جولة في مقاهي القاهرة... زهرة البستان ملتقى الأدباء والفنانين

A A A
زهرة البستان
في وسط أحياء القاهرة العتيقة تحديدًا بوسط البلد مقهى يبلغ من العمر أكثر من ثمانين عامًا، مقهى هادئ وسط شوارع القاهرة الصاخبة، تتزين جدرانه برسوم الجرافيتي التي تشكل ملامح لكثير من عظماء الفن والأدب الذين كانوا يلتقون في هذا المقهى، والذي خرج من بين جدرانه أعمالًا أدبية وفنية خلدها التاريخ.
هو أحد المقاهي الشعبية التي لن تتخيل مدى جمالها سوى بتجربة الجلوس فيها والاستماع لحكايات المكان، ستتعرف إليه بمجرد رؤيتك للألوان والأنوار ووجه نجيب محفوظ، وأحمد فؤاد نجم، وأم كلثوم يبتسمون، وسيحكي لك كل من مر من زهرة البستان حكايات عما حدث على هذه القهوة منذ سنوات، لكونها ملتقى الحكايات، فكان يعقد الروائي الكبير نجيب محفوظ ندوته الثقافية كل ثلاثاء على هذه القهوة، وخرج منها الروائي علاء الأسواني بروايتي "شيكاغو" و"عمارة يعقوبيان"، ويقول البعض أن كوكب الشرق السيدة أم كلثوم كانت من رواد المقهى مع أصدقائها من الكتاب والملحنين، كما وصفها الشاعر المصري أمل دنقل بإنها الامتداد الاستراتيجي لمقهى ريش الثقافي الملاصق لها والذي يختلف في طبيعته الكلاسيكية عن طبيعة زهرة البستان الأكثر شعبية.
صاحب المقهى هو الحاج عبد اللطيف أحمد، والذي كتب على جدران المقهى من الخارج (ملتقى الأدباء والفنانين).
زهرة البستان تتوارثها الأجيال
وعلى مر السنوات بقيت القهوة عامرة بزوارها، وإلى الآن يرتادها الكثير من المثقفين والطلاب وكل من يقدرون التراث الفني والثقافي للمكان، أو من يبحثون عن مكان هادئ ومبهج وغير مكلف للجلوس مع الأصدقاء والاستمتاع بكوبًا من الشاي أو العناب أو العصائر الطازجة وتبادل الحكايات والأفكار والأحلام.
كما يحيط بالقهوة مجموعة من المطاعم ممن يعدون الوجبات السريعة والسندوتشات، فيمكنك الطلب والجلوس على القهوة والاستمتاع بوجبتك هناك.
تجد أحيانًا أنشطة مختلفة على هذا المقهى، فقد يصادف زيارتك وجود أحد عازفي آلة العود وأصدقائه يعزفون ويغنون ويسعدون جميع الجالسين والمارة، كما قد تصادف فقرة الرجل الذي يمارس لعبة الخدع والحيل السحرية، وقد تجد هناك أشخاصًا ممن يصنعون الحلي اليدوية ويعرضون منتجاتهم للبيع.
فهي ليست فقط تجربة جلوس على مقهى شعبي، بل يمكنك أن تعتبرها أيضًا نزهة ليلية مع العائلة أو الأصدقاء.

All rights reserved. food today eg © 2022