عندما نذكر
الملوخية يجب أن يقترن ذكرها بالأرانب، ذلك الطبق المحبب ذو اللحم الطري اللذيذ،
والذي تربيها كثير من ربات البيوت، ويصنع بجانبه أشهى الأكلات، حيث نجد أن الأرانب ليست ذات قيمة
في مصر فقط، بل هي الطبق المفضل في بلدان
العالم، حيث أنقذت أمريكا من مجاعة وشيكة بسبب نقص اللحوم، وكانت سببا في إندلاع ثورة في
مالطا وإيطاليا، وطبق تقليدي رسمي لعدة شعوب، ولهذا الطعام اللذيذ تاريخ طويل
وقصص لا تنتهي نذكر لكم بعضًا منها.
الطبق الرسمي في جزيرة مالطا
كانت الأرانب من الأطباق الشائعة جدًا في مالطا
وإيطاليا، لدرجة أن الحكومة في البلدين قامت بإصدار قرار بحظر صيد الأرانب البرية، خوفًا
من انقراضها، وفي عام 1775، أدت هذه القيود إلى تفاقم التوترات، مما أدى إلى اندلاع ثورة بسبب حظر صيدها، وسرعان ما أصبح أكل الأرانب وصيدها رمزًا للمقاومة والحرية، مما عزز من طبق الأرانب، كتعبير
عن الهوية المالطية، وأصبح بالفعل الطبق الرسمي
للبلاد حتى يومنا هذا.
في أوروبا
بدأ سكان مالطا في تدربية الأرانب، وعمل أشهي
الأطباق من لحومها، ونقلوا وصفاتها إلى فرنسا وأوروبا بعد الاحتلال الفرنسي على الجزيرة، واليوم يعد حساء الأرانب من الأطباق
الشهيرة في المطبخ الفرنسي التي تقدم في أشهر المطاعم هناك، وكان في نفس الوقت تعتبر الأرانب أيضا من الأطعمة الأساسية في بريطانيا وأمريكا الشمالية.
الأرنب مصدر للحوم أثناء الحرب في أمريكا
لم تعرف أمريكا أطباق الأرانب إلا أثناء
الحرب العالمية الثانية؛ بسبب الندرة المتزايدة في الحصول على اللحوم بأوروبا في تلك الفترة، وقد نشر قسم الأسماك
والحياة البرية، أحد فروع وزارة الداخلية الأمريكية، كتاب طبخ بعنوان "الأرانب
المنزلية"، يتضمن أكثر من 40 وصفة لطهي لحوم الأرانب المحلية في عام 1943،
وأشارت في مقدمة الكتاب إلى أن الندرة المتزايدة للحوم بسبب ظروف الحرب، وحث الكتاب على ضرورة إطعام
قوات الجيش والحلفاء وتطوير مصادر جديدة للإمداد باللحوم، وكان الحل في
طهي الأرنب المنزلي، الذي حل
مشكلة نقص اللحوم.
وقد شجعت الحكومات الأوروبية وقتها سكان المنازل
الذين لديهم مساحة متاحة على تربية الأرانب، وبيعها بعد ذلك للحكومات لإطعام الجيش.
الأرانب في العالم اليوم
احتلت الصين المرتبة
الأولى في إنتاج لحوم الأرانب بالعالم في 2021، تليها كوريا الشمالية ومصر، حيث أنتجت 6 دول أكثر من 11 ألف طن من لحوم الأرانب في منتصف عام 2021 ، وهي الصين وكوريا
الشمالية ومصر وإيطاليا وروسيا وأوكرانيا.
أرانب محمرة
All rights reserved. food today eg © 2022