كيف تلزم الحكومة التجار ببيع السلع ومنع تخزينها؟

تشهد الفترة الأخيرة ارتفاعات ملحوظة في أسعار عدة سلع أساسية، ولاسيما السلع الغذائية مثل الزيت والسكر والأرز، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل ارتفعت أسعار السلع الكهربائية والمنزلية مثل الثلاجات والبوتاجازات وغيرها، مما أثار استياءً وجدلاً واسعًا بين المواطنين.

"تجارة الموت".. كيف يستفيد بعض التجار من معاناة المواطنين لتحقيق أرباح غير مشروعة؟

ليس ذلك فقط، ما يتعرض له المواطنون، بل أن عمليات الضبط الأمنية كانت قد كشفت عن تخزين العديد من كبار التجار كميات كبيرة من السلع الأساسية، مثل الزيت والسكر والأجهزة الكهربائية، هادفين بذلك تحقيق أرباح مرتقبة في حال زيادة أسعارها في المستقبل.

ضخ كميات أقل للتحكم في السوق.. القابضة في المنافسة

وأفاد السيد برعي، عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية بالاتحاد للعام للغرف التجارية، أن الأزمة نشأت نتيجة تذبذب سعر الدولار في السوق الموازية، فضلاً عن تجار محتكرين السلع الغذائية، مناشدًا الشركة القابضة للصناعات الغذائية، والتي تمثل 22 شركة، بضرورة ممارسة دورها الحقيقي، من أجل ضبط الأسواق، وذلك من خلال ضخ كميات أقل من السلع الغذائية بمختلف أنواعها للتجار، مما يعني عدم وجود احتكار وتخزين في هذه السلع.
 
ويري برعي، بأن حل تلك الأزمة سيكمن في وضع الشركة القابضة للصناعات الغذائية كمنافس للتاجر المحتكر لهذه السلع.

حالة الركود تحكم الجدل الآن 

وفيما يتعلق بالأجهزة الكهربائية، فقد أشار شريف صلاح، نائب رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بالاتحاد للعام للغرف التجارية، بأنه لا يوجد تجار يخزنون السلع والمنتجات لبيعها في حالة ارتفاع الأسعار، لافتًا إلى أن الأسواق تسهد حركة ركود في البيع والشراء.

الأرباح مقابل المساحة 

كما أوضح صلاح، أن كل تاجر يريد أن يبيع أكبر عدد ممكن من الأجهزة والمنتجات للاستفادة من عائد الربح المعتاد، ولكن على عكس المواد الغذائية، فإن عملية تخزين كميات كبيرة من الأجهزة يحتاج إلى توفير مبالغ ضخمة وأماكن كبيرة لتسع هذا العدد من الأجهزة، وليس كل تاجر يمتلك هذا.

ونوه نائب الشعبة، بترقب المواطنين عما ستسفر عنه الفترة المقبلة بشأن تحديد سعر الصرف وقيمة الدولار في السوق الموازية، والذي عمل بدوره حالة من الركود والهدوء في حركة البيع والشراء نتيجة هذا الترقب.

إشباع الطلب وتحقيق الربح

وفي سياق متصل، أكد وافي أبو سمرة، عضو مجلس إدارة شعبة الأجهزة الكهربائية، بأن كل تاجر يسعى لبيع ما لديه من سلع، لـ تحقيق أعلى عائد ربح، ولاسيما مع وجود عوامل مثل انتهاء صلاحية بعض البضائع وتغيرات الطلب والرواج عليها مع مرور الوقت، مما يتطلب تحديث الموديلات وتوفير ما يلبي احتياجات السوق ويحافظ على إقبال المواطنين عليها.

استقرار تام

ولفت عضو مجلس إدارة شعبة الأجهزة الكهربائية، أن الأسعار استقرت بعد فترة من الارتفاع الناتج عن المضاربة الشديدة على الدولار ووصوله لمستويات قياسية في السوق السوداء. كما أشار إلى أن معظم الأجهزة شهدت انخفاضا كبيرا في أسعارها.