لا نستغنى عن الكمون في أغلب أكلاتنا، فهو معروف أنه تابل شرق أوسطي شهير يضاف إلى العديد من الأكلات، فإذا لم تصادف يوما أي صوص مكون من الكمون كتتبيل أساسي فأنت حتما لم تتذوق طعامًا عربيًا أصيلا.
لكن ما حكاية هذا التابل مع الحضارات القديمة؟
يخبرنا موقع Food History المهتم بتوثيق تاريخ الطعام، أن الكمون معروف في العالم قبل نحو 5 آلاف عام، ونشأ في مصر القديمة ومنها انتشر إلى الدول عربية والشرق أوسطية العديدة.
يقال إن كلمة "كمون"، أتت من الكلمة اليونانية "كيموم"، التي أتت من الكلمة البابلية "كا مو نا"، واستخدمت حضارات بلاد ما بين النهرين القديمة في وديان دجلة والفرات بذورها في تنكيه الطعام، ويقال إن بلاد ما بين النهرين القديمة استخدمته قبل حوالي 2000 عام قبل الميلاد، أما الفراعنة في مصر فاستخدموه قبل ذلك بكثير ولم يكونوا يستخدموه فقط في الطعام، بل كان يستخدم أيضا في تحنيط الموتى خاصة الملوك والملكات مثل توت غنخ آمون عام 1323 قبل الميلاد.
الكمون يستخدم للعلاج
وبحلول عام 1550 قبل الميلاد استخدم الفراعنة الكمون كعلاج، كما نصت عليه بردية إيبرس، وفي الهند، منذ العصور القديمة، كان الكمون يستخدم لخصائصه الطبية للمساعدة في الهضم وعلاج الدوسنتاريا، واستخدمه المصريون والهنود لتخفيف التوتر وخفض ضغط الدم، وحينما حُمل الكمون إلى الرومان واليونانيون في أوروبا تم استخدامه كعلاج وفي التجميل لعلاج البشرة الشاحبة، وكان اليونانيين القدامى يضعون الكمون في عبوات على طاولة الطعام خلال أوقات العشاء، وهذه الممارسة توارثها المغاربة.
وقال العالم الروماني، بليني، إن الكمون كان يستخدم كفاتح شهية، كما أن بذوره والتي تعتبر فاكهة لها طعم دافيء ونكهة مرتفعة، ووفقًا لحكاية فكاهية إلى حد ما حول هذا التأثير الخاص للكمون، كان الطلاب في اليونان القديمة وروما يشربون كميات كبيرة من زيت الكمون لعلاج البشرة الشاحبة، وكانت وقتها تعتبر علامة أن الطالب ذو البشرة الشاحبة درس إلى وقت متأخر من الليل، وسيصبح عالمًا.
تم تقديم الكمون إلى العالم الغربي بما في ذلك بريطانيا من قبل الرومان، وبعد ذلك إلى أمريكا الشمالية من قبل الإسبان.
كمون
بذور الكمون
بذور الكمون
All rights reserved. food today eg © 2022