600 مليون كيلو جرام من الجبنة بكهوف تحت الأرض بأمريكا.. ما سبب تخزينها؟
أميرة محمد
الأحد , 23-03-2025 4:35 م
AAA
الجبنة
تواجه الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية مشكلة غير مسبوقة تتمثل في فائض هائل من الجبنة يقدر بحوالي 600 مليون كيلو جرام، وهو ما يكفي لملء 250 ملعب كرة قدم بطبقة جبنة بسمك نصف متر.
هذا الفائض الكبير يُمثل تحديًا معقدًا للشركات الأمريكية، التي تعاني من صعوبات في تصريفه، سواء داخل السوق المحلي أو عبر التصدير إلى الأسواق العالمية.
كيف نشأت أزمة فائض الجبنة؟
أوضحت التقارير أن هذه الأزمة ليست مجرد نتيجة لزيادة الإنتاج، بل تعود جذورها إلى سياسات حكومية بدأت منذ عقود، حيث كان المزارعون الأمريكيون يعانون من تقلبات أسعار الحليب منذ أوائل القرن العشرين، مما أدى إلى خسائر فادحة بسبب فساد الحليب السريع.
تدخل الحكومة الأمريكية
في عام 1949، أصدرت الحكومة الأمريكية قانونًا يسمح بشراء الفائض من منتجات الألبان عندما تنخفض الأسعار بشكل حاد، وذلك بهدف:
استقرار السوق
حماية دخل المزارعين
على مدار العقود التالية، بدأت الحكومة بتخزين الجبنة الفائضة في كهوف عملاقة تحت الأرض في مناطق مثل كانساس، ما كان يكلف الحكومة مليون دولار يوميًا للحفاظ عليها.
من الحكومة إلى الشركات الخاصة: المشكلة لا تزال قائمة
مع مرور الوقت، تحولت أزمة فائض الجبنة من مسؤولية الحكومة إلى الشركات الخاصة، حيث بدأت الحكومة بتوزيع الجبنة على الأسر ذات الدخل المحدود من خلال برامج المساعدات الغذائية.
لاحقًا، انتقلت الأزمة إلى شركات كبرى مثل:
كرافت هاينز (Kraft Heinz)
جمعية مزارعي الألبان الأمريكية
واليوم، لا تزال هذه الشركات تواجه صعوبات كبيرة في تصريف المخزون الضخم من الجبنة.
التحديات التي تواجه تصدير الجبنة الأمريكية
تعاني الشركات الأمريكية من صعوبة تصدير الجبنة إلى الأسواق العالمية، وذلك بسبب:
المنافسة القوية مع دول مثل:
الاتحاد الأوروبي
نيوزيلندا
حيث تقدم هذه الدول منتجات جبنة عالية الجودة بأسعار تنافسية.
التعريفات الجمركية:
بعض الدول تفرض رسومًا جمركية مرتفعة على منتجات الألبان الأمريكية لحماية صناعتها المحلية، مما يزيد من صعوبة دخول السوق.
كيف ستتعامل الشركات مع هذه الأزمة؟
لا تزال الشركات تبحث عن حلول لتقليل الفائض والاستفادة منه بطرق مبتكرة، سواء من خلال:
إيجاد أسواق جديدة للتصدير
ابتكار منتجات جديدة تعتمد على الجبنة
زيادة الاستهلاك المحلي عبر حملات تسويقية
ولكن حتى الآن، لا تزال 600 مليون كيلو جرام من الجبنة تمثل تحديًا كبيرًا للاقتصاد الأمريكي.