ارتبط مشروب التمر هندي
في مصر بشهر رمضان الكريم، فتجده يتوسط كل الموائد وقت الإفطار، ويحبه ويقبل عليه الكبار والصغار، ولن نتحدث اليوم عن فوائده
ولا طعمه اللذيذ، بل سنتحدث عن تاريخه الطويل في حياة القدماء، ورحلته في العالم حتى
قلوب المصريين في رمضان، والتمر الهندي هو نبات يتبع الفصيلة البقولية، وهو عبارة عن لب ثمار قرنية لنبات شجري دائم الخضرة سريع
النمو، يصل ارتفاعه إلى ثلاثة أمتار، وثماره حين تُجمع تزال قشورها الصلبة، ثم تعجن مكوناتها فتتكون كتل داكنة اللون لاذعة الطعم، وقد تخلط بالسكر ليساعد على حفظها وعدم فسادها.
ويعود تاريخه بحسب مؤرخ المصريات محمود
إسماعيل في كتابة موسوعة الفولكلور، إلى مصر القديمة، حيث تمت زراعته في مصر 400
قبل الميلاد، وتم توثيق ذلك في البرديات الطبية القديمة، حيث شملت استخداماتها
الأولى في مصر في علاج بكتيريا المعدة،
كان هذا سبب في العثور على التمر هندي في مقابر ملوك الفراعنة، ولم يخطئ المصريون القدماء، حيث أن للتمر
هندي حقًا فوائد مضادة للأكسدة، الأمر الذي يجعله مفيدًا في مشاكل الجهاز الهضمي
والمعدة.
فوائده الطبية سبب شهرته
وبسبب فتوحات العرب للدول الأوربية، دخل
التمر هندي هناك، واحتل مكانة كبيرة بسبب فوائده، وكان أول استخدام له في أوروبا في عام 1615 بالمكسيك، ثم إلى بلدان
العالم وجزر الكاريبي، التي كانت تقدمه للبحارة في عام 1797 كعنصر غذائي أساسي
لمساعدتهم على تعويض السكر والأحماض التي فقدوها جراء رحلاتهم الطويلة.
وكانت فوائده المميزة سببًا في شهرته، حيث كان من الشائع استخدامه في علاج مشاكل الإمساك والهضم، الذي يسببه الصيام الطويل في رمضان، وارتبط بموائد الإفطار في كل البيوت المصرية منذ وقت طويل.
سر ارتباطه بالهند
كلنا كنا نعتقد أن التمر هندي يعود أصله إلى
بلاد الهند بسبب اسمه، لكنه اعتقاد خاطئ، فقد ارتبط الاسم بالهند، لأن الهنود هو الشعب
الذي قدس هذا المشروب، وعرفوا مدى أهميته الطبية، وأصبح جزء أساسي في أطباقهم
اليومية، كما أنهم استحدموه لعلاج الزكام
والبرد ومشاكل المعدة والصداع أيضُا.
التمر هندي ورمضان
ربما يرتبط التمر هندي برمضان بسبب فوائده
المرطبة وطعمه اللذيذ، إلا أن سبب ارتباطه برمضان قديمًا يختلف تمامًا، حيث كان الناس
في عهد المماليك يستبدلون به الخمر الذي كان شائع ذلك الوقت.
ثمار التمر هندي
تمر هندي
All rights reserved. food today eg © 2022