ابتكرت شركة «blantish»
للاستيراد والتصدير البريطانية أول وجبة أسماك نباتية، يسمى بـ«فليه سالمون»،
ويتكون الطبق النباتي من مزيج من البروتينات والبقوليات وزيت الطحالب وعددا من
المواد الأخرى التي تقوم بتزويد الطعام بأوميجا 3، وأوميجا 6، والبروتينات
وفيتامين ب، إذ أن الشركة تسعى إلى تحقيق ذلك دون الحاجة إلى مادة الزئبق أو
الهرمونات والجسيمات البلاستيكية الموجودة في أسماك المحيط.
وتخطط الشركة، بحسب موقع «Daily Mail» إلى إطلاق منتجاتها في
أسواق البقالة عام 2024، حيث قامت مؤخرا بجولة تمويلية أولى بلغت قيمتها الـ2
مليون دولار، من أجل تمويل تلك المهمة، والتي تضمنت مشاركة الشيف خوسيه أندريس،
الحائز على نجمة ميشلان.
سلامة الأسماك ضرورة قصوى
من جانبه، قال أوفيك رون، الشريك المؤسس
والرئيس التنفيذي لشركة blantish،
إن شركته تسعي دائما إلى إنقاذ المحيطات والقضاء على الحاجة الماسة والدائمة
لاستهلاك الحيوانات البحرية عبر توفير خيارات خاصة بالأسماك بشكل أكثر استدامة
ومغذية ولذيذة في آن واحد.
وأوضح «رون» أن رؤية الشركة هي أن تكون العلامة
التجارية الرائدة في مجال المأكولات البحرية في العالم، وسيتم كل ذلك بدون الإضرار
بسمكة واحدة، لافتا إلى أن طبق شركته الجديد يعتمد على تقديم الفيليه عبر تقنية
«ثلاثية الأبعاد»، وهي طريقة الانتقال للأطعمة النباتية.
سر خلطة الطبق الجديد
ولتحضير ذلك الطبق السمكي لا يتم الاستعانة
بسمكة واحدة، ولكن يتم وضع البروتينات الخاصة بالبقوليات ومستخلصات الطحالب في
آلة، وفي لحظات يتم إنتاج فيليه مع خيوط ليفية تنسخ نسيج الفيلية الحقيقي الذي
اعتاد عليه الجميع.
ووفقًا لمجموعة «IMARC»
الرائدة في مجال أبحاث السوق، فتبلغ قيمة سوق المأكولات البحرية حاليا ما يوازي
الـ586 مليار دولار يوميا، فيما تبلغ قيمة سمك السلمون على مستوى العالم 50 مليار
دولار، ومنه يتم استهلاك ما يقارب الـ80% من الأسماك المقطعة بالكامل على شكل سمكة
كاملة أو شرائح.
أصبحت المأكولات البحرية ملوثة بسبب أفعال
البشر، وأفادت دراسة صدرت عام 2020 أن المواد البلاستيكية الدقيقة كانت داخل كل
عينة من المأكولات البحرية المشتراة من الأسواق، وهي الدراسة العلمية التي قادت
جامعتي «إكستر» و «كوينزلاند» للبحث والتحري، حتى نشرت نتائجها في مجلة العلوم
البيئية والتكنولوجيا.
وخلال الدراسة، قام الباحثون بتقطيع المحار
والروبيان وسرطان البحر والحبار والسردين وإخضاعهم لبحث عن دلائل وجود جزيئات
بلاستيكية دقيقة في تلك الحيوانات البحرية، وتم العثور على السردين حتى يكون
الأكثر تضررا، وأفادت الدراسة أن السردين يتناول أكبر كمية من البلاستيك، والتي
تصل لـ30 ملجرام في كل وجبة، بحجم حبة الأرز.
سنويا يتم العثور على اللدائن الدقيقة بشكل
متزايد بكافة دول العالم، وتوصل العلماء للكثير من الأدلة التي تفقد وجود تلك
المخلفات الضارة بالثروة السمكية في قاع المحيط، وكذلك بجبال الألب والقارة
القطبية الجنوبية، فيما يحاول الباحثون معرفة وفهم أضرارها على صحة الإنسان
والحيوان معا بسبب انتشارها.