أكمل معه الحلقة، حتى لو لن أتذوق ما يطبخه، فالشيف
الشاطر يعرف كذلك شرح وصفته ومقاديرها بسلاسة، ويعرف أصل الأكلة وكل حواديتها، ويجب أن
تجذب المشاهد لأن يتابعك لنهاية الحلقة وهو يرغب في تجربة وصفتك حالًا، هو بالنسبة لي أساس نجاح أي شيف على الشاشة.
وبالمناسبة،
لا تصلح كل الوصفات للتليفزيون، أحب الوصفات عن نفسي السهلة في شرحها، السريعة في
تحضيرها، وموجود مكوناتها في بيتي، وليست تلك الوصفة التي تشعرني بالإجهاد من مجرد
رؤيتي لتحضيرها فيستصعبها المشاهد، ولا يفكر ابدًا في أن يجربها بنفسه، لذلك الشيف
الذكي الذي يجتهد في اختيار أكلاته على الشاشة، التي تغري المشاهد لأن يقوم
ويجربها حالًا وهو مبسوط ومتحمس.
متى
شعرتِ أن وجودك على السوشيال ميديا محطة مهمة؟
بالنسبالي
كانت سبب نقلة كبيرة في حياتي، لم أكن اتخيل أن أصبح من مشاهير الطبخ، إلا بسبب
السوشيال ميديا، التي أشعر في الحقيقة أنني الحمد لله أجدت استخدمها بالشكل اللائق
الذي يشبهني، إما حين تعلمت منه الطبخ وعلمته، فكنت أول الشيفات على فيس بوك الذين
يضعون صور الوصفات بخطوات تنفيذها بشكل بسيط، وحتى حين تعلمت منها الأشغال
اليدوية، فمعروف عني انني من عشاق شغل الكروشيه ويعلم متابعون صفحتي ذلك عني، لانني
في أوقات فراغي أمارس تلك الهواية المفضة، والحقيقة أنني تعلمتها واتقنتها من السوشيال ميديا.
فلكِ أن تتخيلي أنني
كنت اعتبر جوجل ويوتيوب " ناس عايشين معانا في الشقة" من كثرة الاسئلة
التي بحثت عنها من خلالهما، خصوصًا في وجود بناتي وهم في سن أصغر، كنت أم منهارة
ليس لدي أي منفذ لأن أتنفس، إلا من خلال أن أتعلم شيء جديد، اخرج فيه طاقة، وهو ما
وجودته في الوسشيال ميديا، يكفي أنها فتحت لي مجال شغل وشهرة لم أكن أحلم بهما
ابدًا، والحقيقة فأنا استغرب في مجالنا وفي مجالات اخرى، ممن يحتفظ لنفسه بأسرار في المهنة، فلا يطلع أحد عليها ظناً منه أنها ستبقيه في المقدمة منفردًا.
وتابعت: الحقيقة أنني اكتشفت من خلال
وجودي على السوشيال ميديا أيضًا أن إطلاع الناس على كل الأسرار المرتبطة بشغلي
و"تكاتي في المطبخ" وعلى الملأ، في بوست، أو لايف للكل، تجعلهم يثقون بي ويضعونني هم في المقدمة بثقتهم،
لا بأسراري، يمكن لأن في أول حياتي وأنا أتعلم الوصفات من قنوات اليوتيوب وصفحات
بعض الشيف، كنت اكتشف أن الوصفات ينقصها تفصيلة ما تحول دون خروجها بالشكل المثالي،
فقررت ألا أفعل ذلك في صفحتي، حتى وأنا لدي برنامج على التليفزيون، كنت حريصة أن
أقدم كل شيء كما بدأته معهم على السوشيال ميديا.
كثيرًا
من يخلط أغلبنا بين الشيف والفود بلوجر ما الفرق بينهما في رأيك؟
دعيني
أولًا أخبرك أنني لا اعتبر نفسي شيف، أرى أن لقب الشيف مثله مثل لقب "يابشمهندس"
أو "ياباشا"، " حاجة كدة ننده بعض بيها"، لكنني أحب أن اعتبر نفسي "ست بيت"
تجيد الطبخ، ليس معنى أنني أطبخ للناس سواء على صفحتي أو من خلال برنامج حتى، أنني
بذلك أصبحت شيف، فالشيف لابد وأن يكون دارساً في أكاديميات للطبخ ولديه شهادات في
ذلك، أما الفود بلوجر بالنسبالي هو شخص يزور المطاعم ويحكي عما يتذوقه فيها، ولكنه
لا يعرف بالضرورة طريقة طبخها.
ما الذي تحلمين به في مجال الطبخ عامة؟
في
الطبخ حققت هوايتي وحلمي بأن يكون لي برنامج على قناة مهمة، أما عامة، نفسي أوصل
للعالمية، فرحت بوجود متابعين لي من دول عربية ومغتربين في دول أوربية على
انستجرام بالتحديد، واستطردت ضاحكة: "قولت لا بقى ده العالمية مش بعيده عني كدة".
بما
اننا أيام ويحل عليا الشهر الكريم ما هى طقوسك في رمضان؟
احلى
شهور السنة في حياتي، نجهزالبيت بالزينة كأغلبنا تقريبًا، القرآن والصلاه أهم
تفاصيله بالنسبالي ليا وزوجي وبناتي، والأكل طبًعا حدث ولا حرج، بصراحة أهتم به في
رمضان أكثر من الأوقات العادية، "صايمة وجعانة يعني هابهرهم" صحيح قبل الفطار أشعر كأنني سأكل "الأخضر
واليابس"، ولا أكمل طبقي بعد ذلك، لكنني ومع ذلك أحب أن أجهز الإفطار وكذلك
السحور بمزاج وحب، واجدد نيتي فيهما كل يوم لأسعاد أهل بيتي.
الشيف مروة الشافعى تحمل احدى أطباقها
حلويات مروة
الشيف مروة داخل مطبخها
All rights reserved. food today eg © 2022