فكرة أصبحت واقع.. كيف أحدثت المطابخ السحابية ثورة في تجربة تناول الطعام وإدارة الأعمال في صناعة الأغذية؟
سارة داغر
الثلاثاء , 27-02-2024 10:44 ص
AAA
تحول التطور التكنولوجي وتغير النماذج التي يتم بها إدارة الأعمال في
مجال الخدمات الغذائية إلى إعادة تشكيل كبيرة في طرق تقديم الطعام وتحضيره، حيث
بدأت تظهر نماذج أعمال ثورية في قطاع الأغذية وخدمات الضيافة، مثل المطابخ
السحابية المعروفة أيضًا بمطابخ الأشباح أو المطابخ الافتراضية.
تعتبر المطابخ السحابية مفهومًا جديدًا يعتمد على استخدام التكنولوجيا
الحديثة لتحضير الطعام وتقديمه، دون الحاجة إلى مساحات تجارية تقليدية مثل المطاعم
التقليدية، في هذا النموذج، يتم تشغيل المطبخ من مكان مركزي، ويتم استخدامه لإعداد
وتحضير الطعام للتسليم للزبائن عبر الطلب عبر الإنترنت.
ولكن يعد تناول الوجبات في المطاعم أحد اشكال التواصل البشري
والاجتماعي، ولكن الذي اد الى تغيير هذه الفكرة هي "جائحة كورونا".
وقد مهد هذا التحول الضخم لظهور "المطابخ السحابية" والتي
تقوم في الأساس على توصيل الوجبات الجاهزة الى الزبائن في منازلهم دون الحاجة للنزول
وتناول الطعام.
من مخترع اول مطعم افتراضي؟ بدأ الشريك المؤسس لشركة "The Cloud" جورج كرم، تأسيس اول مطعم سحابي في العالم عام 2018، وبدأ بـ
ثلاجة صغيرة في أحد مكتبه.
المطابخ السحابية، التي بدأت كمساحات واسعة
تضم العديد من الوحدات المستقلة، قد شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، في
الجيل الأول، كانت هذه المطابخ تُدير "من منظور عقاري بحت"، حيث كانت
العلامات التجارية تحصل على مساحة خاصة لإعداد منتجاتها. في الجيل الثاني، تطورت
المطابخ السحابية لتصبح مركزية كبيرة تقوم بالطهي نيابة عن علامات تجارية متعددة.
استغلال المطابخ غير المستغلة.. نموذج العمل الجديد لتحضير الطعام ومع ظهور الجيل الثالث من المطابخ السحابية،
والذي يُمثله نموذج العمل والذي تطبقه منصة "The Cloud"، تغيرت الديناميات بشكل
كبير، فبدلاً من امتلاك مطاعم أو مطابخ تقليدية، تستغل "The Cloud" المطابخ المجهزة غير
المستغلة في المطاعم لتحضير وجبات الطعام التي تروج لها على منصتها الإلكترونية.
وفي هذا النموذج، تحقق "The Cloud" والمنصات المماثلة زيادة
في عدد طلبات الطعام، بالإضافة إلى رفع القدرة الإنتاجية والإيرادات للمطاعم التي
تتعاقد معها.
وهذا يعكس توجهًا نحو الاقتصاد المشترك
وتحسين استخدام الموارد، حيث يتم استغلال البنية التحتية الموجودة بشكل أفضل
لتلبية الطلب المتزايد على خدمات توصيل الطعام، دون الحاجة إلى بناء مطابخ جديدة
أو تكاليف إضافية للمطاعم المشاركة.
المطابخ الافتراضية حالًا نموذجيًا ويكمن السر وراء نجاح المطابخ السحابية هو
التكامل السلس بين الإدارة والتكنولوجيا، بدءًا من تتبع المخزون والخدمات اللوجستية
وصولا الى التسليم، إذ تعمل الحلول التكنولوجية المتقدمة على تبسيط العمليات
وتحسين الكفاءة بشكل ملحوظ.
وتوفر تطبيقات الهواتف المحمولة والمنصات
الإلكترونية فرصة غير مسبوقة للعملاء لاستعراض القوائم، وتقديم الطلبات، وتتبع
عمليات التسليم بكل سهولة.
كما توفر هذه المطاعم تحليلًا لسلوك المستهلك
وتفضيلاته، وبالتالي يمكن تصميم العروض الترويجية الملائمة بما يمكن هذه المطابخ من
رضى العملاء.