التنافسية وانعكاساتها السلبية على جودة السلع والمنتجات

نحن نسعى دائمًا للحصول على أفضل العروض والخيارات الأكثر ملاءمة من حيث التكلفة عند إجراء مشترياتنا، ومع ذلك، فإن هذا السعي المستمر وراء الأسعار التنافسية كان له انعكاسات سلبية على جودة المنتجات المتاحة في الأسواق.

المنافسة الشديدة بين الشركات لتقديم أقل الأسعار أدت إلى سباق نحو القاع، حيث تسعى الشركات إلى تقليل نفقاتها بشكل كبير للحفاظ على أسعارها منخفضة.

وغالبًا ما يتطلب هذا التوجه تقديم تنازلات تتعلق بجودة المنتج، إذ تركز الشركات على المحافظة على هوامش أرباحها، النتيجة الواضحة لهذا الوضع هي انخفاض جودة المنتجات، لتصبح دون المستوى وتعجز عن تلبية احتياجات شرائح واسعة من المجتمع.

هذا السباق المحموم يتعلق بجميع مراحل تطوير وتصنيع المنتجات،  لتحقيق الأسعار المنخفضة، تعتمد الشركات على مواد أولية أرخص وتسرّع عمليات الإنتاج، مما يدفعها إلى اللجوء إلى تقنيات أقل تكلفة،  عواقب هذه الاستراتيجية تتجلى في منتجات مصنوعة من مواد ضعيفة الجودة وتفتقر في كثير من الأحيان إلى ضمانات رقابية كافية.

يبرز هذا الاتجاه بشكل لافت في مجال قطاع البيع بالتجزئة، حيث يتعرض المستهلكون لسيل من المبيعات والخصومات المتكررة، رغبة الشركات في التفوق وجذب العملاء دفعتها إلى تقديم أسعار أكثر جاذبية على حساب الجودة.

والنتيجة هي أن المستهلكين يجدون أنفسهم أمام منتجات لا ترقى لمستوى توقعاتهم ولا تدوم لفترة زمنية مناسبة.

المشكلة لا تقتصر فقط على قطاع البيع بالتجزئة، بل تمتد أيضًا إلى منتجات أساسية مثل الأطعمة والأدوية،  لضمان توفير أسعار منخفضة، يعتمد العديد من المصنعين على مواد خام أقل جودة وتقنيات تصنيع منخفضة التكلفة، مما يثير قلقًا حقيقيًا بشأن سلامة هذه المنتجات وفعاليتها.