هل تتوقع وجود متحف "لليمون" في أي مكان في العالم؟، إجابة هذا السؤال يجب أن تخضع لقدرتك على الدهشة، لأن غرائب الأكل لا تنتهي مهما حاولنا ملاحقتها، سيبقى العالم مكتظاً بكل ما هو غريب عندما يتعلق الأمر بالطعام.
واحدة من تلك الغرائب المدهشة هو متحف "حلمي" لليمون في لبنان، وهو المكان الوحيد الذي جهز مكاناً كاملاً للمشروبات المعتمدة على الليمون فحسب، فيمكنك تذوق الليمونادا اللبناني بمذاق يستحق أن يسافر رواد المطعم مسافات طويلة للوصول لمتحف الليمون الأشهر في لبنان
إيه هي قصة "حلمي"؟!
تعود القصة لعائلة عاشت في بلدة باترون الشمالية القديمة في لبنان، تربط تلك العائلة بالليمون علاقة مقدسة للغاية جعلتها تحترف زراعته وعصره ومزجه مع وصفات أخرى للخروج بأنواع مبتكرة دائماً.
ولأن مدينة باترون الساحلية مليئة ببساتين الحمضيات الأصلية، فأصبح فن صنع عصير الليمون واحدًا من تخصصاتها الرائعة.
"حلمى" هو أحد أعضاء تلك العائلة، وهو العجوز الشهير بزراعة حدائق حول منزله للخضروات والفاكهة، اختار منها الليمون ليصنع منها تحف صنعت مصنع الليمون اللبناني.
صاحب متحف الليمون كان بيشتغل "محافظ"
الغريب في الأمر أن صاحب الفكرة والمكان، وهو "حلمي" الذي افتتح فيما بعد مطعمه لبيع الليمون والمعجنات تحت اسم "Chez Hilmi"، كان في الأصل نائب رئيس بلدة البترون من عام 1974 حتى عام 1981، وأصبح رئيسا للبلدة حتى عام 1985.
وتحولت عائلته بعد ذلك لأشهر من يعمل بمجال "الليمون" في لبنان.
"شكله إيه المكان اللي كله ليمون ده؟!"
يحتوي المكان على مساحات داخلية مشمسة منسقة وجميلة، تجعلك تتمنى لو كنت تعمل هناك، وتتمتع المساحة المشرقة بأجواء صيفية مثالية إلى جانب العمارة اللبنانية التقليدية الخلابة، فعند زيارة حلمي يراودك إحساس وكأنك في مغامرة صغيرة في المتحف على مساحة رائعة مخصصة لجميع الأشياء التي تخص عصير الليمون.
هنا حتى الفراولة بالليمون
في الحقيقة لم يتوقف متجر حلمي عن بيع الليمون الذي يروي عطشك مع كل رشفة وكأنك على شاطئ البترون، ولكنه يبيع الآيس كريم والسموزي بمكوناتها الطبيعية والطازجة بدون أي إضافات أو مواد حافظة، وبالطبع جميعها تحمل نكهة الليمون.
إلى جانب العصائر التقليدية لليمون يقدم حلمى الكثير من الاختراعات التي يمزج فيها بين مذاقات مختلفة يدخل فيها جميعاً الليمون كعنصر أساسي، مثل الليمون بالفراولة والليمون بالنعناع إلى جانب بيع كل ما يخص الليمون من أواني أو أكواب للعصائر، وحتى الحلويات التي تحتوى على نكهات الليمون المختلفة.
أهم الصور التاريخية داخل المتحف
من بين الصور التاريخية العديدة على جدار الذكريات، يبقى الأكثر لفتًا للانتباه برواز أبيض وأسود للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الملك السابق للمملكة العربية السعودية، وهو مبتسما أثناء دخوله متجر عصير الليمون مع حلمي وشقيقه عادل.
ومن الصور الأخرى الملحوظة وسام فارس الصف
من وسام الأرز الوطني، الذي منح لحلمي في عام 1974 تكريما لنجاح مشروعه "Chez Hilmi"، الذي أصبح أحد أهم
الأماكن المثيرة للاهتمام في لبنان
"لو مبتحبش الليمون روح اتصور"
ويوجد أمام المتحف ديكور في غاية الروعة مكون من كل الأشياء القديمة، لاسيما
التوكتوك الأصفر الشهير الذي يذهب إليه الناس للتصوير بجانبه، يوجد أيضا نوافذ باللون
الأصفر مزينة بالورد البنفسجي والروز ليجعل المكان أمام المتحف أهم أماكن التصوير
في لبنان.
All rights reserved. food today eg © 2022