أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت على عدد من مرضى الأوعية الدموية في السنوات الأخيرة فوائد عصير التوت البري لمرضى القلب، ودوره الإيجابي في التمثيل الغذائي.
وأجريت دراسة حديثة من قبل معهد التوت البري بالولايات المتحدة، ولجنة الأبحاث بكلية الطب جامعة Heinrich-Heine في دوسلدورف، ومؤسسة Susanne Bunnenberg للقلب، لمعرفة مدى تأثير مسحوق التوت البري وليس العصير، على وظائف الأوعية الدموية لدى الرجال الأصحاء في منتصف العمر.
طرق الدراسة ونتائجها
تحسن عمل القلب ويوسع الأوعية الدموية
وجدت التجربة العشوائية المزدوجة التي أجريت على 45 من الرجال البالغين الأصحاء، والتي نشرت في مجلة Food & Function، أن الرجال الذين تناولوا 9 جرامات من مسحوق التوت البري (أي ما يعادل 100 جرام من التوت البري الطازج) يوميًا لديهم تحسن كبير في القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالمشاركين الذين تناولوا دواًء وهميًا لمدة شهر واحد.
ووجد الباحثون تحسن في وظائف القلب والأوعية الدموية من خلال مراقبة التغييرات في (FMD) لدي المشاركين، والذي يعد علامة بيولوجية حساسة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذا يقيس اتساع الأوعية الدموية عند زيادة تدفق الدم.
و(FMD) هو مرض يصيب الأوعية الدموية ويسبب نموًا غير طبيعي داخل جدار الشريان، ويطلق عليه مرض "الحمى القلاعية"، واكتشف الباحثون تحسينات من خلال دراسة أخرى تم تطبيقها على 45 رجلًا سليمًا يستهلك كل منهم عبوتين من مسحوق التوت البري الكامل المجفف بالتجميد، بما يعادل 100 جرام أو كوب من التوت البري الطازج.
تحسن صحة مرضى الحمى القلاعية
ووجدت الدراسة تحسينات كبيرة في مرض الحمى القلاعية بعد ساعتين من الاستهلاك الأول، وبعد شهر واحد من الاستهلاك اليومي ما أظهر فائدة فورية ومزمنة.
بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون زيادة في مستقلبات البوليفينول في عينات الدم والبول بعد تناول التوت البري، والتي تعمل على تحسن وظائف الأوعية الدموية.
وأوضحت الدكتورة Ana Rodriguez-Mateos، المحاضرة في قسم علوم التغذية بجامعة King’s College في لندن وكبيرة مؤلفي الدراسة، أن الزيادات في مادة البوليفينول والمستقلبات في مجرى الدم والتحسينات في (FMD) بعد تناول التوت البري، تؤكد على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه التوت في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
في حين قال الدكتور Christian Heiss، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة Surrey بالمملكة المتحدة، إن نتائجهم تقدم دليلًا قويًا على أن التوت البري يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الأوعية الدموية حتى في الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
من ناحية أخرى، علق الباحثون على أن الاستهلاك المنخفض للفواكه والخضراوات يعد أحد عوامل الخطر المرتبطة بمعدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم.
وأضافت الدكتورة Rodriguez-Mateos، أن التوت البري أصبح ثمرة مهمة للغاية في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية لعامة الناس.