صوت المعدة المسيطر!.. الهرمونات سبب الأكل ليلًا

A A A
الأكل ليلا

أسئلة كثيرة تزاحمنا حين نفكر في الأكل ليلًا، "ليه بنجوع بالليل أكثر؟!"، وتصمت أصوات المنزل، ولا نسمع إلا صوت معدتنا وهي تطلب ساندوتش جبن رومي، أو فينو محشو بالحلاوة، أو ربما "طلبت معنا" قلي بيض بالبسطرمة، وللحظ فصوت الضمير حينها قد نام مع النائمين، ولا صوت يعلو فوق صوت السمن بالطاسة وهي تداعب قطع البسطرمة قبل أن يتغير لونها من الأحمر الغامق إلى الفاتح؛ فنأكل وننعم بلحظات سعادة وننام بعدها دون أدنى تأنيب للضمير.

 


متلازمة الجوع الليلي


ربما كان ذلك عاديًا لو كان يحدث مرة أو اثنين في الشهر، أو على فترات طويلة عامة، إنما فكرة حدوث ذلك في الأسبوع مرتين وثلاثة وأكثر، فخبراء التغذية للأسف ينذرون بوجودنا في مرحلة الخطر، والشخص الجائع ليلا، يسميه الخبراء مُصاب بمتلازمة الجوع الليلي؛ يأكل الشخص المصاب بها ربع سعراته الحرارية اليومية على الأقل بعد وجبة العشاء.


من المؤكد أنهم لم يطبقوا أبحاثهم على كل المصريين، خصوصًا حين يطلبون بيتزا أون لاين 3 فجرًا.



رغبة ملحة في الأكل


وحسب كلام خبراء التغذية يقولون إن الشخص المصاب بمتلازمة الجوع الليلي يعاني من أعراض مختلفة، كفقدان الشهية، عدم الشعور بالجوع صباحًا، لديه رغبة ملحة في أنه لابد وأن يأكل ما بعد وجبة العشاء وقبل نومه؛ فيعاني من الأرق لمدة لا تقل عن خمس ليال من الأسبوع، رغم اعتقاده أن إحساسه بالشبع سيمكنه من النوم سريعًا أو دون تقطع، كذلك شعور بالاكتئاب، الذي لا يحل عليه إلا في ساعات المساء، وطبعًا هم أشخاص أكثر عرضة للإصابة بأمراض السمنة.


ده مش أنت دي هرماناتك!.. تعالى نقولك بيحصل إيه

 


كل الدراسات الحديثة أثبتت أن رتم حياتنا السريع أصبح له أثره الكبير على ما نأكله ومتى وكيف نأكله، فمع ضغط الشغل المستمر، وعدم نومنا الوقت الكافي الذي يحتاجه جسمنا، تأثرت هرموناتنا ومنها تأثرت طرق أكلنا، فينصح الأطباء أنه من الضروي أن نعرف طبيعة أجسامنا وكيف تعمل بكفاءة؛ لكي نعطيها احتياجاتها.


 


فعلى سبيل المثال، فإن أجسامنا تفرز "الأنسولين" لكي يتعامل مع كميات السكر التي نأكلها، حسب ما أكدته لنا نورهان قنديل خبيرة التغذية، أنه حين نتناول كميات كبيرة منه، وكذلك الدقيق بكميات كبيرة، يعلي هذا مستوى الأنسولين جدًا ويجعلنا نأكل أكثر، فتضعف مقاومته نهائيًا.


كما أن هناك هرمون الـ"ليبتين"، يشبهه خبراء التغذية بالفرامل للشهية، هو المسئول عن توصيل إحساس الشبع لمخك ويخبره بثقة "أنا خلاص شبعت مش عاوز آكل تاني"، المشكلة في أن هذا الهرمون لا يعمل بنفس كفاءته حين نأكل سكريات أكثر، أو دقيق بكميات غير معقولة، أو أي نوع من أنواع الأغذية المصنعة.


أما "الجريلين" فهو هرمون الجوع تفرزه معدتك ويساعد على التحكم في الشهية، وهو من يقول المخ  "أنا جعان ولازم أكل"، ويزيد جدًا عند قلة النوم.

 



ويأتي هرمون الكورتيزول، الذي يرتفع نسبته في جسمك عند إحساسك بالضغط أو التوتر، قمع زيادته في الدم يزيد إحساسك بالجوع ويزيد مستوى السكر والإنسولين وتستمر الدائرة مفرغة بلا نهاية؛ لا جوعك بيخلص ولا هرموناتك بتثبت، الحل قرارك أنت أن تنصت لضميرك مرة واحدة وتنام حتى لو أحسست بالجوع الواهم، لأنه ببساطة هذا ليس أنت، إنها هرموناتك المتقلبة بسبب ما تفعله بها أنت كل يوم، فاعطها الفرصة لتعود إلى عملها الطبيعي من جديد.

All rights reserved. food today eg © 2022