"شعبة العطارين": أسعار التوابل في الأسواق على جمر من نار... والاستيراد هو السبب

لا يزال ارتفاع أسعار العطارة يثير الاضطراب والقلق بين المواطنين، خاصةً مع اقتراب شهر رمضان الكريم، حيث يعتبر استخدام البهارات والتوابل جزءاً أساسياً من إعداد الطعام في هذا الشهر المبارك.

تشهد أسواق العطارة زيادات ملحوظة في الأسعار، مما أثار غضب الناس وزاد من معاناتهم، لاسيما الفئات الاقتصادية الضعيفة، وقد أثار هذا الارتفاع تساؤلات حول أسبابه، فهل يعود لنقص المعروض مقابل زيادة الطلب؟ أم أن الأزمات الاقتصادية العالمية، نتيجة للأحداث السياسية والعسكرية المتنوعة، تلعب دوراً في هذا الارتفاع؟ أم أن جشع التجار هو السبب الرئيسي؟


من جانبه اجاب محمد رجب العطار سكرتير شعبة تجار العطارة بالغرفة التجارية بالقاهرة ومجدي توفيق نائب رئيس شعبة العطارة الأسبق، إلى جانب عدد من التجار، وذلك للوقوف على أسباب تلك الارتفاعات في الأسعار بسوق التوابل وأيضًا لمعرفة الحلول المقترحة لحل تلك الأزمة.

الأسباب وراء ارتفاع أسعار العطارة في مصر؟

قال محمد رجب العطار إن ارتفاع الأسعار سببه نقص المحاصيل الزراعية في الخارج، مما أدى إلى زيادة أسعارها، يأتي هذا بالتزامن مع زيادة الجمارك والدولار.. مشيرًا إلى أن هذه الزيادة لم تحدث نتيجة زيادة العملة فقط ولكن الزيادة كانت في الخارج أولًا.

وصرح "العطار": "هناك أصناف من العطارة قلَّ المعروض منها في الأسواق نتيجة العوامل السالف ذكرها مما أدى إلى زيادة سعرها مع زيادة الطلب وأيضًا لزيادة الأسعار عالميًّا.. إلا أن السعر محليًّا فاق معدل الزيادة الذي زادت به في الخارج".

لا نملك الا (اليانسون والكمون والكركدية)

وأشار سكرتير شعبة تجار العطارة بالغرفة التجارية بالقاهرة: "نستورد جميع الأنواع من الخارج، فنحن لا نمتلك سوى القليل من «اليانسون والكمون والكركديه» بنسبة لا تتخطى الـ30%، وتحديدًا بنسبة تتراوح من 20-29%، لذا نقوم باستيراد باقي الكمية وباقي أصناف التوابل من الخارج لتلبية احتياجاتنا ومستلزماتنا.

وفقًا لما ذكره "العطار" فإنه من المتوقع ان تشهد الفتره المقبلة انخفاضًا في انتاج بعض المحاصيل، موضحًا ان محصول الفلفل يتم حصاده خلل شهر مارس، وبناءً على ذلك فانه من المرجح أن يتراجع سعره خلال شهر أبريل المقبل.

وعند الحديث عن الكمون بما انه يثار حوله الكثير من الجدل فقد أوضح سكرتير شعبة تجار العطارة بالغرفة التجارية بالقاهرة، انه يتم استيراده من بلدان "الهند أو سوريا" فلا أتوقع أن ينخفض سعره، ويرجع السبب إلى أن محصول الكمون في الخارج قليل ومحصولنا لا يكفي لسد الاحتياجات.. أما باقي الأصناف فمن المتوقع أن تستقر أسعارها.

وتطرق "العطار" الى أسعار العطارة في الأسواق بالوقت الجاري، حيث تراوح سعر كيلو الكمون ما بين 480-600 جنيه.. فيما جاء سعر الفلفل الأسود ما بين 400 و500 جنيه للكيلو.. أما بالنسبة لليانسون فتفاوت سعره من 140 حتى 180 جنيهًا للكيلو.

وأنهى العطار حديثه قائلًا: "الزيادة الحاصلة في سعر الكمون مبالَغ فيها وليست طبيعية، لأنه سابقًا كان يتم تسعير الفلفل ثم يتم تسعير الكمون عليه، ولكن الآن أصبح يحدث العكس، حيث إن الكمون أصبح أغلى من الفلفل".. مستنكرًا هذا الأمر ومعتبرًا إياه "وضعًا غيرَ طبيعي".

أسعار العطارة المصري او البلدي

ومن جانبه، قال مجدي توفيق (نائب رئيس شعبة العطارة الأسبق) إن أسعار العطارة في خلال هذه الونة تشهد ارتفاعًا ملحوظًا سواء البلدي أو المصري أو المستورد، مشيرًا إلى أن نسب الزيادة مرعبة مقارنة بالعام الماضي، ويمكن القول إن نسبة الزيادة تجاوزت الـ 100%.

الإنتاج المحلي من "الكمون" لا يكفي الاستهلاك المحلي

وجاءت هذه الزيادة بسبب قلة المعروض من السلع، حيث إننا كنا نعتمد بشكل كبير على الاستيراد وعلى سبيل المثال الإنتاج المحلي من الكمون لا يكفي احتياجاتنا وبالتالي نعتمد على استيراده من الخارج من "الهند وسوريا"، مشيرًا إلى أن الهند أصبح لا يوجد لديها كمية كافية من الكمون لتصديرها، بينما سوريا لديها الكمون بسعر مرتفع جدًّا.

وأضاف "توفيق" أن الكُسبرة واليانسون أسعارهما في زيادة أيضًا، مؤكدًا ان السبب الرئيسي يكمن في الاستيراد، لأن ما يتحكم بالأسواق هو عملية العرض والطلب.. مضيفًا أن محصول الفلفل الأسود غير موجود في مصر ونعتمد على استيراده من الدول التي تقوم بزراعته مثل "البرازيل وفيتنام وسنغافورة".

ويجدر بالإشارة ان نسب الزيادة تتراوح ما بين 30 إلى50% تقريبًا، ومن المفترض استمرار زيادة الأسعار في الفترة القادمة وخاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، الذي يكثر فيه الإقبال والطلب على الأسواق.

وبالتزامن مع دخول شهر رمضان، فقد وصل سعر الحبهان 1600 جنيهًا للكيلو، بينما سجل سعر كيلو القرنفل إلى 1200 جنيهًا، أما سعر الكُسبرة الناعمة فقد وصل إلى 120 جنيهًا للكيلو.