في مفاجأة مدوية، أصدرت محكمة في المملكة العربية السعودية قرارًا بشطب العلامة التجارية الشهيرة "كراش" من السجل التجاري، وذلك في ختام معركة قانونية طويلة دارت بين شركتين تتنازعان ملكية العلامة.
وتعود جذور هذه المعركة إلى عام 1911، عندما تأسست علامة "ينيون" في كرواتيا. وبعد مرور 4 عقود، تغير اسمها إلى "كراش" وحققت نجاحًا هائلاً في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي عام 2012، ادعت شركة "كراش الشرق الأوسط" ومقرها المملكة العربية السعودية، ملكية العلامة التجارية "كراش" في المنطقة. بيد أن شركة "كراش العالمية" ومقرها كرواتيا، رفضت هذا الادعاء، مؤكدة على أحقيتها الحصرية في العلامة التجارية.
وبعد سنوات من التنازع القضائي، حسمت المحكمة السعودية النزاع لصالح "كراش العالمية"، مُصدرةً قرارًا بشطب العلامة التجارية "كراش" من السجل التجاري السعودي.
ويُعدّ هذا القرار بمثابة ضربة قوية لـ "كراش الشرق الأوسط" التي ستُضطرّ إلى إعادة صياغة هويتها التجارية والتخلي عن اسم "كراش" الذي ارتبط بمنتجاتها لعقود طويلة.
ويُثير هذا القرار تساؤلات حول مصير منتجات "كراش" المتواجدة حاليًا في الأسواق السعودية، كما يُطرح تحديات قانونية وتجارية كبيرة أمام الشركة.
فمن ناحية قانونية، ستحتاج "كراش الشرق الأوسط" إلى الحصول على موافقة "كراش العالمية" لاستخدام أي علامة تجارية مشابهة، أو البدء من الصفر ببناء علامة تجارية جديدة.
أما من الناحية التجارية، فستواجه الشركة صعوبة في إعادة بناء ثقة المستهلكين بمنتجاتها، خاصةً بعد ربط اسمها بمعركة قانونية طويلة.
ولا تُعدّ معركة "كراش" استثناءً، بل هي ظاهرة عالمية تتكرّر بشكل متزايد مع ازدياد أهمية العلامات التجارية في عالم الأعمال.
وتُشير إحصائيات إلى أنّ قضايا النزاع على العلامات التجارية قد ارتفعت بنسبة 20% خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك بسبب ازدياد المنافسة في مختلف القطاعات.
تُسلط معركة "كراش" الضوء على أهمية حماية العلامات التجارية وتسجيلها بشكل قانوني، كما تُؤكّد على ضرورة توخي الحذر في عالم الأعمال المُعقّد المُليء بالتحديات.
